إمامٌ (كااافر) !!
*أجمل تعبير عن الهم قول الشاعر:
لو كان هماً واحداً لكُفيته… ولكنه همٌ وثانٍ وثالثُ..
*وهذا ما يحدث لنا الآن ؛ همٌ… من فوقه هم… من تحته هم… من بين يديه هم..
*وليتها كانت هموماً ثلاثة كهموم الشاعر (المحظوظ)..
*فحيثما تلفت فثمة هموم تحيط بك من كل جانب..
*وكأنما ينقصنا همٌ إضافي ليأتي خطباء الجمعة فيزيدوننا غماً على هم..
*وإمام مسجدنا البارحة أتحفنا بهمٍّ طغى على هم الخبز..
*ولا أدري من أي عهد سحيق أتى (أهل الكهف) هؤلاء ليعتلوا منابر الوعظ..
*ولا أعني عهد الإسلام الأول… وإنما عهود (جاهلية) سابقة..
*جاهلية سياسية… وثقافية… واجتماعية… ودينية؛ تدين فيه الجماعة بالولاء للفرد..
*فيصبح هو ربهم الأعلى… وما يُريهم إلا ما يرى..
*يقول هذا القادم من غياهب التاريخ البعيد (لا ديمقراطية… والحاكمية لله وحده)..
*يا أخي ونعم بالله؛ ولكن هل سيحكمنا الله بنفسه؟!… والعياذ بالله..
*أم عبر ملائكته الأطهار؟!… ويستحيل هذا طبعاً..
*إذن لابد من حاكم بشري… أها؛ كيف يصل هذا الحاكم للسلطة؟!..
*مع ملاحظة أن هذا الإمام ذاته كان قد قطع بحرمة الخروج على الحاكم..
*قال إن الخروج على الحاكم (حرااااامٌ)… وإن ظلم..
*فبالله عليكم ماذا فعلنا في دنيانا هذي – كسودانيين – لنُبتلى بكل هذه (الهموم)؟!..
*ونسيت أن أقول لكم شيئاً مهما…أو (هماً) مهماً..
*هذا الإمام ينتسب إلى جماعة تشارك في السلطة الآن… وهي مبسوطة..
*طيب؛ هذه السلطة خرجت على حاكم قائم..
*فهل ذاك الخروج حلال – يا شيخنا الإمام – أم هو (حرااااامٌ)؟!..
*فإن كان حلالاً فلِمَ تحريم الخروج؟!… وإن كان حراماً فلِمَ تقاسُم (الحرام)؟!..
*ثم إن هذه السلطة (الخارجة) تتبنى الديمقراطية الآن… ولو اسماً..
*فهي إذن – وفق فهم الإمام – حكومة (كاااااافرة)..
*وجماعة الإمام أيضاً (كاااااافرة) – وستدخل النار – لأنها تقاسم الكافرين السلطة..
*والشيء المحير إن عدو الديمقراطية هذا أستاذٌ جامعي..
*وما لم تكن هي جامعة (بابل) فإن إدارة الجامعة تقترف (حراااماً) بيناً..
*فلا يمكن لهذا الجهل أن يُدرَّس حتى في (تكية)..
*فهي دروس ضد العصر… وضد العقل… وضد الحضارة… وضد الدين نفسه..
*نعم؛ حتى ديننا الإسلامي علمنا كيف نختار الحاكم..
*فشورى السقيفة علمتنا أن نختار…لا أن نرضخ لمن اختار هو أن يحكمنا بالقوة..
*وما حكم أبو بكر… وعمر… وعثمان… وعلي….إلا بالشورى..
*والشورى هي الديمقراطية… اختيار الحاكم عن طريق التصويت الحر..
*فمن يُحلل – إذن – (خروجاً) ويُحرم آخر فهو…(خاااارج)..
*ومن يقبل مشاركة السلطة مع (خارج) فهو…(مناااافق)..
*ومن يكفر بشورية الدين فهو…(كاااافر !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة