أم وضاح

ناس لايصة وناس هايصة!!


أخطر ما في الحالة السودانية إن جاز التعبير، هو ليس فقط الفساد الحكومي أو الترهل الإداري أو الفشل السياسي والاقتصادي ولكن ما لا يقل خطورة وينخر كما السوس في عضم الأمة، هي حالة اللا مبالاة والأنانية التي بدأت تظهر للعلن من المواطنين أنفسهم بفئاتهم المختلفة ووظائفهم المتعددة وأصبح التربح من معاناة الناس أمراً مشروعاً ومباحاً يرتكبه من يرتكبه دون أن تصبغ وجهه حمرة خجل، وخلوني أضرب مثلاً بالمواصلات مثلاً وهي خدمة يمتلكها مواطنون عاديون يحكمهم قانون ضميرهم ودستور أخلاقهم، لكن الذي يحدث غير ذلك وقد أدمن سائقو هذه المركبات التلذذ بمعاناة المواطنين في عز الأزمات، وأمس الأول، حدثني أحد الإخوة عن المعاناة البالغة مع المواصلات، وكيف أنه يحارب ويناضل للوصول إلى مكان عمله، حيث إن الحافلات أصبحت تمارس عملها من خارج المواقف بدعوى أن الطلاب يركبون من الموقف بنص القيمة، لذلك يتحايل أصحاب الحافلات على هذا الواقع بشحن عرباتهم من برة برة وكأن هؤلاء الطلبة جايين من الواق واق وما عندهم حق في أن يتمتعوا أو يستمتعوا بميزة علي تواضعها تعينهم على الوصول إلى مدارسهم في هذه الظروف الصعبة ومعظمهم من أسر كادحة صعب جداً أن تمنحهم ما يكفي من مصروف للمواصلات أو الفطور أو حتى حق التسالي، وبالتالي تتضاعف معاناة المواطنين الذين عليهم أن يلاحقوا المواصلات بطريقة الماراثون حتى يتمكنوا من الوصول إلى وجهاتهم المختلفة، وخلوني أقص لكم ما حكته لي إحدى قريباتي أنهم وأثناء انتظارهم للمواصلات في الموقف، قامت بتحريض المنتظرين ألا يعطوا الحافلات أكثر من التعرفة الأصلية، وهي خمسة جنيهات، وأن يصروا على هذا الاتفاق، إلا أنها قالت لي لكي أن تشعري بكم الإحباط الذي شعرت به عندما حضرت للمواقف حافلة نوه كمساريها أن الخط بعشرة جنيهات، وتدافع من كانت تحرضهم للركوب، بل إن أحدهم قال لها شوفي يا بت الناس كان ما عايزة تدفعي ما تركبي وما تأخرينا، لتبلغ السودانوية ذروتها وبعض ضعاف النفوس يستغلون أمطار الأمس التي قطعت السبل بالمواطنين في أن يتحصلوا على رغيف الخبز من المخابز مباشرة، وجعلوا الرغيفة بجنيهين في دكاكين الأحياء والعاجبه عاجبه والما عاجبه يشرب من البحر، وكأنها فرصة يتحينها أمثال هؤلاء للكسب السريع والرخيص لتصبح المعاناة والأزمة فرصه لبعضهم للثراء وجمع المال!!.. واللا مبالاة والأنانية وعدم الإحساس بالآخر شطرت المجتمع السوداني إلى نصفين، واحد مخملي حد التخمة عائش في عالم تاني، وآخر ينزف معاناة وألماً يدفع فاتورة فشل الأنظمة وفساد الذمم وضياع القيم وإلا بالله عليكم قولوا لي ما معنى أن تقيم جهة ما حفلاً أرستقراطياً لعرض التياب والإكسسوارا ت ولا زالت دماء صغيرات أمبدة لم تجف من حوش مدرستهن، شنو البخلي المشاعر تتبلد لدرجة أن لا نحس بإحساس الآخر وهو يعاني من الكارثة ويصارع الطبيعة ليستمتع الحضور بالطرب والأهازيج على صوت هدى عربي التي كنت سأحترمها لو أنها اعتذرت عن الحفل تضامناً مع الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد هذه الأيام، لكن يبدو أنه ليس أهل السياسة فقط هم المفصومون والمفصولون عن الواقع، لكن حتى أهل الفن الذين يفترض أنهم الأقرب لوجدان الناس هم ذاتم عايشين في وادي تاني وكل يغني لليلاه.
الدايرة أقوله إن مصيبتنا مصيبتان والإنسان السوداني تلفه دوامة التخبط الاقتصادي من الحكومة وهيافة المعارضة وضعفها وهوانها وظلم أخيه الإنسان وجشعه وطمعه.

{كلمة عزيزة
لم يكن إعلان اتفاق سلام الجنوب من داخل العاصمة السودانية إلا إعلاناً آخر يشي بأن الخرطوم عادت لتلعب دورها المهم في لم شم الفرقاء من الأصدقاء والجيران وهو دور يؤكد براعة ونباهة المفاوض السوداني، لذلك التحية لكل من قادوا هذا الملف بحكمة وحنكة ولموا شمل الفرقاء في دولة جنوب السودان.

{كلمة أعز
حكومة ولاية الخرطوم شكلت لجنة لمراجعة أحوال المدارس بالولاية، وهو قرار جاء متأخراً عن موعده بكثير، إذ كان يفترض أن يتم قبل دخول فصل الخريف حتى تتم المعالجات اللازمة للمدارس المتضررة، عموماً نحن في انتظار تقرير اللجنة وبعدها لكل حدث حديث.

ام وضاح – عز الكلام