هكذا اخترق أهم “عميل عراقي” صفوف داعش
بذل شاب عراقي حياته ثمناً لأهم عملية اختراق تستهدف تنظيم داعش ونجح في إنقاذ أرواح آلاف المدنيين من أبناء شعبه بعد أن تمكن من إحباط العشرات من العمليات الإرهابية التي كان من الممكن أن تضرب أماكن مختلفة من البلاد.
وبحسب التفاصيل التي انفردت بنشرها جريدة “نيويورك تايمز” الأميركية، واطلعت عليها “العربية.نت”، فإن سائق سيارة الشحن الصغيرة البيضاء يُدعى الكابتن حارث السوداني، ومن الممكن أن يكون “أهم عميل عراقي على الإطلاق” بسبب المعلومات الحيوية والهامة التي تمكن من تمريرها لأجهزة الأمن العراقية خلال الفترة الماضية وأدت إلى إحباط عدد كبير من العمليات الإرهابية.
انضم إلى “الصقور” الاستخبارية الأهم في مكافحة الإرهاب
ووفق المعلومات التي توفرت عن هذا “العميل” المهم، فهو شاب يبلغ من العمر 36 عاماً فقط، كان يعمل فنياً في مجال الكمبيوتر قبل أن يتحول إلى سائق سيارة شحن صغيرة بيضاء مكنته لاحقاً من اختراق صفوف “داعش”، حيث كان ينقل الأموال والمتفجرات لحسابهم، لكنه في الحقيقة كان يُبلغ أجهزة الأمن العراقية عما يصل إليه من معلومات أولاً بأول.
أما قصة العراقي حارث فبدأت في العام 2014 عندما استولى “داعش” على مدينة #الموصل العراقية، حيث تأثر الشاب الذي نشأ وتربى وترعرع في مدينة الرمادي بصور القتلى من النساء والأطفال الذين قضوا على أيدي التنظيم، وسرعان ما انضم لاحقاً إلى وحدة “الصقور” الاستخبارية التي تصفها جريدة “نيويورك تايمز” بأنها الأهم في عمليات مكافحة الإرهاب بالعراق.
وتقول الصحيفة إن وحدة “الصقور” نجحت بفضل عملياتها في جعل العاصمة العراقية بغداد في حالة أمنية أكثر منذ 15 عاماً، حيث تمكنت من حماية المدينة من عدد كبير من الهجمات الإرهابية، خاصة التي كانت تستهدف الأسواق والتجمعات العامة عبر السيارات المفخخة.
وخلال 16 شهراً فقط قضاها متظاهراً بأنه “داعشي” عمل حارث لحساب وحدة “الصقور”، وتمكن من إحباط 30 سيارة مفخخة، و18 عملية انتحارية، إضافة إلى كمية كبيرة من المعلومات الحيوية التي مكنت القوات العراقية من الوصول إلى عناصر مهمة من “داعش” والقضاء على عدد من قادة التنظيم في الموصل وأماكن أخرى، وذلك بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز” عن الضابط الذي كان مسؤولاً عن السوداني ويُطلق على نفسه اسم “أبو علي البصري”.
وظل حارث السوداني ينقل المتفجرات والمعدات لصالح “داعش”، ويقوم بتمريرها لهم من على الحواجز العسكرية بعد أن يقوم بإبلاغ المسؤولين في “الصقور” عنها، ويقوم بالاتفاق معهم على كيفية إبطال العمليات دون انكشاف أمره.
وبحسب المعلومات التي جمعتها “نيويورك تايمز” من مصادر مختلفة، كما أكدت في تقريرها الذي قرأته “العربية.نت”، فإن سلطات الأمن العراقية كانت تضطر في بعض الأحيان إلى إصدار بيانات كاذبة ونشر أخبار مفبركة عن انفجارات لم تحدث، أو ضحايا لم يسقطوا، من أجل إيهام التنظيم بأن عمليته الإرهابية قد نجحت، وبالتالي لا ينكشف العميل الذي سرَّب المعلومة، وهو الكابتن السوداني.
شكوك تساور “داعش”
إلا أنه سرعان ما ساورت الشكوك تنظيم “داعش” حول الشاب، فما كان منه إلا أن زرع سراً في سيارة النقل الصغيرة من نوع (كيا موتورز) جهازي تجسس، وهما الجهازان اللذان اكتشفتهما وحدة “الصقور” لكن في وقت متأخر جداً، أي بعد شهور من إعدام حارث على يد مقاتلي التنظيم.
وبفضل جهازي التنصت المزروعين في سيارة النقل الصغيرة البيضاء، تمكن “الدواعش” من الاستماع لعدد من المحادثات التي أجراها حارث مع الضباط العراقيين في “الصقور”، وعندها انكشف أمره بشكل كامل.
العربية