مشاهد من داخل البرلمان فى دورته الجديدة ماذا قال وزراء ونواب عن خطاب رئيس الجمهورية ؟
وزيرة الضمان الاجتماعى :أشار بوضوح إلى الاهتمام بمعاش الناس
نواب برلمان : يلبى تطلعات المرحلة ولا بد من الانتقال إلى مرحلة التنفيذ
توافد أعضاء البرلمان منذ الصباح الباكر للاستماع إلى خطاب رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن أحمد البشير ، أمام الهيئة التشريعية القومية في فاتحة أعمال دورة الانعقاد الثامنة.. فالداخل إلى القبة يظن وللوهلة الأولى أنه سيواجه مشكلة تعيق وصوله إلى القاعة الرئاسية ، غير أن الحرص على الحضور جعل البعض يتسابق نحو المقاعد المخصصة قبل وصول الرئيس بساعة كاملة. وشارك في الجلسة نائب رئيس الجمهورية ورئيس القضاء ورئيس المحكمة الدستورية ومساعدا رئيس الجمهورية، والرؤساء السابقون للمجالس البرلمانية السودانية، والوزراء ومدير عام جهاز الأمن والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية إلى جانب وزير مجلس النواب بجمهورية مصر العربية ومرافقيه ، وقادة وممثلي الأحزاب السياسية وممثلي المؤسسات الإعلامية وبعض الضيوف..
عقب خطاب رئيس الجمهورية أجرت”الصيحة” استطلاعات مع بعض النواب والوزراء.
إنجازات المجلس
سبق السلام الجمهوري تلاوة البروفيسور إبراهيم أحمد عمر رئيس المجلس الوطني لكلمته مرحبًا بالحضور، مشيرًا إلى إنجازات مجلس الهيئة خلال الدورات السبع الماضية في جانب التشريعات التي تصب في إطار تنفيذ برنامج إصلاح الدولة، وقال” يأتي انعقاد الدورة الثامنة متزامنًا مع تشكيل الحكومة الجديدة التي تعتبر خطوة هامة ومبادرة تبعث الأمل في تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل”. مؤكدًا متابعة الهيئة لما تضطلع به رئاسة الجمهورية في الوطن والإقليم ودوليّا خاصة فيما يتعلق بملف سلام الجنوب، أمن أفريقيا الوسطى ، والدفاع عن أرض الحرمين، وضع علاقات وادي النيل على منصة الانطلاق ، وقوات مشتركة مع تشاد ثم أثيوبيا لتأمين المواطنين في الجانبين، وفتح أبواب الإغاثة لمنظمات الأمم المتحدة، وإغلاق الأبواب أمام الإرهاب والتهريب وتجارة البشر، بالإضافة إلى طي كتاب ما يعرف بـ”الخبير المستقل لحقوق الإنسان” وحكومة الأمل المتحفزة للعمل وغيرها .
و أوضح أن هذه الفتوحات حجب ألقها ارتفاع في الأسعار، وإمساك المال، وعجز في بعض الخدمات، وتدنٍّ في البيئة، وإعوجاج بدل استقامة ، وقطط سمان. وأضاف بالنظر لكل هذه الإنجازات الإفريقية والعربية والإسلامية والعالمية، وعندما يقارن أهلنا بينها وبين الضائقة الاقتصادية يقولون “ضل الدليب البضلل بعيد “، أما أولو الألباب وأهل العدل والإنصاف فيذكرون الآف الكيلومترات من الطرق المعبدة المسفلتة، وعشرات الكباري والخزانات، ومئات المدارس والجامعات لا يمنع ذكرها هجرة عدد مقدر من المعلمين والأساتذة ، ومئات المصحات والمستشفيات، لا يمنع ذكرها هجرة أطباء أو قلة دواء ، والعمائر الشاهقة التي انتشرت في الولايات، والعربات والمركبات التي ازدحمت بها الطرقات، وملايين الأفدنة التي زرعت وأنتجت، لا يمنع ذكرها ملايين أخرى مازالت يبابًا، وآلاف المصانع لا يمنع ذكرها أن عشرات منها متوقفة وغير ذلك كثير يجب ألا يحجب نور الكثير المنتج ظلام القليل.
تحديات المرحلة
عقب خطاب رئيس الجمهورية استطلعت الصحيفة عددًا من الحضور؛ من بينهم وزيرة الضمان الاجتماعي ونواب برلمانيون، وتباينت رؤى الوزراء والنواب حول الخطاب الذي استغرق نحو 30 دقيقة، فالبعض منهم يرى أنه لامس تحديات المرحلة المقبلة والبعض الآخر يقول إنه لم يتطرق لمعالجات الأزمة الاقتصادية الراهنة . وأشاروا إلى أنه تحدث عن ملامح السياسة الكلية للعام القادم ، وقدم رؤًى لآليات تنفيذ الحوار الوطني. ووصف بعضهم الخطاب بأنه معقول فقط يحتاج لتفاصيل أكثر في جوانب القوانين والتشريعات. ودعوا إلى ضرورة الإسراع بالتنفيذ والمتابعة اللصيقة لإنفاذ ما تبقى من مخرجات الحوار الوطني.
اهتمام واضح
أكدت المهندس وداد يعقوب، وزيرة الضمان الاجتماعي، أن الخطاب أشار بشكل واضح لاهتمام الحكومة في غضون الفترة المقبلة بمعاش الناس. وتحدث عن الرؤى الإستراتيجية وملامح الحكومة الجديدة في الكثير من القضايا الراهنة، وأعلنت عن خطط وبرامج الوزارة في جانب معاش الناس،عبر برنامج القرض الحسن الذي أعلنت عنه الوزارة الأول من أمس والموجه للشرائح الضعيفة والعناصر الإنتاجية خاصة الذين يعملون في مجال الزراعة في موسمي الحصاد والشتوي وتطوير المرأة الريفية، ودعت المنتجين إلى ضرورة الاستماع للأصوات الجادة من قبل المواطنين الفقراء.
محاربة الفساد
يقول النائب البرلماني، فيصل ياسين، إن الخطاب تناول مجمل القضايا، كما أكد على أهمية الحوار الوطني، مشيرًا في تصريح لـ”الصيحة ” إلى أنه لم يكن بعيدًا عن الخطابات السابقة، وأضاف، كان من المتوقع أن يأتي بتفاصيل أكثر حول محاربة الفساد والمفسدين، كما أنه لم يشر إلى حلول الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ويرى أن الخطاب كان يحتاج لتفاصيل من قبل مجلس الوزراء وتوضيح شكل الآليات التي ستنفذ البرنامج ، وشدد على ضرورة الانتقال من مربع الكلام إلى التنفيذ. واتفقت حياة آدم، رئيس اللجنة الفرعية بلجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالبرلمان، مع حديث فيصل مؤكدة أن الخطاب جاء ملبيًا لتحديات المرحلة لتركيزه على الحوار الوطني وتجديده الالتزام بتنفيذ مخرجاته ، واشارت إلى أن الخطاب أيضًا خاطب معاش الناس والتنمية والخدمات والحكم المحلي والخدمات والعلاقات الخارجية.
محاور أساسية
ولم يبتعد دكتور عثمان أبو المجد- نائب رئيس لجنة الآثار والسياحة بالبرلمان- عن الحديث السابق، مشيرًا إلى أن الخطاب ركز على كل المحاور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وكل القضايا الأمنية وغيرها، ويرى أنه يمثل خطة إستراتيجية عاجلة بالنسبة لتحقيق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة للمواطن من خلال السعي الجاد لتفعيل كافة الآليات التي من الممكن أن توفر حياة كريمة للمواطن ابتداءً من التنسيق ما بين وزارتي التجارة والصناعة والرقابة الشاملة لكل السلع والخدمات التي تقدم للمواطن، وكذلك تناول الخطاب كيفية الاستفادة من خبرات الدول الأخرى وأهمية التنسيق المشترك لتفعيل العلاقات الخارجية حتى تعود بالفائدة للوطن. وأشار إلى هيكلة المؤسسات العامة للدولة وركز على كل المحاور التي تؤمن على الاستقرار الأمني والاقتصادي وغيره وأضاف” إن الخطاب جاء بشكل سليم وكامل لم ينقصه الكثير.
سياسة انتاجية
فيما قال على أبرسي ، عضو اللجنة الاقتصادية- ان خطاب الرئيس كان محددًا وأن الحكومة الجديدة حكومة إنقاذ حقيقية ومن الممكن أن تحقق الكثير، ويرى ضرورة أن تسلك الحكومة طريقًا مختلفًا في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور وارتفاع الأسعار وانعدام السيولة، وطالب بوضع معالجات لها بالتركيز على الدعم الفني والخارجي، بالإضافة إلى تحريك وسائل الإنتاج الزراعية والصناعية الأمر الذي يسهم في تخفيض الأسعار وطالب بوضع رؤية واضحة جدًّا لكيفية النهوض بالإنتاج المحلي ومعالجة السياسات العقيمة السابقة التي دهورت البلاد بالرغم من الخطابات التي تقال من جانب الرئيس ووزراء المالية، بالتالي الأـمر يتطلب سياسة جديدة تنهض بالإنتاج وتقلل من العطالة وتستخدم الموارد الموجودة داخليًّا وتفعيل إمكانيات الشباب المثقف والمعطل الذي لم يجد وسيلة عيش تناسبه سوى قيادة ” الرقشات” ، وأكد أن أمام الحكومة فرصة كبيرة ولكن بسياسات جديدة لأن السياسات القديمة لن توصل البلاد إلى نتيجة الأمر الذي يتطلب خططًا مرسومة ومتابعة مع الوضع في الاعتبار أن الـ”400″ يوم التي ذكرها رئيس الوزراء مرت منها 20 يومًا ولم يظهر شيء ، بالإضافة إلى وضع سياسات أخرى تعالج مشكلة السيولة وتخلق الثقة في نفوس المواطنين في البنوك.
استطلاع : إنتصار فضل الله
صحيفة الصيحة