صلاح حبيب

حتى لا يقولوا : (باب النجار مخلع)!!


نجحت الوساطة السودانية في لم أطراف النزاع أو فرقاء الجنوب، الرئيس “سلفاكير” والدكتور “رياك مشار”، وتم الاتفاق في الخرطوم وتم طي فترة من الخلاف والصراع بينهما من أجل تنمية واستقرار الجنوب، والخرطوم التي استطاعت أن تلم الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل في الخرطوم عام 1967 بعد النكسة، وأطلق على التصالح وقتها قمة اللاءات الثلاث، فالخرطوم اليوم أصبحت قبلة العرب في إصلاح ذات البين، ولكن الخرطوم نفسها تعيش منذ فترة حالة من الاضطراب مع معارضيها بالداخل والخارج وإن كانت حدة الخلاف أو الصراع بين المعارضة والحكومة لم تكن كما كانت في السابق، ولكن مازال الاحتقان بينهما موجوداً، وها هو الإمام الصادق المهدي مواجه بعدة بلاغات، وهناك عدد من الحركات المسلحة لم تصل إلى اتفاق مع الحكومة بعد الحوار الوطني، الذي ساعد في حل كثير من الخلافات بين الحكومة والحركات المسلحة، ولكن إذا كانت الحكومة الآن تعمل على لم شمل الأخوة في جنوب السودان أو تساعد في حلحلة بعض المشاكل العربية، فمن باب أولى أن تعمل على حل مشاكلها مع المعارضة ، وأن تمد يدها بيضاء إلى الجميع كما فعلت الآن في جمع الأخوة فرقاء الجنوب ، فالشمال ربما يكون أكثر تسامحاً من أي شعب آخر، ولذلك على الرئيس “البشير” وقبل دخول انتخابات(2020) عليه أن يجمع الكل كما فعل في الحوار الوطني، ولكن الحوار حتى الآن لم يكتمل، وما زالت هناك الكثير من المشاكل بين الحكومة حتى مع القطط السمان الذي أججوا الحالة الاقتصادية خلال فترة وجيزة، وحتى لا يقال: (باب النجار مخلع)، يجب أن يعمل السيد الرئيس منذ الآن على لم شمل السودانيين جميعاً بالداخل والخارج، وينسى القطط السمان، وأن يرتب لحوار جامع يتنازل بموجبه من أجل المصلحة الوطنية، وإن دعا الحال إلى فترة انتقالية ومن ثم قيام الانتخابات، وبذلك نضمن هدوء الأحوال السياسية وعودة الحياة الاقتصادية إلى ما كانت عليه أو أفضل ..وليست هذه أماني، ولكن بالإمكان أن يتم كل شيء ، فإذا كانت الأوضاع السياسية بين إريتريا وإثيوبيا قد عادت إلى طبيعتها بعد عشرين عاماً من القطيعة فمن باب أولى أن تعود الحياة بين أبناء الشمال بالداخل أو الخارج إلى وضعها الطبيعي، فالرئيس “البشير” حكم ما يقارب الثلاثين عاماً تقريباً فأصبح ناضجاً سياسياً، فيمكنه أن يحكّم العقل من أجل المصلحة العامة حتى يذكره التاريخ كما ذكر قيادات من قبله، فالفرصة مازالت موجودة للم شمل السودانيين وخطوة واحدة يمكنها أن تفعل العجائب، خاصة وأننا لا نحتاج إلى الكثير، فالشعب يمتاز بالطيبة، ولديه من الإمكانيات والثروات التي تجعله في مقدمة الدول، كما حالة رواندا التي خرجت من الحرب القبلية وهى مثخنة بالجراح، الآن رواندا من الدول التي تتقدم الصفوف في القارة السمراء، فهل رواندا أفضل من السودان معلم الشعوب في كل شيء، هل يعقل أن يكون السودان في ذيل القارة الأفريقية بعد أن كانت كل دول المنطقة تتمنى أن تكون مثله سياسياً واقتصادياً، وحتى رياضياً القارة الأفريقية الآن حدث فيها تحول كبير جداً ابتداءً من رواندا وإريتريا ، والآن دولة جنوب السودان، ودول افريقية كثيرة تتجه لحل نزاعاتها وخلافاتها بالطريقة السلمية بدلاً من البندقية ، التي أخرت شعوب المنطقة عشرات السنين، فالفرصة الآن بيد الرئيس “عمر البشير”، فهل يمكنه أن يفجر قنبلة يطوي بها صراعات البلاد، ومد يده للجميع لبناء الوطن.وحتى لا يقال بأنه يساعد الدول لحل مشاكلها وهو لا يستطيع حل مشاكل بلده، كما النجار الذي يعمل على إصلاح أبواب الآخرين وباب بيته خرب.

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي