صلاح حبيب

وعادت الموردة للأضواء من جديد


الضلع الثالث من منظومة أندية القمة الرياضية السودانية، فريق نادي الموردة العريق، فمنذ أن أبصرنا وجدنا نادي الموردة الأم درماني يعلوا فوق الهامات، وظل يشكل الضلع الثالث لأندية القمة السودانية هلال/ مريخ/ موردة، حينما كانت الموردة تلعب، فها هي الموردة تعود إلى الأضواء الكاشفة بأندية الممتاز، بعد غياب استمرت لمدة خمس سنوات افتقد المشاهد فيها فنيات اللعبة الموردابية، وغيابها عن حلبة التنافس ضمن أندية الممتاز طوال الفترة الماضية جعل محبيها يهجرون الملاعب ويتذوقون المرارة لفقدها، فاليوم يُعد أسعد أيام أم درمان وهي أشبه بعودة الابن الذي خرج من منزل ذويه وظل الكل يبحث عنه في كل مكان إلى أن عاد وهو موفور الصحة والعافية، لم انتمِ إلى هذا النادي العريق، ولكن من أحب أندية القمة بالنسبة لي، رغم لوني الرياضي الذي لا أخفيه على أحد، ولكن الموردة في القلب وهي خير سفير للرياضة السودانية، لقد تأسس فريق الموردة في العام 1925 وتم تسجيله في العام 1927 وصال وجال في الملاعب، وحقق العديد من الانتصارات الداخلية والخارجية، فاز بلقب كأس السودان ست مرات، في ما فاز ببطولة الدوري مرة واحدة، وله إستاد يسع ستة عشر ألف متفرج، وحقق انتصارات في البطولات الأفريقية والعربية بل فاز في البطولة الأفريقية على النادي التونسي ذهاباً وإياباً، وهذه أول مرة يفوز فيها ناد سوداني، كما أخرج الزمالك المصري من إحدى البطولات الأفريقية، أما في البطولة العربية التي أقيمت بالرياض في العام 1989 فقد كانت له صولات وجولات مع الأندية العربية، وكان اللاعب الفذ “بريش” كما يحلو لمحبيه أن يتغنوا باسمه.. أو باسم “أحمد محمد” وهو الاسم الأصلي المتعارف عليه في المحافل الرسمية، لقد شهدت “بريش” في البطولة العربية وأنا بمدينة جدة في العام 1992 تقريباً فقد استطاع أن يخلق لها اسماً وسط تلك الفرق، كان هدافاً بارعاً أجبر المعلق العربي أن يتغنى باسمه أكثر من مرة، الموردة اسم في سماء المستديرة، وكان من ورائه عمالقة من اللاعبين أمثال “عوض دوكة” حارس المرمى الأشهر وحامي عرين النادي لسنوات طويلة، ومن العمالقة الأوائل “ضربة وحامد الجزولي وترنة والصافي عبد الوهاب والشاويش جمعة وضرار بريمة وعبد القيوم” وعدد كبير من اللاعبين والإداريين والمدربين وغيرهم ممن وقفوا إلى جوار النادي طوال فترة بقائه، حتى حلت الهزيمة الشهيرة من نادي الهلال في العام 2013 بهدفين دون مقابل، وكانت تلك الهزيمة قاسمة الظهر للنادي التي أدت إلى هبوطه إلى الدرجة الأولى مودعاً الدوري الممتاز، وظل خمس سنوات إلى أن حانت فرصة العودة من جديد أمس الأول، التي حقق فيها النصر وعاد إلى الأضواء مع الكبار الذين غاب عنهم خمس سنوات.. الموردة الآن صعدت من جديد إلى الممتاز، ولكن ما أسهل الصعود وما أصعب البقاء، فلابد أن تتكلف جهود الأسرة الموردابية ومحبي النادي أن يعمل الجميع ليبقى النادي في مكانه الطبيعي وألا تقود المواطنين الفرحة وينسون كيف يحافظوا عليه، أهل الموردة هم الأكثر حرصاً على استمراره لعباً وأداءً وتألقاً ولذلك لابد من لقاءات واجتماعات لجمع المال وتسجيل أفضل العناصر التي تستطيع المحافظة على هذا المارد في المستطيل الأخضر، فهنيئاً لأهل الموردة هذا الصعود المستحق الذي لم يأتِ إلا بعد جهد ومثابرة.

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي