إقصاء المهدي من نداء السودان .. فكرة تداعب خيال الثورية
كشفت رسالة متداولة عبر وسائل الإعلام عن محاولة الجبهة الثورية لإقصاء الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ورئيس تحالف حركات واحزاب نداء السودان من رئاسة التحالف، حيث اشارت الرسالة الى إعتراض المهدي على عدم دعوته لإجتماع الجبهة الثورية الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الفرنسية باريس.
وانتقد المهدي بحسب الرسالة وجود تنظيمات مدنية داخل الجبهة الثورية باعتباره تحالفاً للحركات المسلحة، وكذلك عدم إحاطته باجندة الإجتماع المشار اليه لجهة انه رئيس لنداء السودان وان هنالك مشتركة بينهما.
الخلافات بين المهدي والثورية لم تكن وليدة اللحظة لكنها خرجت للعلن بعد أن تولى الأخير رئاسة نداء السودان وما اعقب ذلك من اقرار الإعلان الدستوري الذي نص على الحل السلمي كبديل للعمل المسلح والإلتزام بالآليات المدنية للتغيير، وهو الأمر الذي أثار حينها حفيظة الجبهة الثورية بقيادة مناوي وسارعت بإعلان تمسكها بالعمل المسلح ضاربة بالتزاماتها بالإعلان الدستوري عرض الحائط.
ومن خلال متابعة مجريات الامور داخل مكونات نداء السودان يتضح أن رئيس الجبهة الثورية مني اركو مناوي قبل برئاسة الصادق المهدي للتحالف بغرض الوصول الى مكاسب سياسية ترسم صورة التحالف على اساس انه تحالف سياسي مدني أملاً في اكتساب شرعية للحركات المتمردة التى باتت على علم بأن حملها للسلاح اصبح غير مرغوب فيه.
ويوضح القيادي المنشق عن الجبهة الثورية محمد يوسف ان هنالك عدد من الخلافات بين الجبهة الثورية والصادق المهدي تتجلى في قناعة الطرفين بأن نداء السودان ماهو الا تحالف تكتيكي وليس إستراتيجي فرضه الواقع الميداني للجبهة الثورية وكذلك المهدي الذي فقد السند الشعبي ورغم ذلك يسعي لمواصله ارتباطه بالحركات المسلحة حفاظاً على ماء وجهه، بينما ترتبط الثورية بالمهدي في محاولة لتحسين صورتها امام المجتمع الدولى من جهة ووضعه في واجهة نداء السودان لتفادى الضغوط ومنع الخلاف بين فصائل دارفور والحركة الشعبية، اما المهدي –والحديث ليوسف – فهو لا يثق البته في الحركات المسلحة غير انه اراد بالتحالف معها محاولة الظهور في الساحة مرة اخري حينما استشعر بأنه اصبح خارج لعبة التحالفات.
ويوضح القيادي بالمؤتمر الشعبي ابوبكر عبد الرازق ان الحركات المسلحة تعمل عملاً مزدوجاً من خلال الحوار والتفاوض والتحالفات وفي ذات الوقت تعمل عملاً عسكرياً في الميدان ، مضيفا ان تحالف الحركات مع الأحزاب السياسية يعتبر كسباً سياسياً من خلال توسيع شكل الحركات وتأثيراتها على الواقع الميداني وكذلك تحسين صورتها في الداخل ولدي المجتمع الدولى ، مشيرا الى ان الحركات تتخذ من الأحزاب السياسية اداة ومؤشر للتلويح السياسي فيما يتعلق بتأثيراتها على الوضع الداخلى ولكن كل منهم يعلم بأن هذا التحالف تكتيكي مرحلىمرتبط بالآن والظروف وطبيعة الإستفادة اللحظية لكن كل منهما لا يؤمل في ان تكون هنالك شراكة إستراتيجية تفضي الى ايلولة الحكم عن طريق القوة.
ويضيف عبد الرازق الأحزاب ان اول منعطف في إستلام السلطة للحركات هو ذات المنعطف الذي ستتخلى فيه عن الأحزاب السياسية او أنها ستحاول اضعاف دورها السياسي، واضاف ان الأحزاب السياسية لا يمكنها أن تلغي بكل ثقلها في سلة الحركات المسلحة باعتبار أنها استولت على الحكم عن طريق القوة وسيكون أول ضحاياها الأحزاب.
ويقول عبد الرازق ان الأطر الثقافية المشتركة بين الاحزاب والحركات المتحالفة هي ان اداة التغيير السياسي الذي يتولونه “القوة” وتظل هي الثقافة المستصحبة التى تؤدي الى الإقصاء. مشيراً الى ان قد تدرك الحركات في وقت ما انها تحتاج الى الحوار والإستقرار السياسي.
وحول الخلافات التى بدرت بين الصادق المهدي ونداء السودان يقول عبد الرازق ان كلا الطرفين يدرك ان التحالف بينهما تكتيكي قصير المدي وانهما حال رغبا في تحالف استراتيجي فان ذلك يتطلب منها الإتجاه نحو الحوار مع الحكومة عبر الوسائل السياسية التى تؤدي تحالفات إستراتيجية.
من خلال متابعة الساحة اصبح من المعلوم ان الجبهة الثورية تسعي الى إقصاء المهدي عن رئاسة نداء السودان ولم يكن اتجاهها مؤخراً لتقديم مقترح بسحب الثقة من المهدي من قبيل المصادفة لكن علبى مايبدو أنها ترتيبات متفق عليها من قبل اعضاء الجبهة الثورية .
تقرير: رانيا الأمين(smc)