سودانيات في رحلة كفاح ..سرطان الثدي هاجس يؤرق السيدات
مدير مركز الخرطوم : (484) حالة تم شفاؤها والمركز يستقبل مرضي من دول الجوار
أخصائي أورام : الأمراض السرطانية يمكن علاجها بالكيماوي وغالباً ماتختفي بعد الجلسات
ثلاث أنواع من الجرعات تتراوح اسعارها مابين (2-12) مليون جنية
124 رجلاً ترددو علي المركز تم اكتشاف 3 منهم مصابون بسرطان الثدي
باحث نفسي : السرطان مرض يحتاج لمعززات الثقة والمراجعة الفورية
حالات : نناشد السيدات بالكشف المبكر لسرطان الثدي
شكلت الإصابة بسرطان الثدي هاجساً لدي النساء خاصة اللائي تتراوح اعمارهن مابين (35-40) سنة بصورة كبيرة وباتت من الظواهر التى تثير قلقل الكثير من الفتيات والنساء عندما تظهر لديهن اورام علي الثدي او اي تكتلات تدل علي انهن مصابات بهذا المرض “الخبيث”. وللتعرف علي حجم المرض الذي بات من اكثر الشواغل “لحواء السودان”، المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) أجرى تحقيق صحفي من داخل مركز الخرطوم للعناية بالثدي وكانت الحصيلة التالية..
4 مراحل لسرطان الثدي
في البداية قال د. دافيد أمشيل كامل لاوس المدير الطبي بمركز الخرطوم للعناية بالثدي قائلا” : ان نسبة 35% من سرطان السيدات هو عبارة عن سرطان الثدي وان نسبة انتشاره بين السيدات تنحصر مابين (35-40) عام اكثر من غيرهن ، وقال ان جميع السيدات اللائي ترددن علي المركز كانت في هذه الاعمار من المتزوجات وغير متزوجات، بينما تردد 124 رجلاً باورام علي الثدي وجد منهم 3 فقط مصابون بسرطان الثدي وبقية الاورام كانت حميدة، وحول سؤالنا اذا كانت عوامل هذا المرض وراثية يقول أمشيل ان الفحوصات في السودان لم تتوفر لمعرفة ذلك، حاصراً مراحل المرض في اربع اولها المرحلة الصفرية والتى تكون ببداية اكتشاف المرض ونسبة الشفاء فيها 100 % وهي ظهور ورم صغير في الثدي غير محسوس ولايظهر الا عن طريق الكشف المبكر بعمل صورة “الماماغرام”، والمرحلة الثانية ونسبة الشفاء فيها 98% والثالثه نسبة الشفاء 85% اما الرابعة نسبة الشفاء تكون فيها ضعفية جدا وهنا يكون البديل “العلاج التلطيفي” وهو عبارة عن مسكنات للألم ، ويوضح ان سرطان الثدي يمكن ان يأتي بعدة طرق واعراضه تتمثل في وجود افرازات في الحلمة أو التصاقات في الجلد أوتغيير في لون الحلمة وايضا قد يأتي بزيادة في حجم الثدي أوجروح مصاحبة لألم بالثدي. ويمضي بالقول ان في حالة حدوث الألم تكون نسبة وجود مرض خبيث ضعيفة جدا لان الخبيث لايصحبة الم الا في حالات نادرة ، وربما تكون تكيسات علي الثدي او غدد لبنية حميده مصاحبة ، وقال ان التعرف علي نهاية المرض تكون بخطوتين عمل فحوصات دلائل الاورام وصور للثدي والعظام واذا لم يوجد شي يكون المريض شفي تماما وهذه الفحوصات تعمل بطريقة دورية.
الجرعات
ويمضي بالقول ان لكل مرحلة من المراحل السابقة لسرطان الثدي جرعات كميائية معينة وان جميع الادوية يتم توفيرها من قبل الامدادات الطبية وثقتنا بها كبيره لانها تحفظ الادويه، مستشهدا بعدد الحالات التي تعاملت مع ادوية الامدادات الطبيه و تم شفاؤها بنسبة 100% وهي 484 حاله، وقال دافيد ان المركز يستقبل مرضي من دول الجوار و القرن الافريقي (اثيوبيا ـ الصومال ـ تشادـ ارتريا ـ جنوب السودان ـ ) أما بالنسبة لأسعار الجرعات فانها تتفاوت مابين (2-12) مليون علي حسب دول “المنشأ” المصنعة للعلاج.
وحول اهمية مركز الخرطوم للعناية بالثدي معلوم ان المركز اسهم في رفع العقوبات الإقتصادية الامريكيه عن السودان، مستشهدا في حديثة بالاجهزة التي توجد بالمركز وقال جميعها تابعة لشركة تسمي (جي اي ) وهي شركة امريكية، وذكر ان السبب المباشر لهذا الرفع حيث نعطل جهاز بالمركز في العام 2014م واجرينا اتصال بالشركة الامريكية ونسبة للعقوبات كان لابد ان نرسل خطاب الي الشركة الامريكية ويأتي مهندس ويعرف سبب عطل الجهاز ولايأتي المهندس الا بخطاب يأذن بدخولة للسودان، وفي العام 2015م تكرر العطل وتوقف لمدة عشرة اسابيع وفي هذه الحاله تم الاتصال بالمرضي والاعتزار لهم لان الجهاز يستخدم في اشعة الثدي فقط، ولكن بمجهودات من د. هنيئة فضل مرسي تم رفع الموضوع الي الكنغرس الامريكي جاء وفد من الكنغرس لزيارة المركز ومنها بدأت الاجراءات برفع الحظر عن الاجهزة الطبية .
جراحة تحفيظية تجميلية
بما أن سرطان الثدي يرتبط ارتباطاً مباشراً بالجراحة تحدث د. عمر عبد الحميد ابو التبر استشاري جراحة اوارم الثدي شارحاً بداية الكشف عن المرض والتى تبدأ بالكشف “الثلاثي” بأن يرسل المريض لعمل موجات صوتية اذا كان عمره اقل من 35سنه ، أما اذا اكثر فنقوم باجراء صورة (ماماغرام ) واذا ظهرت اي اعراض ، تُأخذ عينة من الورم حتى يتم تحديد هل هو”خبيث ام حميد”، مضيفاً ان معظم الأمراض السرطانية يمكن علاجها بالكيماوي وغالبا ماتختفي بعد الجلسات ولكن لابد بعد ذلك من التدخل الجراحي، وقال نظرياً يمكن ان يكون العلاج دون تدخل جراحي ولكن هذا نادر جدا ، وخلال السنوات الأخيره ظهرت تطورات في جراحة الثدي وهي مايعرف بالجراحة التحفيظية التجميلية بمعني انها تحتفظ بشكل الثدي بازالة الورم بطريقة معينه بعمل تحريك لانسجة الثدي لاعطاء شكله الطبيعي دون تشويه ، يقول ابو التبر ان نسبة 85% من المرضي يأتون في مراحل متأخره جدا وهذا يعود الي الجهل وخاصة وان السيدة السودانية لا تذهب الى الطبيب ودائما ماترجع وجود اورام الى انها مشكلات تغييرات هرمونية وغيرها، وهي لاتعي ان هذا المرض قد يتحول الي مناطق في الجسم عبر الثدي ومنه الي الرئتين والكبد والمخ ثم العظام اذا تم اكتشافة متأخرا وحينها تصعب السيطره عليه ويكون العلاج كيماوي فقط دون التدخل الجراحي بازالة الثدي، وابان ابو التبر ان الاورام المهاجره اذا اختفت يكون علاجها “تلطيفي” فقط ، أما اذا كان السرطان متقدم في الثدي ليس شرطا ان يكون منتشر واذا كان الورم صغير في المراحل الاولي هنا نلجأ الي فحوصات دقيقه وهي للاسف غير متوفره بالسودان لان السرطان يختلف في تركيبة الجيني من شخص لاخر. واذا كان متقدم موضوعيا أو منتشر في الجسم العلاج يكون بالكيماوي في الاول والجراحة ليس لها دور كبير في حالة انتشارة، وبالنسبة لفئة الاعمار فوق العشرين عاما دائما مانلجأ الي عملية ترميم وهي ازالة انسجة الثدي بعد الاستئصال والابقاء علي الجلد والفراغ يملاء بعضلة من الظهر زائد (سليكون) من ناحية جمالية مع وجود الثدي . واوصي النساء بعدم استخدام موانع الحمل لفترات طويلة لانها قد تكون سبب في حدوث اورام سرطانية.
تحاليل ملازمة
ويقول د. مهند عصام سعد اخصائي تحاليل بمستشفي ابراهيم مالك بان هنالك نوعين من الفحوصات التي توضح اذا كان هذا المريض مصاب بسرطان الثدي أم لا وهي فحص( BrcA-1 )ـ ( BRCA-2) واذ وجد واحد منهم ايجابي او الاثنين فهنا يكون المريض اكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي، وذكر ان هنالك نوع من الفحص يسمي (CA-125) وهو يستخدم لمتابعة المريض قبل وبعد العلاج .
طاقة إيجابية
معلوم ان المرض له تأثير سلبي كبير علي حالة المريض النفسية لذلك من منظور علم النفس تقول الباحثة الاجتماعية حنان ابراهيم الجاك: أن المرض دائما مايؤثر علي نفسية المريض ومحيطة الاجتماعي وهنا يتوقف الموقف علي درجة القبول والثقة ومعززاتها بالنسبة للمريض ومايجده من دعم اولا ليسترد عافيته النفسية قبل العلاجية، لأن الصحة النفسية هي المكون الاصيل لدعومات تعزيز العلاج والتعايش مع المرض، لذلك لايحتاج مريض السرطان الي اي احساس بشفقة مطلقة لتهزم الطاقة الايجابية في داخلة بينما يحتاج لتفعيل الطاقة الايجابية التي تمنحه القدره علي الصبر والتحمل في مختلف مراحل العلاج ، وتوفير مناخ نفسي وجغرافي يحبب له التآلف الكامل في ايجابية العلاج مهما كانت صعوبته، وتقول الجاك الكل يعرف مراحل صعوبة العلاج وتأثيرة علي مكونات الفرد لذلك نحتاج بصوره دائمة ومكثفة دون الإفراط حتي لا نحدث اي خلل في نفسية المريض، ولابد من وجود المعالج النفسي ليستصحبه في رحلة العلاج لان لكل مرحلة لها أثرها السالب والمؤثر ، لذلك نحتاج لزرع روح المثابره لنفسية المصاب، مبينة ان السرطان مرض يحتاج لمعززات الثقة والمراجعة الفورية والقبول المطلق حتي نفعل الطاقة الايجابية داخل اي مصاب.
حالات ومشاهدات
من داخل مركز الاخرطوم للعناية بالثدي طلبنا الاستئذان من المرضي الذين يجلسون الي جرعات الكيماوي داخل العنبر وحاولنا جاهدين بالجلوس اليهم لنتعرف علي بدايات المرض، وبداية حديثنا كانت مع شادية ابكر حماد تلك الشابة الثلاثينة، التي اكدت ان كل همها هو فلذات كبدها اللآتي توقفن عن مواصلة الدراسة بسبب الظروف الاقتصادية حيث تحولت كل المبالغ المالية التي تساعد ابنائها في الدراسه الي رسوم يتم دفعها الي الجلسات الكيماويه لمحاربة هذا المرض المؤلم، وبالرغم من ذلك الابتسامه تكسو وجهها مرددة: الحمدلله راضية بقضاء الله وقدره ، وحول اكتشافها للمرض استرسلت في حديثها قائلة وانا اشارك بن عمتي فرحة باحدي الولايات تحسست ذلك الورم وماكان مني الا ان اتيت مسرعة لمعرفة اذا كان هذا الورم خبيث ام حميد وبعد اجراء الفحوصات اللازمة عرفت انني مصابة بسرطان الثدي ومع ذلك حمدت الله كثيراً لانني كنت علي يقين تام انا هذا الورم ليس حميد، وتمضي قائلة بعد اكتشافة مكثت لمدة ليست بالقصيرة في البيت نسبة لظروفي المادية التي لاتمكنني من العلاج وجلسات الكيماوي ولكن اسرة المركز اجرت معي اتصال هاتفي وطالبتني بان احضر وابدا معهم اول جلسة كيماوي وهي بمبلغ 4 مليون ونصف جنية ، وأما عن نوعية العلاج تقول اخترت الجرعات الهندية لانها اقل تكلفة وهي بقيمة 2.534 مليون وحالياً اكملت 4 جرعات والمده بين الجرعة والاخري 21 يوم وتبقت لي4 جرعات اخرى وبعدها سيتم تحديد اذا كانت احتاج الى عملية أم لا .
ومن داخل ذات العنبر التقينا بالشابة مها سعيد البالغه من العمر 35عاما وبدت عليها علامات القلق وهي تجلس لاول جرعه كيماوي وقالت في البداية شخصت حالتي علي انها كيس دهني وحمدت الله كثيرا ولكن بعد ان أُرسلت العينه الي المعمل في شهر رمضان جاءت النتيجة مخيبه للآمال وهي ظهور ورم غير حميد والان استخدمت الجرعه الاوروبية وهي بمبلغ 4 مليون جنية وقد قرر لي الطبيب المختص 8 جرعات مناشدة كل السيدات بالكشف المبكر.
تحقيق : ثويبة الامين المهدي (smc)