جعفر عباس

وصفات للطالب طالب النجاح


عطفا على مقالي ليوم أمس أقول: ليتني استطيع ان أقدم إلى الطلاب معادلة مضمونة النتائج للنجاح في الامتحانات، فرغم خبرتي الطويلة كطالب ثم مدرس ثم أب، لا أعرف طريقة مثلى للمذاكرة والنجاح الأكاديمي، )غير الكلام العام عن استذكار الدروس أولا بأول(، وقرأت مؤخرا عرضا لأكثر من كتاب عن التعليم والتعلم ووجدت فيها نصائح أعتقد أنها أكثر جدوى وفائدة من منظومة التوجيهات التقليدية المكررة والممجوجة التي تطالعنا بها وسائل الإعلام مع حلول مواسم الامتحانات عاما تلو عام، وخاصة عندما تكون امتحانات الشهادة الثانوية على الأبواب.

هيا إلى النصائح غير التقليدية: اهرب من الطاولة التي تذاكر عليها دروسك )حلوة دي؟ تهرب وتحمل المسؤولية لأبي الجعافر(.. لا بأس.. بل أهرب من تلك الطاولة ركضا وابتعد عنها حتى يتصبب منك العرق.. والهرب المقصود هو أن تقرأ لبعض الوقت ثم تقوم بالجري أو ممارسة أي رياضة تجعل الأكسجين يتدفق إلى المادة الرمادية التي في تجويف رأسك )المخ(.. فالمخ يعمل بالكفاءة القصوى عندما يتلقى الأوكسجين بكميات تجارية، كما ان الرياضة تعزز خلايا الهيبوكامبوس وهو ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن التعلم والذاكرة.. وكي لا تحسبني عالما ضليعا و»بتاع كله« فإنني أسارع وأقول ان تلك المعلومات منقولة من كتاب لسارة جين بليكمور وأوتا فريث واسمه The Learning Brain )الناشر بلاكويل(.. وينصح المؤلفان الطلاب بالإكثار من تناول الأكلات البحرية الغنية بأحماض أوميغا3 الدهنية )وإذا كنت تعيش بعيدا عن البحر ففي السردين والتونا المعلبة تجد كفايتك، بس باعتدال لتفادي تسلل كميات كبيرة من الزئبق إلى جسمك عبر الجهاز الهضمي(. وهناك أقراص توفر تلك الأحماض في حال تعذر تناول الأكلات.

تشير نتائج دراسة أجراها مستشفى سنت جورج في جنوب لندن في مارس الماضي وشملت آلاف التلاميذ الصغار إلى أن تناولهم أطعمة غنية بأحماض أوميغا3 جعلهم أفضل إدراكا واستيعابا للدروس. )أذكركم مرة أخرى بزميل لنا في بي بي سي وكنا قبل قدوم عائلاتنا نعيش سويا عزابا في مبنى واحد، ونتشارك كلفة شراء المواد الغذائية وطبخها وذات مرة قلنا لصاحبنا هات جنيهين مساهمة منك لنشتري لحما عجاليا لإعداد وجبة العشاء فقال إنه لن يشاركنا الطعام ومن ثم لن يدفع مساهمة لأنه يرغب في تناول سي فود -أكلة بحرية- وقفشناه بعد قليل وهو يتناول طعامه من علبة سردين(.

ومن جهة أخرى فإن دراسة أجرتها جامعة واريك البريطانية أكدت صحة ما ورد في مجلة الوعي والإدراك Consciousness and Cognition بأن الاستماع إلى الموسيقى الجميلة/ المفضلة يحفز الدماغ وينشطه.. اسمعني زين: الموسيقى الجميلة.. وليس الأغاني السخيفة التي تصاحبها ورشة من الشواكيش وأعمال السمكرة بحجة التطريب والترقيص.. يعني لو استمعت إلى روبي والعجرميات وثامر حسني وكفوري أثناء الامتحانات فإن دماغك س»يتربس« أي يصبح مغلقا بترباس فلا يستقبل أي معلومة.. أما إذا استمعت إلى شعبان عبدالرحيم وأنت في الصف الثالث في المرحلة الثانوية فإنك س»تعيد« السنة في سادس ابتدائي!!

وكلنا نعرف ان العطور منعشة ولهذا نضعها على أنف من يصاب بغيبوبة عارضة، ولكن ليس معنى هذا أن تستنشق عطورا باريسية اثناء المذاكرة.. فمن بين الكثير من أنواع الروائح والعطور اكتشف باحثون في جامعة ياماناشي اليابانية ان استنشاق عبير الخزامي أثناء »الاستراحة« من العمل أو الدراسة يزيد القدرة على التركيز، لأن في الخزامي مادة مهدئة لطيفة تساعد على الاسترخاء، والاسترخاء ضروري لمن يدرس أو يعمل لساعات طويلة.. بل توصل علماء في جامعة كادريف في ويلز إلى أنه ليس من المستحب المذاكرة لأكثر من 40 دقيقة متصلة.. يعني عليك بوضع الكتاب جانبا كل 40 دقيقة لبضع دقائق تسترخي خلالها لتستأنف الضخ من جديد

زاوية غائمة – جعفر عباس