مقتل موظف السفارة النيجرية.. تفاصيل مثيرة
بنبرة يملؤها الاضطراب ويعتصرها الحزن وإفادات سبقتها صلوات كانت تهمهم بها وهي مغمضة عينيها، كانت الخادمة الأجنبية عاملة النظافة بمنزل موظف السفارة النيجيرية الذي عُثِرَ عليه مقتولاً بمنزله بضاحية الرياض الخرطوم وتواجه الاتهام بذلك مواطنته الطالبة الجامعية؛ كانت الخادمة تدلي بإفادتها لمحكمة جنايات الخرطوم شرق التي يترأسها القاضي رافع محمد عبد النور، كشاهدة اتهام أولى في الدعوى الجنائية وذكرت للمحكمة شهادتها، من عثورها المجني عليه ملقياً على مقعد في منزله إلى تبليغها الشرطة.
في الحادية عشرة الموعد المضروب لانطلاق المحكمة، مثل المبلغ أمامها وروى تفاصيل جديدة في محاكمة الطالبة الجامعية المتهمة بقتل موظف السفارة النيجيرية طعناً بسكين داخل شقته بحي الرياض الخرطوم.
المبلغ جندي شرطة إبراهيم النور عيسى ويتبع لشرطة الولاية، قال للمحكمة إنه وفي يوم الحادثة عند حوالي السابعة صباحاً كان موجوداً بمقر ارتكازه ببسط الأمن الشامل بالرياض مربع (7)، مشيراً إلى أن فتاة أجنبية في ذلك الوقت حضرت إليه وهي تبكي، مبيناً أنه استفسرها عن سبب بكائها فأجابته بأن هناك جثة. وكشف المبلغ لقاضي محكمة جنايات الخرطوم شرق رافع محمد عبد النور، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بالجهة المختصة بقسم شرطة الرياض وأبلغهم بأن هناك فتاة إثيوبية تشير إلى وجود جثة، نافياً تحركه من مقره ببسط الأمن الشامل وبرفقته الفتاة حتى حضور الشرطة وسلمها لهم وقصدوا منزل المجني عليه. ولفت المبلغ عند استجوابه بواسطة ممثل دفاع المتهمة المحامي علي حسن عبد الرحمن، استحضاره تاريخ الحادثة، إضافة إلى عدم رؤيته المتهمة أو مقابلتها مطلقاً إلا بالمحكمة حالياً، نافياً عند استجوابه بواسطة المحكمة معرفته بموقع منزل المجني عليه، وأردف قائلاً إن الفتاة الحبشية كانت تصف له اتجاه منزل المجني عليه أي بعد ثلاثة شوارع من البسط.
دماء سائلة بالصالون
في سياق متصل، مثلت خادمة المجني عليه الإثيوبية بالمحكمة كشاهدة اتهام أولى، وقالت عند استجوابها بواسطة ممثل الاتهام وكيل نيابة الخرطوم شرق جعفر الرشيد، إنها تعمل عاملة نظافة بمنزل المجني عليه (حبيبو المون) بالرياض بمرتب (3) آلاف جنيه شهرياً، ونوهت إلى أنها ظلت تعمل بمنزله لـ (6) أشهر من وقوع الحادثة، وأنها كانت تدعوه بـ(بابا)، ولفتت إلى أنها تحضر إلى منزله في السابعة صباحاً وتخرج منه في الرابعة عصراً، ونبهت إلى أنها وفي يوم الحادثة حضرت كعادتها إلى منزل المجني عليه في حوالي السابعة والنصف صباحاً، وأخرجت مفتاح البوابة الخارجية لمنزله لفتحه إلا أنها وجدته مفتوحاً، وأضافت أنها دلفت إلى داخل المنزل ووجدت باب الصالة مفتوحاً كذلك، ونوهت إلى أنها واصلت الدخول للمنزل حتى الصالون الذي به بابان، ووجدت الباب الداخلي مفتوحاً والخارجي مغلقاً، وكشفت للمحكمة أنها وعند فتحها لباب الصالون عثرت على دماء كثيفة سائلة في اتجاه يدها اليمنى، في وقت كشفت فيه عن عثورها على المجني عليه ملقياً على كنبة جلوس دون ملابسه ولا يوجد بجواره ملابس، ونفت لمسها المجني عليه بل قالت إنها تحدثت إليه قائلة له: (يا بابا مالك الليلة كدي ما لابس ملابسك)، وأضافت أنها رددت ذات العبارة باللغة الإنجليزية. وقالت شاهدة الاتهام الأولى للمحكمة إنها خرجت وقتها إلى فناء المنزل وظلت تفكر لحظة ومرة أخرى تصلي إلى أن هداها ربها إلى إجرائها اتصال هاتفي بشخص يُدعى (م) وهو يعمل لدى المجني عليه ويغسل له ملابسه وأخبرته أن (البابا) توفي وبدوره قال لها بحسب تعبيرها (ما تقولي كده)، ونوهت إلى أنها أيضاً أجرت اتصالاً هاتفياً بشخص آخر يُدعي (ع) يعمل مع المجني عليه بالسفارة، إلا أنها وجدت هاتفه مغلقاً، وقتها قصدت (الحكومة) بحسب قولها للمحكمة وأخبرتهم بالواقعة وحضر معها اثنان من البوليس.
فتيات النقاب
وكشفت شاهدة الاتهام للمحكمة أنه وطيلة عملها لدى المجني عليه لا تعلم أن لديه زوجة بل كان وحيداً. ونفت الشاهدة معرفتها بالمتهمة أو رؤيتها داخل منزل المجني عليه مطلقاً، وأكدت أنها ولأول مرة تشاهدها داخل المحكمة بالأمس، ونبهت إلى أنها تأتي صباحاً إلى منزل المجني عليه ما عدا يوم عطلتها بالجمعة وتعد له وجبة الفطور وتنظف منزله وبانتهائها تغلق الباب وتخرج لحالها، في وقت كشفت فيه شاهدة الاتهام للمحكمة أنه وخلال عملها مع المجني عليه شاهدت فتاتين حضرتا إلى منزله ترتديان (النقاب) ولم تقوما بنزعه حتى دخولهما إلى المنزل، وأبانت أن الفتاتين أخذتا ماء وقارورة بيبسي وذهبتا، في وقت نفت فيه الشاهدة عودتها إلى منزل المجني عليه عقب الحادثة مطلقاً، ونبهت المحكمة إلى أن المجني عليها أفادها ذات مرة أن هناك فتاة تأتي بعد ذهابها الرابعة عصراً تعد له وجبة الغداء، وأكدت أن المجني عليه مسلم يقيم الصلاة ولا يشرب الخمر، وأشارت إلى أن المجني عليه لديه هاتف محمول (كبير) بحسب قولها وجهاز لابتوب. ولفتت الشاهدة إلى أن المجني عليه لا يُسائلها عن عملها بالنظافة بمنزله مطلقاً، بيد أنها ذكرت للمحكمة قائلة إنها وبعد مرور شهر من عملها حضرت إلى منزله ووجدت مفرشاً (ملاءة) بها دماء، وحينها حذرته بأنها وفي حال وجدت مثل تلك الدماء مرة أخرى فلن تغسلها وأنها ستتوقف نهائياً عن العمل معه، ونبهت إلى أن المجني عليه وقتها اعتذر لها قائلاً: (معليش ما بعمل كده).
من جهته التمس ممثل الاتهام من المحكمة إعلان شهود اتهام نظاميين واردين بيومية التحري للمثول أمامها والإدلاء بإفادتهم في الجلسة القادمة.
الخرطوم: رقية يونس
صحيفة السوداني.