لن يخرجوا إلى الشارع

إن الأزمات المتواصلة على الشعب السوداني هذه الأيام، القصد منها الضغط أكثر فأكثر حتى يخرج الشعب إلى الشارع كما حدث إبان الحكم المايوي، الذي كانت جهات سياسية بعينها حاولت أن تستغل تلك الأزمات ليثور الشعب على النظام، وبالفعل نجحت تلك الجهة حتى أصبح من الصعب على المواطن أن يصبر أكثر، فكانت الانتفاضة الشعبية على النظام المايوي آنذاك، ولكن هل نجحت تلك الجهة في تحقيق الأمن والاستقرار إلى الشعب بالتأكيد لا.. لأن الديمقراطية الثالثة لم تصمد طويلاً بسبب المكايدات السياسية حتى انهار النظام في النهاية، الآن تحاول بعض الجهات أن تستغل نفس الموقف فتضغط على الشعب حتى ينتفض لمصلحتها، ولكن الشعب السوداني لن يثور ولن يخرج إلى الشارع لمصلحة جهات معينة امتصت دمه، بعد أن شهدت الفترة الماضية أزمة وقود طاحنة كانت كافية بإزالة النظام، ولكن الحكومة عرفت تلك الجهات التي سمنتها حتى أصبحت من القطط التي لا يمكن القضاء عليها بسهولة، فتمددت تلك القطط فأصبحت أكثر من قطة بالداخل والخارج..

وظلت تضغط على الشعب من خلال معيشته، الآن يعاني الشعب من أزمة حادة في الخبز ليس في المركز بل طالت الأزمة كل ولايات السودان كما أزمة الغاز والمواد البترولية المختلفة، والأزمات طالت كل معايش الناس حتى البدائل التي كان يلجأ إليها المواطن حينما ترتفع الأسعار أصبحت البدائل أكثر صعوبة من غيرها من المواد الاستهلاكية، فالحكومة يجب أن تقدم المتلاعبين بقوت الشعب إلى المحاكم الفورية كما كانت تفعل عند مجيئها، وإلا ستجد الحكومة بعد فترة خارج المنظومة الحاكمة، وكما يقول المثل السوداني (تغدوا بيهم قبل ما يتعشوا بيكم)، فالحرب الآن حرب مصالح، وليس هناك ما يستدعي كل تلك الزيادات غير المبررة، حتى الدولار الذي شهد فترة استقرار ها هو الآن يتجاوز الأرقام التي ثبتت منذ أكثر من ستة أشهر، فهل يعقل أن يصل الدولار إلى الخمسين جنيهاً خلال يومين فقط؟ فإذا استمر في تلك الزيادات فربما يصل إلى المئة في أقل من شهر، وهذه ستكون كارثة على كل الشعب السوداني الذي لم يستطع العيش في ظل الزيادات اليومية في كل معاشه، فالدولة لا حل لها إلا أن تقدم كل من تم القبض عليه، وتأكد فساده أو نزع كل ممتلكاته وإعادتها إلى خزينة الدولة، كما فعل ولي عهد المملكة العربية السعودية “محمد بن سلمان”، فالمخطط يستهدف رئيس الجمهورية، والحرب معلنة علية مستغلين حياة المواطن المسكين، ولا يمكن الضغط على رئيس الجمهورية إلا من خلا معاش المواطن، كما فعلوا مع الرئيس الأسبق الراحل “جعفر نميري” ومن قبله رئيس الوزراء “الصادق المهدي” الذي اعترف بعد زوال حكمه بأن السوق هو الذي هزمه؟ ومن في السوق يا ترى؟ القصة واضحة جداً لكل من خبر دروب السياسة.. فالحرب معلنة لإزالة هذا النظام، وقطع الطريق على السيد الرئيس ألا يترشح لانتخابات 2020، وما في طريق إلا بتلك الأزمات المفتعلة للضغط على المواطن ليخرج إلى الشارع، وتحدث الفوضى ليستغلها أصحاب الغرض ومن ثم يقومون بتنفيذ مخططهم الذي لا يمكن تحقيقه إلا عبر الأزمات المعيشية التي يحتاجها المواطن، ولا يستطيع الاستغناء عنها مثل الخبز وبقية الأطعمة الأخرى، فهل يا ترى ستبلع الحكومة الطعم أم ستشن حرباً أكبر من التي تقوم بها الآن للقضاء على تلك القطط التي عملت على تسمينها؟.

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version