اتفاقيات أونطة!!
الطبيعي والمنطقي في مثل هذه الظروف التي تعيشها بلادنا، وهي ظروف صعبة بمعنى الكلمة ، والأشياء كلها في غير مكانها ويسود الشارع إحباط بسبب الظروف الاقتصادية المتمادية في التدهور، وبسبب عدم وضوح الرؤية عند الحكومة تجاه أي حلول إنقاذية عاجلة أو حتى آجلة تمنح الناس بصيص ضوء وتنهي حالة الاستياء المصابين بها بشكل مخيف، وفي ظل حالة الفشل واللا وجود للحكومة بشكل حقيقي وفاعل في إدارة ملف الأمطار الذي حوّل الحياة إلى عبء ثقيل وهم يجثم على صدور المواطنين، الطبيعي في مثل هذه الظروف أن ينعقد مجلس الوزراء ليناقش الوضع الراهن برمته ويتخذ ما هو مطلوب من تدابير وخطط وأوامر للوزراء للتعامل مع الأزمات بشكل يساعد في حلها والقضاء عليها.
لكن للأسف غير الطبيعي أن ينعقد مجلس الوزراء في هذه الظروف ويخرج بمجموعة قرارات تؤكد أنه بره الزفة وإلا فسروا لي معنى أن ينعقد المجلس أمس الأول، بكامل هيئته وتكون مخرجات اجتماعه إجازة عدد من الاتفاقيات (لا في العير ولا النفير) من شاكلة إجازة اتفاقية مع موريتانيا تضمنت التعاون التجاري قدمها “الصادق محمد علي” وزير الدولة بوزارة التجارة، واتفاقية تانية في مجال الثروة الحيوانية قدمها وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية “مبروك مبارك سليم” برضو مع موريتانيا، وخلوني كدي أقول ومع كامل احترامي وتقديري لموريتانيا وشعبها الصديق، إلا أن مثل هذه الاتفاقيات لا قيمة لها ولا مردود، لأن موريتانيا ذاتا زي حالاتنا، بلد يقع ويقوم بمشاكله وأزماته وليست من الدول المتقدمة في هذه المجالات لتفرز معها الشراكة فوائد تعود بمردود إيجابي مباشرة على الاقتصاد السوداني، فتحل الضائقة وتخفف على الناس، وبصراحة ما عارفة شنو قوة العين البتخلي وزير الثروة الحيوانية يتحدث عن تفاهمات واتفاقيات والشعب السوداني سيد الجلد والرأس يشتري كيلو العجالي بمائتي جنيه، ثم اتفاقية ثالثة مبهمة سميت بالتعاون الفني والاقتصادي بين جمهورية السودان وجمهورية الميجر، قدمها السفير “إدريس سليمان” وزير التعاون الدولي، أها هسي زي الكلام ده يقولوا عليه شنو، (نطلع من هدومنا يا أخواتي) واللا ورونا الحل؟؟.. تعاون مين يا بابا في المجال الفني والاقتصادي مع الميجر، يعني شنو كدي بالعربي الفصيح؟؟.. بالعربي المكسر؟؟ بعربي جوبا؟؟.. بأي عربي نفهم به هذه العناوين الفضفاضة الرنانة التي ليس لها وجود على أرض الواقع،
يا سيدي دولة رئيس مجلس الوزراء الجماعة ديل بيشتغلونا أو بالواضح كده بدقسونا، لأنهم يتحدثون عن اتفاقيات (وهمية) غير مبنية على دراسات ولا إحصائيات ولا معلومات، حاجة كده يحللوا بيها نثريات السفريات ويخارجوا بيها أنفسهم في هكذا اجتماعات، وأكاد أجزم وأقطع دراعي من هنا، ولساني من لغلوغو إن كانت هذه الاتفاقيات محكومة بمدى زمني لحصاد ثمارها أو أنها تجد المتابعة والمراقبة أو أنه يتم محاسبة الوزير إن طلعت أوانطة وكلام (فض مجالس)، وخلوني أقول إنني قبل ما يقارب العام كنت قد كتبت عن زيارة قام بها وزير الدولة للاستثمار برفقة وفد كبير لدول الاتحاد الأوربي، واستنكرت يومها الزيارة وقلت إنها مجرد فيلم لا يستحق المشاهدة، وأذكر يومها اتصل عليّ السيد وزير الدولة للاستثمار وحدثني لقرابة الساعة، عن ما ستجنيه بلادنا من هذه الزيارة وكيف أنهم فتحوا أسواقاً لرؤوس الأموال السودانية، وأن الحصاد سيكون نهاية العام، والرجل كان يقصد العام الماضي ٢٠١٧، ومن يومها لا حس لا خبر (ولا سلام منك وما منك تحية.. والمفارق عينه قوية).
للأسف هذا هو الواقع المر الذي يجدد أحزاننا ويضاعف معاناتنا ووزراء الحكومة في وادي ومتطلبات المرحلة في وادٍ تاني، وقال تعاون فني مع الميجر، لا صدقناكم!!
}كلمة عزيزة
توعد البنك المركزي بملاحقة مطلقي شائعة إفلاس بنك الخرطوم، أها شفتوا الفاضي اليعمل قاضي، جنس الكلام ده والبنك المركزي لو أنه قضى على هذه الشائعات بتوفير السيولة في البنوك لما وجد مروجوها أرضية يطلقون منها هذا الكلام، وليست الملاحقة البوليسية، فيا سيد “مساعد محمد أحمد” المحافظ بالإنابة نجاحكم في وضع سياسات ناجحة وناجعة وشفافة هو الحل وخلونا من دفن الليل أب كراعاً بره.
}كلمة أعز
السيد رئيس البرلمان السوداني غادر إلى المملكة العربية السعودية هو الآخر لعقد لقاءات مع مجلس الشورى السعودي، وطبعاً نثريات وتذاكر طيران والنتيجة حاجة كده زي اتفاقية “مبروك” والله غالب.
صحيفة المجهر السياسي