نقاط حول المريخ وكنانة و”سوني لي!”
لست قلقا من هزيمة المريخ امام كمبالا سيتي لأنها تأتي في سياق سياسي وإقتصادي مشابه … المشكلة ليست في هذه الإخفاقات … المشكلة في أننا لا ندرس الأسباب جيدا ونعترف بالأخطاء ونشرع في إصلاحها… وعندما يتطلب الأمر جراحات عميقة لإخراج أشخاص من التشكيلة أو تقليص وجودهم نصاب بالدوار العاطفي ونشرع في المجاملات والتبرير للمجاملات بالظروف والأحوال العامة.
* الدولة مارست صلاحياتها في مراجعة شركة سكر كنانة ولا كلمة فوق كلمة القانون ولكنني شخصيا وعلى مدى السنين السابقة لا أعرف ولا أتوقع شبهة فساد في شركة سكر كنانة لأن الفساد يحطم الشركات والمؤسسات ويقعدها عن الوصول إلى نصف الربط المقرر من الإنتاج أما شركة سكر كنانة فقد كانت تتجاوز الربط المقرر. ومع هذه القناعة لدي تساؤل عن قصة نشرت عن رجل هندي نهب أمولا ثم هرب … عزيزي محمد المرضي التجاني هل هنالك أي إسهام لهذا الموضوع ولو كان خبرا كاذبا في إصرار الدولة على موقفها؟!
* في مساء الجمعة وصباح السبت كنت أبذل مجهودات مع أصدقاء وخلصاء لمعالجة أمر بدأ يشغل الرأي العام السوداني في يوم الأحد .. ألا هو الخلط الذي حدث في تعريف القطب الجمهوري ورجل الأعمال سوني لي …. ولكنني أخفقت لبطء التجاوب من جهة بعينها … ما يقلقني في هذا الأمر أن الموضوع من أساسه لو حالفه الصدق والشفافية والنية السليمة ربما كان فتحا كبيرا في العلاقات السودانية الأمريكية فالضيف الذي قدم وإن لم يكن سيناتور فهو صاحب إسهام كبير في إعداد ووتخطيط ودعم الحملات الإنتخابية للسيناتورات. وهو عضو فخري ولمدى الحياة في مؤسسات مهمة في أروقة الحزب الجمهوري الأمريكي وهذه الألقاب لا تمنح بسهولة … لقد كان الوضع الطبيعي أن يحيله من جاء به لأمانة الشئون البرلمانية في حزب المؤتمر الوطني وهي الأمانة الموازية للمنظمة التي يتقلد فيها سوني لي موقعا مميزا في الحزب الجمهوري وأن يتم إشراك إتحاد أصحاب العمل في الزيارة … وأن يلتقي هذا الوفد المشترك ويطرح همومه المشتركة على نائب رئيس الحزب ومن ثم تتم اللقاءات مع البرلمان والخارجية وربما الرئاسة ذاتها ولا يوجد أي حرج بل هذا هو التسلسل الطبيعي في كل القطاعات…. لقد زار السودان من قبل وفد من إتحاد الصحفيين الأفارقة وطلب مقابلة رئيس الجمهورية عبر إتحاد الصحفيين السودانيين وكذلك الشباب والمرأة و هلم جرا …. ليست المشكلة أبدا في اللقاءات … يمكن أن يلتقي ناشط أمريكي بوزير الخارجية إذا تم الترتيب عبر القطاعات الشبيهة والموازية في السودان … ولكن المشكلة كانت في عدم الرغبة في “التمريرات البينية” بين خطوط الدفاع والوسط والهجوم كما يقول أهل كرة القدم … أيضا أتذوق بعض المرارة في فمي بسبب الإحباط في شخصيات أنا أعلم جيدا حذقها ومعرفتها وحساسية أذنها للأسماء في دنيا السياسة الدولية والإقليمية والمحلية … إن مجرد سماع إسم جديد وغير مطروق في السياسة الأمريكية ويتميز جرس صوتي آسيوي مثل “سوني لي” كفيل بالتحقيق من باب الفضول إن لم يكن من باب الشكوك… أي شخص يعالج تفاصيل الصراع السياسي في العالم الثالث ضد النفوذ الغربي تتكون لديه بسبب التراكم المعرفي والممارسة “راندوم ميموري” أو “ذاكرة عشوائية” إن لم تكن منسقة جيدا إلا أنها تلفظ الأسماء الغريبة أو الجديدة أوتخضعها إلى فحص إذهني ضافي قبل القرار بالتعامل معها… هذا ما كنت اتوقعه على مستوى القيادات التي أعرفها جيدا ولكن ما حدث أحبطني تماما.
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني