الفاتح جبرا

الليف والصابون !


لا زلنا ننتظر نحن جموع الشعب السوداني (الفضل) نتائج الحملة الإصلاحية التي تم تبشيرنا بها قبل قرابة العام للقضاء على ما يعرف بالقطط السمان ممن إستولوا على ممتلكات ومقدرات هذا الشعب الطيب (الغلبان) مستغلين نفوذهم وسطوتهم في المراكز المختلفة ، غير أن الحملة المزعومة وهي تدعو لمبدأ المحاسبة والشفافية فيما يتعلق بإهدار المال العام أو الإستحواذ عليه بدون وجه حق تفتقر (هي ذاااتا) إلى ذات المبدأ وتتعامل مع (القصة) بإسلوب (الغمتي) وكأن الأمر ليس أمراً (عاما) وكأن هذه الأموال ليست أموال المواطنين !
لا زال المواطن ومنذ بدابة هذه الحملة المزعومة يتلقى أخبارها من وسائط التواصل الإجتماعي :
• فلان قبضوهو !
• فلان فكوهو !
• علان قاعدين يحققوا معاهو !
• فلتكان لقو عندو 200 قطعة واطة !
• فرتكان حجزو منو 150 عربية !
• حلتكان مسكو عندو كم مليون دولار !
لقد كان من الممكن وفور بداية هذه الحملة المزعومة للقضاء على الفساد ومحاربتة أن يكون لها متحدثاً رسمياً تستقى منه الأخبار (الحقيقية) فيما يختص نشاطها حتى لا يترك المواطن نهباً لما تبثه وسائل التواصل وصيوانات (البكا) وشلل (الضمنة) ، ولكن الأمر أريد له أن يتم ولسان حال (القوم) يقول (نحن نصنع الفساد ونحن وحدنا الذين نحاربه) ، كذلك (الطباخ) الذي يقوم بصنع الطعام ثم ياكله وحده وسط ذهول المعازيم (اللي هم نحنا) !
هنالك فرق بين تطبيق العدالة ورؤية العدالة وهي تطبق ، فعندما يتم الحكم بإعدام شخص هنا يتم تطبيق العدالة ولكن عندما يعدم في مكان عام هنا تتم رؤية العدالة وهي تطبق ، فالعدالة كما يقول أهل القانون (يجب أن ترى) Should be seen ولكن (القوم) يريدون محاربة الفساد (في الظلام) في تكتم و(غتغتة) وهم يرددون مع المغني (برانا عرفنا أسباب أذانا يا ناس) !
العبدلله يرى (ويعتقد أنه محق في ذلك) أن هذه الحملة المزعومة لو أنها نجحت في إرجاع جزء من الأموال المنهوبة (طبعن مفيش حاجة إسمها حق عام وللا يحزنون) فإن ذلك لا يعد مكسباً (للقوم) للأسف فعدم العلانية والشفافية و(الشغل التحت تحت) كل ذلك يعد أمراً بعيداً كل البعد عن العدالة في شأن عام من المفترض ان يتم تحت دائرة الضوء .
والحال هكذا من الممكن أن تخرج لنا مانشيتات الصحف بالعناوين التالية أثر إعتقال (عوض محمدين) المدير العام للمؤسسة العامة (لليف والصابون) :
• المدير المالي للمؤسسة العامة لليف والصابون في قبضة الأمن
• الشبهات تحيط بعوض محمدين !
• بداية التحقيقات مع المدير المالي لليف والصابون !
• إمتلاك محمدين لـ 120 شقة بالقاهرة و20 شقة بلندن
• 180 قطعة سكنية لمدير الليف والصابون
• 30 مليون يورو رصيد محمدين بالبنوك
يبتهج الشارع السوداني ، لا حديث للناس في الأعراس والبكيات والتجمعات والمكاتب والمواصلات إلا عن (محمدين) وثروة (محمدين) وهبر (محمدين) ، ينتظر الناس موعد محاكمته لتأتي حيثيات المحكمة أخيراً :
لقد وجدت المحكمة المتهم (عوض محمدين) المدير العام للمؤسسة العامة لليف والصابون بريئاً من كل التهم المنسوبة من القانون الجنائي وقانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه المتعلقة بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ وخيانة الأمانة، الرشوة ، الابتزاز وغسيل الأموال ووجدته مذنباً في ما يتعلق باساءة إستخدام الوظيفة حيث ثبت للمحكمة من خلال أقوال شاهد الإتهام العاشر الموظف بالمؤسسة العامة لليف والصابون (حسنين عبدالرسول) أن المتهم قد كلفه بكتابة (كروت عرس) إبنته ومساعدته في توزيعها ! كما ثبت للمحكمة أيضاً إساءة المتهم لإستخدام وظيفته حيث إطمأنت المحكمة لأقوال شاهد الإتهام الخامس عشر الموظف بالمؤسسة (خليل طه) والتي تثبت أن المتهم قد كلفة بشراء (كيس تمباك) من (سلطان الكيف) بالسوق العربي !!
كسرة :
لا يلبث ان يتم تعيين (عوض محمدين) مديراً للمؤسسة العامة للسيخ والكرتون !
• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 101 واو – (ليها ثمانية سنين وخمسة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 60 واو (ليها خمسة سنين).

صحيفة الجريدة