من بينها مهن القضاة والصحفيين والفنانين .. مهن يتعرض أصحابها للتهديدات والقتل أحياناً
قبل سنوات مضت اعتدت إحدى الأسر على قاضي المحكمة بعد خروجه من قاعة المحكمة بعد الجلسة الأخيرة التي كان من خلالها النطق بالحكم الأخير وهو السجن المؤبد، إلا أن أسرة المتهم لم تكن راضية بالحكم النهائي فانتظرت القاضي حتى خرج من المحكمة وأتيحت لها الفرصة للنيل منه أثناء ترجله من سيارته متأهبا للدخول إلى منزله ليجهز أفراد الأسرة عليه بضربه على رأسه ضربا مبرحا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ثم لاذوا بالفرار إلا أنهم لم يفلتوا من يدي القانون ليتم القبض عليهم ومحاكمتهم
(1)
بالمقابل، هناك عدد من المهن الحساسة التي تتعلق بالنفوذ واتخاذ القرار التي يتعرض أصحابها للتهديد والاستدراج الذي يصل أحيانا لمرحلة القتل أو خطف أحد أفراد الأسرة كرهينة لتتم المساومة عليها وهو الأمر الذي يستوجب منهم أخذ كثير من الحيطة والحذر حتى لا يتم النيل منهم على أيدي أشخاص غالبا ما يكونون غير راضين بما يتخذ من أحكام لا تكون في صالحهم وأحيانا لأسباب شخصية، أما أصحاب تلك المهن فهم يعلمون تماما المشكلات والعقبات التي يمكن أن تواجههم في سبيل قيامهم بواجبهم ومهامهم تجاه تلك الوظائف الموكلة إليهم والتي غالبا ما تتعلق بقضايا المواطنين وكشف الحقائق وإصدار الأحكام.
(2)
من بين تلك المهن التي يتعرض أصحابها للتهديد مهن الوزراء والصحفيين والقضاة ووكلاء النيابات وضباط الشرطة الذين يكونون في مراكز القوة واتخاذ القرار والمحامين والمتحرين وكذلك المشاهير ونجوم المجتمع..إلخ، جميعهم طبيعة عملهم ذات صلة بالمواطن مباشرة وقضاياه حيث يعملون على كشف الحقائق وامتلاكهم للمعلومات التي قد تكون غير متوفرة لأي طرف آخر لذلك دائما ما يكونون تحت دائرة الرصد والمتابعة من أشخاص أصحاب صلة بالقضية فيضمرون لهم الشر غير مبالين بالنتائج السالبة التي يمكن أن تنعكس عليهم أو على الشخص المتهم والضرر الكبير الذي يمكن أن يتعرض له الشخص المقصود على الرغم من الاحتياطات الكثيرة التي تتم لبعضهم لحمايتهم عبر الحراس الشخصيين أو كاميرات المراقبة وغيرها من وسائل الحماية الأخرى.
(3)
من جانبه أوضح وزير البيئة بولاية الخرطوم حسن إسماعيل في تصريح له قبيل أيام أن عددا من الموقوفين بإدارة المخالفات تلقوا تهديدا بالقتل من قبل أشخاص يصرون على تجاوز القانون، فيما أكدت مصادر مطلعة تعرض الوزير نفسه لتهديد مباشر جوار منزله من شخص ادعى أنه صاحب شركة نظافة عرضت على المجلس التعاقد معها، كذلك عدد من الفنانين أكدوا أنهم يضعون أمام منازله (خفراء) للحراسة ومنع الدخول لأي شخص ليست لديه مواعيد مسبقة معهم تفاديا لوقوع أية جريمة وهو ما أكدته الفنانة حنان بلوبلو بأنها نسبة للمشاكل التي تواجهها من أشخاص يقتحمون منزلها دون سابق موعد أو معرفة اضطرت لوضع حارس شخصي أمام بوابة منزلها يقيم إقامة دائمة فيه، موضحة: (تكررت جرائم كثيرة حتى أن أحدهم تهجم علي ومنذ ذلك الوقت لا يسمح الحارس بدخول أي شخص إلا لديه موعد سابق وبإذن مني).
(4)
مهنة الصحافة هي بالفعل مهنة المتاعب ليس فقط لما تقوم به من دور كبير لخدمة المواطنين والمجتمع بل الأخطر من ذلك تملكها للكثير من الحقائق والوثائق لعدد من القضايا بجانب عكسها للقضايا وفضح الكثيرين فضلا عن النقد اللاذع الذي يوجهه عدد من الكتاب للكثير من الشخصيات بغرض توجيههم أو تصويبهم وهو ما لا يرتضيه الكثيرون فيعترضون طريق الصحفي أو كاتب العمود بشتى الطرق ودونكم حادثة الاعتداء على الصحفي عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة (التيار) قبل سنوات حيث تم الاعتداء عليه من مجموعة مسلحة وتم إرهابه وإيذاؤه جسديا ولم يتم القبض عليها.
(5)
كثير من المؤسسات الصحفية تحرص على وجود رجال الأمن (الهدف) في المدخل لحماية منسوبيها من الاعتداءات التي تصل مرحلة الضرب والإيذاء وكثير منهم يتعرضون للتهديد عبر مكالمات هاتفية بشرائح مجهولة وبعضهم قد يتم استدراجه بطرق مختلفة عبر آخرين للنيل منه، هذا وقد طالب الكثيرون بضرورة توفير الحماية لتلك الشخصيات التي تشغل مثل هذه الوظائف حتى تستطيع المضي قدما في تنفيذ مهامها دون مساومات أو إيذاء أو ضرر يحيق بها وبأسرها.
تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة الجريد