الفاتح جبرا

وخليك أسترالي


في أبريل من العام 2016 أثارت صورة تم تداولها عبر مواقع الفيسبوك لرئيس الوزراء الأسترالي “مالكولم تيرنبول”، وهو جالس يستقل القطار بعد انتهاء عمله أثارت الكثير من التعليقات، وقد عكست تلك الصورة نظرة المسؤول للمنصب الذي يحتله باعتباره وإن علا فهو ليس إلا موظف في خدمة المواطنين.
وحتى تعلم من هي (أستراليا) نقول لك عزيزي القارئ إن مدينة (ملبورن) الأسترالية قد كانت عام 1880 أغنى مدينة في العالم وأنك إذا قمت بزيارة شاطئ جديد في أستراليا كل يوم تحتاج لـ27 عاماً كي تزور جميع شواطئ البلاد (كما يقولون).

ليس هذا فحسب، بل إن هنالك مسحاً اقتصادياً أجري في العام 2013 بواسطة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد أظهر تربع أستراليا على المركز الأول (للسعادة) بين الدول المتقدمة والصاعدة تليها السويد وكندا والنرويج وسويسرا والولايات المتحدة، وهذا المسح يقارن مؤشر الحياة الأفضل بين 36 دولة من حيث 11 معياراً هي:

الإسكان والدخل والوظائف والمجتمع والتعليم والبيئة والمشاركة المدنية والصحة والرضا المعيشي والسلامة وتوازن الحياة العملية، ولدى قياس جميع هذه المعايير اتضح بعد المسح أن الأستراليين يأتون في الصدارة من حيث التمتع بـ”حياة أفضل”، إذ بلغ متوسط صافي دخل الأسرة في أستراليا 28 ألفاً و884 دولاراً (حقيقي ما كلام ساي) بزيادة نسبتها 25 في المائة عن المتوسط البالغ 23 ألفاً و47 دولاراً بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
رئيس وزراء دولة أستراليا (الفوق دي) يركب القطر بعد انتهاء دوامه (عشان ما يخسر البلد الغنيانة دي)، فماذا يركب (مسؤولونا)؟ في هذا البلد (الأمين) الذي لا تزال عاصمته يمارس ساكنوها (التغوط) في الحفر؟ ويموت إنسانها (مكنكشاً) بلسعة (باعوضة)؟

العبدلله يصاب بالاستغراش المفضي إلى (الذهول) حينما يكون (سائقاً) في حال سبيله في أحد شوارع العاصمة المكتظة فيستمع إلى تلك الصافرات المتتالية المزعجة التي تطالب السائقين بفتح الطريق والتي تحدث ارتباكاً في المرور حيث تبدأ الناس (تتضاير) بي جاي وبي جاي حتى تفسح لموكب سيادتو (ممكن يكون نائب معتمد) المكون من عدة عربات لا يقل ثمن الواحدة منها عن أربعة مليارات جنيه!!

ولأن وقت (سيادتو) من الذهب ومحسوب بالثانية والدقيقة ولأن سيادتو يمثل القدوة في اتباع قواعد المرور فموكبه لا يهمه إن كانت الإشارة (خدرا) وللا (حمرا) وللا (عسلية) فيقوم بقطعها أيا كان لونها وبسرعة جنونية ما أنزل الله بها من سلطان (ودي هينة) إذ أنه في بعض المرات يقوم موكب سيادته (وسيادته بكامل الرضا عن الفعل) بالتخريم من الشارع المزدحم الذي يسير فيه الموكب للشارع التاني لأنو فاضي عاكساً اتجاه الحركة ومعرضاً أرواح المواطنين للخطر، فالسائق الذي يقود سيارته في هذا الشارع (المعكوس) يقود سيارته باطمئنان لعلمه بأنه لا يمكن أن تأتيه عربة من الاتجاه المعاكس له، (وما عارف ح تجيهو الحكومة ذاااتا) !

نسيت أن أقول لكم إن ما استرعاني لكتابة هذا المقال هو ليس جلوس رئيس وزراء أستراليا (التي تحتل المركز الأول في السعادة) في القطار عائداً إلى منزله بعد يوم عمل، إنما ما دعاني لكتابة هذا المقال هو عدم وجود حرس معه (بودي قارد) في الوقت الذي نقرأ فيه بأن (رئيس وزرائنا) قد دخل (بحرسه) إلى غرفة الكشف بإحدى المستشفيات (الخاصة) وذلك لعلاج ابنه (لزوم دخول الحرس إيه ما تعرف)!
ولأن سعادة السيد رئيس الوزراء قد بشرنا بأن نكون (دولة عظمى) بعد عشرين سنة (أي في 2018) فنحن من منطلق (إنو ده يحصل) وكخطوة أولى نحو (النهوض) نود أن نهمس في أذنه بأن يقوم بتسريح حرسه (فالحارس الله) وإصدار قرار بتسريح (حراس) كل هذه (الزفة) من الدستوريين وتوفير مرتباتهم ومخصصاتهم وعرباتهم وأسلحتهم وتلفوناتهم لصالح مشروع (الدولة العظمى) الذي بشرنا به وكذلك إيقاف هذه (المواكب) المستفزة وقبل ذلك توجيههم بالعلاج وأسرهم في مستشفيات الشعب (عشان يعرفوا الطفا النور منو)!

كسرة:
سعادة السيد رئيس الوزراء اركب باص الوالي و(خليك أسترالي)!

• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 101 واو – (ليها ثماني سنين وخمسة شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 60 واو (ليها خمس سنين).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة