مسرح العرائس (نونونسى وأمبيكى) ..!!
* حملت الأنباء أن قوى نداء السودان رفضت مقترحاً دفع به الوسيط الأفريقى (ثابو أمبيكى) للدخول فى حوار مباشر مع الحكومة حول المشاركة فى صياغة الدستور الجديد وانتخابات 2020 ، لتجاوزه (خارطة الطريق) الموقعة بين الطرفين باديس ابابا فى أغسطس، 2016 والتى تتضمن بندا ينص على عقد اجتماع تحضيرى يهيئ المناخ للحوار الشامل والقبول بنتاج مؤتمر الحوار الوطنى الذى نظمته حكومة الخرطوم فى وقت سابق !!
* ظللت اكرر اكثر من مرة ان نائب رئيس جنوب أفريقيا السابق والوسيط الافريقى بين المعارضة والحكومة السودانية (ثابو أمبيكى) شخص غير مؤهل لقيادة وساطة بين الحكومة ومعارضيها، لانه يفتقد الحياد المطلوب لوظيفة الوسيط، فلقد درج (أمبيكى) على تقديم مقترحات، وتقديم وتأخير أجندة ومواعيد المفاوضات بين أطراف الحوار لتناسب الظروف السياسية للحكومة، وهاهو يأتى مجددا بفعل يدل بشكل قاطع على أنه ليس منحازا للحكومة فحسب، وإنما موظف لديها يلبى رغباتها وأوامرها، وكل الخوف أن نكتشف ذات يوم انه يتقاضى مقابل ما يفعله .. !!
* تفتقت حيلة السيد (أمبيكى) هذه المرة على دفع قوى نداء السودان فى إتجاه الحكومة عدة خطوات بدلا عن خطوة واحدة، وذلك بدعوتها للمشاركة فى حوار حول تعديل الدستور والانتخابات القادمة، وهو مقترح فى غاية الخبث .. إذا وافقت عليه قوى نداء السودان تكون قد انتهت بشكل عملى من الاتفاق السابق الذى ينص على عقد إجتماع تحضيرى بينها وبين الحكومة لتهيئة المناخ لاجراء حوار شامل بين الطرفين حول مجمل القضايا المطروحة على الساحة ومنها نتائج ما يسمى بـ(مؤتمر الحوار الوطنى)، فما فائدة التحاور لتهيئة المناخ إذا تخطته قوى نداء السودان، ووافقت على المشاركة فى حوار حول الدستور والانتخابات القادمة ؟!
* بل إن موافقة قوى نداء السودان على المقترح، قد يضع وجودها على المحك، بل ربما يعصف بها، خاصة مع وجود خلافات عميقة داخلها، ووجود شركاء ظلوا يسعون لتليين مواقف الشركاء الآخرين تجاه الحكومة، ويتبنون نهجا مغايرا للنهج الذى ينتهجه الآخرون فى معارضتهم للحكومة، ولا أستبعد إطلاقا أن يأتى يوم ، ليس ببعيد، يتخلى فيه هؤلاء الشركاء عن تحالفهم مع بقية القوى، خاصة مع الضغط الذى يتعرضون إليه من الحكومة، والإغراءات التى تقدمها إليهم، والظروف الصعبة التى يعانون منها !!
* مواقف مماثلة لمواقف الوسيط (أمبيكى ) التى ظل يتخذها لصالح الحكومة، يقوم بها وسطاء ومبعوثون دوليون فى قضايا أخرى تتعلق بالسودان، منهم المبعوث الأممى لحقوق الإنسان فى السودان (أريستيد نونوسى) وهو من دولة بنين، والذى ظل يتقدم بتقارير فى غاية الضعف عن أوضاع حقوق الإنسان فى السودان رغم سوئها الذى يعرفه الجميع، لذلك لم يكن غريبا أن تعلن الحكومة عن سعادتها عندما تم التجديد له اكثر من مرة وعند تعيينه، وكانت قبل رفضت قبله تعيين الإيرلندى (توماس إدوارد) ليشغل هذه الوظيفة، رغم أن الرجل عمل مدرسا سابقا فى السودان ويعرفه ركنا ركنا، وله ثلاث مؤلفات عن السودان، فضلا عن خبراته السياسية والدبلوماسية الكبيرة وشغله لوظيفة مساعد السكرتير العام للامم المتحدة فى عام 2011 ، الأمر الذى أقلق الحكومة وجعلها ترفض تعيينه، خوفا من أن يفضحها ويفضح إنتهاكاتها وجرائمها، وعندما تم استبداله بالبنينى (نونونسى) لم يبق للحكومة السودانية إلا أن تزغرد، وكلما تم التجديد له ترقص فرحا، بدلا من رفض وجوده، أو جود غيره، لما فى ذلك من مذلة للبلاد .. !!
* ولكن لماذا لا تزغرد وترقص، فهى تديره، والأفريقى الآخر(امبيكى) المتطلع لتقاعد مريح، كما تُدار الدمى فى مسرح العرائس!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة