تحقيقات وتقارير

شرطة النظام العام تتدخّل و (تحسم الفوضى) .. (مُسجِّلات الركشات) .. حالة (تلوُّث سمعي)!!

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
مَا أن تَطأ قدماك منطقة الحاج يوسف آخر محطة (سوق ستة)، حيث موقف الركشات التي تقل الركاب إلى الأحياء التي تقع في الجهة الشرقية للسوق، إلا وتقتحم مسامعك أصواتٌ عاليةٌ جداً ومُزعجة تتمثل في أصوات الأغنيات المُختلفة والموسيقى الصاخبة التي تكاد أن تفتق طبلة أذنك، ولا أحدٌ منهم يرضخ لطلبك بإيقاف تشغيل المُسجِّل أو تخفيض صوته وإن لم يعجبك الأمر تُغادر أنت وتبحث لك عن ركشة أُخرى.!
(1)
بالمُقابل، ألقت شرطة النظام العام بمنطقة شرق النيل القبض على سائقي ركشات بمحطة الحاج يوسف لحظة تشغيلهم مُكبِّرات أصوات تشغيل الموسيقى عبر (سمّاعات) ساوند وقيادتهم الركشات بالشوارع العامة مِمّا أدى للإزعاج العام وألقي القبض عليهم جميعاً وقدموا للمحاكمة، حيث غرّمت محكمة جنايات الحاج يوسف (6) منهم مبلغ ألف جنيه لكل واحد، وقررت المحكمة سجن أيٍّ من المدانين الـ (6) شهراً في عدم دفعهم الغرامة.
(2)
عددٌ من الأُسر التي تقطن بالقرب من سوق (6) بالحاج يوسف أبدوا انزعاجهم الشديد من الأصوات التي تنبعث من أجهزة التسجيل التي تُوضع على الركشات وتصطف بصورةٍ عشوائيةٍ بالقرب من منازلهم، مُوضِّحين أنّ ما يحدث تلوثٌ سمعيٌّ يُمكن أن يؤدي مُستقبلاً لضعف في سمعهم، وأنهم مُنزعجون من تلك الأصوات التي تصدر ليلاً ونهاراً، مُوضِّحين بأنّهم كثيراً ما قاموا بلفت نظرهم إلاّ أنّ أغلبهم يُعاند ولا يرضخ لأيِّ توجيه.
(3)
عدد من أصحاب تلك الركشات أوضحوا لـ (كوكتيل) الأسباب التي جَعلتهم يصرون على تشغيل تلك الأغنيات عبر مكبرات الصوت، وهو استجلاب الزبائن خَاصّةً الشباب الذين يُحَبِّذون أغنيات (الزنق)، بجانب الأغنيات الأجنبية التي يقومون بتشغيلها بالرغم من عدم فهم الغالبية منهم للغة الإنجليزية لكنها نوعٌ من الطرب و(الهجيج)، مُشيرين إلى أنّ القانون الجديد الذي يقضي بمنع تشغيل مركبات الصوت في ركشاتهم ربما يؤدي لإحجام الزبائن عنهم، لأنّهم لم يعتادوا على (الصّنّة) حسب تعبيرهم.
(4)
من جانبهم، أوضح عددٌ من أصحاب الركشات، أنّهم يقفون ضد تشغيل مكبرات الصوت في الركشات، وأنهم سُعداء بتلك الخطوة لأنّها ستُخفِّف عنهم كثيراً من الإزعاج والتوتر الذي تسبّب فيه زملاؤهم، مُبيِّنين أنّ هناك زبائن يُفضِّلون ركوب الركشات التي ليس بها (ساوند) لتشغيل الأغنيات بصوت عالٍ، وكثيراً ما كانوا يَشكون منها ويُغادرونها عندما يرفض صاحب الركشة إيقاف صوت المُسجِّل، باعتبار أنّ الشارع عامٌ ولا يحق لهم إزعاج العامة من مُرتادي السُّوق والأهالي الذين يقطنون بقربه.

صحيفة السوداني