اللاجئون الجنوبيون بالنيل الأبيض.. حلم العودة إلى الوطن
“دينق” واحد من بين مئات الآلاف من اللاجئين الجنوبيين الذين فروا إلى السودان، بعد أن استعرت الحرب في دولة جنوب السودان الوليدة على نحو (6) سنوات، وبعد رحلة محفوفة بخطر مواجهة الموت في أية لحظة، استقر المقام بـ”دينق” ورفاقه بأحد معسكرات اللجوء بولاية النيل الأبيض، الولاية التي شهدت تدفقاً كثيفاً للاجئين خلال فترات القتال المتجددة، ووصل عدد المعسكرات إلى (9) معسكرات، تضم أكثر من (200) ألف لاجئ.
تطاول أمد الحرب على “دينق”، فقرر شق طريقه والبحث على مصدر دخل، يقيه شر الحاجة، فعمل في بيع السجائر، ويحقق دخلاً زهيداً بيد أنه أفضل من اللا شيء، وقال “دينق” إن المعسكر تتوفر به الخدمات الأساسية من مياه وصحة وتعليم، وتوجد مدرسة شيدت من المواد الثابتة، بالإضافة للنشاطات الرياضية، وميدان للأطفال لممارسة الألعاب، وقال إن اللاجئين بالمعسكر كونوا فريقاً لكرة القدم به لاعبين مميزين شاركوا في مباراة بمدينة ربك .
رصدت (المجهر) تدفق اللاجئين خارج المعسكرات، بحثاً عن مهنة يقتاتون منها، وممارسة الزراعة والتجارة وصيد الأسماك، انخراط اللاجئين في هذه المهن أثار حفيظة المواطنين، وأبدوا مخاوف من أن تتحول معسكرات اللجوء إلى مدن ومستوطنات مع مرور الزمن، ما يتسبب في خلق فجوة في الخدمات.
وافتتح معسكر جديد (دبة بوسن) على الطريق الرابط بين السودان وأعالي النيل، استضاف آلاف اللاجئين الجُدد، بجانب معسكر (العلقاية) يقع على بُعد (2) كيلو متر منه، داخل المعسكر افتتح بعض المواطنين متاجر ونشطت حركة تجارية دءوبة.
كشف معتمد محلية السلام د.(حامد علي) أن العدد الكلي للاجئين بالمحلية يقارب الـ(150) ألف نسمة غير اللاجئين المنتشرين خارج المعسكرات بالقرى، وأكد المعتمد أن حكومة الولاية مستمرة في تقديم خدمات المياه والصحة والتعليم، بيد أنه أشار إلى أن الشهرين الأخيرين يوجد نقص في بعض المعينات وإن الخدمات المقدمة من قبل المنظمات ليست كما في السابق، وقال المعتمد إن مستوى تقديم الخدمات التي كانت تقدمها المنظمات تراجع كثيراً خاصة صحة البيئة حيث تحتاج المعسكرات إلى جهود إضافية لإصحاح البيئة، وهناك الكثير من الأضرار الناجمة عن المعسكرات، وقال إن نشاط اللاجئين أثر على الغطاء النباتي بالإضافة إلى أن بعضاً من اللاجئين لا يستخدمون المراحيض وتسبب ذلك في مشاكل صحية.
وبحسب معتمد السلام فإن الأعداد الكبيرة للاجئين تسببت في ضغط على خدمات المواطنين، خاصة السلع مثل الخبز والسكر وأصبح اللاجئون لجهة عدم اعتماد اللاجئين على المواد الغذائية التي توزع لهم بالمعسكرات، فاتجهوا إلى شراء السلع من الأسواق مما سبب ضغطاً على احتياجات المواطنين، بالإضافة لتزايد إقبالهم على خدمات الصحة والتعليم، والمواصلات ونشاطهم في صيد الأسماك. أشار المعتمد أن المعسكرات لا تزال تستقبل لاجئين جُدد، يندفق بعضهم نحو القرى والمدن، يمتهنون مهن مختلفة بما فيها قيادة السيارات وتعمل اللاجئات في مهنة بيع الشاي بالأسواق، ونوه المعتمد أن تواجد اللاجئين واختلاطهم بالمجتمع أثر في سلوك المجتمع خاصة وأنهم أحرار في الحركة والمعسكرات غير مسورة ولا توجد ضوابط.
توقعت حكومة ولاية النيل الأبيض عودة اللاجئين لدولة الجنوب في الفترة القادمة عقب توقيع الفرقاء إلى اتفاقية السلام مؤخراً بالخرطوم، وقال معتمد محلية السلام بالولاية د.(حامد علي) نتطلع إلى عودة اللاجئين إلى وطنهم، خاصة حال انتفت أسباب بقائهم في المعسكرات بعد اتفاق السلام، وكشف المعتمد أن تواجد الجنوبيين تسبب في ضغط على الخدمات خاصة الصحة والتعليم والمياه، كما أثرت في السلع مثل الخبز والسكر، وأصبح اللاجئون لا يركزون على السلع التي توزعها لهم بالمعسكرات وإنما اتجهوا إلى شراء السلع من الأسواق مما خلف ضغطاً على احتياجات المواطنين في المناطق الحدودية، بالإضافة لتزايد إقبالهم على الصحة والتعليم، والمواصلات ونشطوا في صيد الأسماك، أشار المعتمد أن المعسكر ما زال يستقبل لاجئين، وأصبحوا يدخلون المدن والقرى، وأصبحوا شغالين في الأعمال الحرفية والتجارة والزراعة وقيادة السيارات، كما تعمل اللاجئيات في مهن بيع الشاي بالأسواق.
ونوه المعتمد أن تواجد اللاجئين واختلاطهم بالمجتمع أثر في سلوك المجتمع خاصة وأنهم أحرار في الحركة، والمعسكرات غير مسورة ولا يوجد ضوابط.
وحول عودة الجنوبيين إلى وطنهم عقب توقيع اتفاقية السلام مؤخراً بالخرطوم، قال المعتمد نتمنى أن يذهبوا نهائياً إلى وطنهم ويفرغوا المعسكرات لأن أسباب تواجدهم بها انتفت، ونحن كحكومة ولاية نتطلع إلى رجوعهم إلى بلادهم بعد أن استضافهم السودان أكثر من أربع سنوات.
المجهر السياسي.