بعد أن بدأت فعلياً في الاندثار .. مهنة (جلادة العناقريب) تعود للأضواء بأمر الظروف الاقتصادية .!
حملت الخالة نورا أسرتها البالية وأعواد (العناقريب) القديمة لتضعها أمام منزلها في انتظار الشخص الذي سيمر بالحي ويقوم بجلادتها بعد أن أصبح حضوره مكثفاً في الآونة الأخيرة حتى حصد عدداً كبيراً من الزبائن الذين أحجموا عن شراء الجديد من أطقم الجلوس والأسرة ليصبح ظل شجرتها الوريفة أمام منزلها قبلة لأغلب نساء الحي وهن يحملن الكراسي والمقاعد القديمة لإعادة جلادتها.
(1)
هناك الكثير من المهن التي كان يعتقد الكثيرون أنها بادت ولن تعود مرة أخرى، إلا أن توقعات الكثيرين خابت نسبة للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً والتي أصبحت لا تخفى على أحد و التي باتت تتمثل في تقافز الأسعار بصورة خيالية في كل ما يتعلق بمعيشة المواطن من مأكل ومشرب ومسكن وعلاج ..إلخ ، حتى جعلت الفوضى تعم مما أثر ذلك سلباً على حياة المواطن البسيط الذي أصبح يعاني معاناة حقيقية ما بين توفير لقمة هانئة له و ما بين توفير مكان يليق به و أسرته، ومن بين تلك المهن مهنة (جلادة العناقريب) التي اشتهرت في السودان منذ زمن طويل و لها زبائنها لأن وقتها كان لا يخلو أي بيت سوداني من (العنقريب أو البنبر).
(2)
الحاجة فدوى متولي ربة أسرة يعمل زوجها بائعاً في سوق الخضر والفاكهة، أوضحت بأن ما يجنيه زوجها من مال لا يكاد يفي مصاريف اليوم العادية نسبة لذلك لم تعشم في تغيير أثاث المنزل الذي وصفته بالبالي غير أن تقوم بتجديد جلادة القديم منه اختصاراً للمصاريف العالية عند شراء طقم جديد، مبينة: (رجعت لي كراسي البلاستيك القديمة حديدها قوي وبقوم بتجديد الجلادة لأنها أقل سعراً).
(3)
بعض من ممتهني هذه المهنة أكدوا عودة الازدهار لها من بعد أن أوشكت على الاندثار بسبب الحداثة في الأثاثات التي اقتحمت المنازل في الآونة الأخيرة، موضحين بأن الإقبال عليهم ليس عن فراغ بل لإجادتهم فن هذه المهنة ولجمالها ومتانتها بالرغم من أن الأسعار قد تغيرت ولكن بصورة طفيفة متاحة للجميع، وهو ما أكده العم حمد البلولة لـ(كوكتيل) قائلاً: (في فترة كان الزبائن قلوا شديداً لدرجة إني بقيت اتسلى بعناقريب البيت لكن في الفترة الأخيرة رجع الزبائن وعادت قوة المهنة أكثر من الأول)، مشيراً إلى أن أسعار الجلادة زادت ووصلت ما بين 200 و 250 ويمكن أن تصل إلى 500 جنيه
تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني