تحقيقات وتقارير

بدعوة من البرلمان وفد اللوردات البريطاني.. زيارة لتعديل الصور المقلوبة

منذ أكثر من 25 عامًا ومجموعة السودان داخل مجلس اللوردات البريطاني والتى كانت تقودها البارونة كوكس والتي كانت تناصب الحكومة العداء لدرجة أن العلاقة بينها والحكومة كانت في وقت سابق كالنار والبنزين ما أن يقترب أحدهما من الآخر حتى تشب النيران.. ولم ترتح الحكومة من آراء كوكس السالبة إلا بعد انفصال دولة جنوب السودان إذ تحولت مجموعة البارونة كوكس لتمثل جنوب السودان بينما اعتمد السودان مجموعة أخرى يقودها اللورد شيخ فكان أن عملت المجموعة الجديدة على تعديل كثير من الصور السالبة عن السودان خاصة بعد زيارتها للبلاد مرتين.

تضارب معلومات

يبدو أن تضارب المعلومات بشأن السودان داخل مجلس اللوردات بين عدة مجموعات فضلًا عن جريان العديد من المياه من تحت جسور العلاقة بين السودان وبريطانيا فكان أن سعت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان لتقديم دعوة لمجموعة من مجلسي العموم واللوردات تنتمي لجمعية (All party group for Sudan and South Sudan) ..

لزيارة السودان ليرى أعضاء المجموعة بأعينهم واقع البلاد من الداخل.

قبول التحدي

وبالفعل فقد أثمرت الدعوة عن قبول من الجانبين أشبه بقبول التحدي تحدد بموجبه أن يزور وفد من مجلس اللوردات البريطاني، الخرطوم، الأحد المقبل لينفذ مجموعة لقاءات وزيارات داخلية أهمها معسكر أبو شوك للنازحين، بمدينة الفاشر ولاية شمال دارفور فضلًا عن زيارة عدد من المسئولين بالخرطوم وعدد من أحزاب المعارضة وأحزاب حكومة الوفاق الوطني المشاركة في الحوار كما تهدف الزيارة للوقوف على الأوضاع في السودان والمشروعات التي تنفذها البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي العاملة في دارفور “يوناميد”، وتمولها الحكومة البريطانية مع اقتراب موعد خروج البعثة من السودان خاصة وأن بريطانيا تمول مشروعات الـ”يوناميد” بمبلغ (60) مليون جنيه إسترليني.

وتؤكد رئيس اللجنة الفرعية الأوربية داخل لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني، حياة آدم ، في حديث لـ(الصيحة) أن الزيارة بدأ الترتيب لها قبل أكثر من شهرين عندما اقترحت على سفارة بريطانيا في الخرطوم أن تقوم المجموعة بزيارة السودان بالطرق الرسمية بدلًا عن تسقط أخباره عبر دولة جنوب السودان، مشيرة إلى أنها بدأت تنسيقًا مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، محمد المختار، ومع السفارة حتى أسفرت الترتيبات عن تحديد موعد الزيارة.

اجتماعات متواصلة

وتشير حياة إلى أن الاجتماعات بدأت بينها والملحق السياسي بالسفارة البريطانية، مستر ديفيد، قبل أن تتواصل الاجتماعات إلى اجتماع الخميس الماضي الذي جمع وفدًا من السفارة برئاسة السفير البريطاني لدى الخرطوم، عرفان صديق، مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، محمد مختار، ترتيبات زيارة الوفد البريطاني للبلاد الأحد المقبل مبينة أن الاجتماعات لا تزال متواصلة بغرض وضع البرنامج النهائي للزيارة والتى ستشمل الخرطوم والفاشر.

برنامج الزيارة

توضح حياة في حديثها لـ(الصيحة) أن الزيارة ستمتد للوقوف على مشروعات “يوناميد”، كما ستشمل معسكر أبو شوك ولقاءً مع والي ولاية شمال دارفور فيما سيلتقي الوفد الذي ويرأسه اللورد جيمس دوت ريج من حزب المحافظين، ويضم اللورد ديفيد دور من حزب العمال والبارونة شار شيهان ممثلة الحزب الليبرالي الديمقراطي والبارونة ليتز ماكيز ممثلة حزب العمل خلال تواجده في الخرطوم، رئيس البرلمان البروفيسور إبراهيم أحمد عمر ورؤساء عدد من اللجان البرلمانية مثل لجنة الأمن والدفاع ولجنة الصحة والسكان فضلًا عن لقاءات مع الجهاز التنفيذي تشمل مساعد رئيس الجمهورية، فيصل حسن إبراهيم ، ووزير الداخلية، المهندس إبراهيم محمود، بغرض الوقوف على جهود محاربة تهريب البشر والهجرة غير الشرعية بالإضافة للقاء عدد من أحزاب الحوار الوطنى فضلًا عن عدد من أحزاب المعارضة.

أهمية الزيارة

ووصف نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، متوكل التجاني، زيارة المجموعة للسودان بأنها محل اهتمام من الأوساط السودانية واعتبر أن الزيارة ستتيح للوفد الوقوف على الأوضاع فى السودان ودارفور وتدحض ما تتناقله وسائل الإعلام الغربية، كما تمكنهم من الوقوف على المشروعات التى تنفذها بعثة الـ”يوناميد” وتمولها الحكومة البريطانية خاصة مع اقتراب موعد خروج بعثة الـ”يوناميد” من السودان إلى جانب بعض المشروعات الأخرى، معلنًا ترحيب البرلمان بالزيارة والترتيب لها مبينًا أن هذه المجموعة التي تهتم بالشأن السوداني ودولة جنوب السودان تزور البلاد لأول مرة.

تفاؤل كبير

واتفقت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان على أن الزيارتين اللتين نفذتهما مجموعة أخرى في مجلس اللوردات تعرف بمجموعة اللورد شيخ- وهي المجموعة الخاصة بشأن السودان- كان لهما أثر إيجابي دفع المجموعة للترحيب بزيارة السودان. ويشير متوكل إلى أن زيارتي مجموعة اللورد شيخ عدلتا العديد من الصور الشائهة عن السودان كما أنهما أثبتتا نظرة (انظر واحكم) التى عمد البرلمان على إنفاذها مع الجهات الخارجية بغرض تعديل صورة السودان، فيما تؤكد حياة لـ(الصيحة) أن الزيارة المزمعة تعمل على تعديل الكثير من المفاهيم المغلوطة لبعض الجماعات البريطانية عن السودان من واقع أن ما سيرونه سيتفق مع ما نقلته مجموعة اللورد شيخ خلال زيارتيها للسودان مبدية تفاؤلها الكبير في أن تنجح الزيارة في اقناع المجموعة المناوئة للسودان بخطأ الكثير من المعلومات التى بنت عليها آراءها في السابق.

كسر جدار الثلج

ربما تكون زيارة المجموعة البريطانية حجرًا يقذف تجاه جدار الثلج العازل بين ما اقترفته في سالف الأزمان مجموعة البارونة كوكس بحق السودان فقبول الطرفين بالوقوف على الحقيقة على أرض الواقع ربما عدل الكثير من المفاهيم المغلوطة عن كل جانب لدى الطرف الآخر.

تقرير: محجوب عثمان
صحيفة الصيحة.