من ينقذ هؤلاء؟؟
تذكرت أمس، وأنا أشاهد مقطعاً متداولاً على الواتساب لشباب صغار يقومون بكسر مرايات إحدى العربات المتوقفة في مشهد رصدته كاميرا يبدو أنها تخص أحد المنازل، تذكرت قصة حكاها لي الأخ والصديق “أسعد عباس” خبير الأعشاب المعروف الموجود بالمملكة العربية السعودية رد الله غربته، حيث تمكن قبل سنوات وهو يهم بالخروج من مكتبه، من القبض على أحد الصبية وهو يقتلع مراية سيارته، وعندها توسل له الصبي ألا يسلمه للشرطة وكأنه كان يقرأ أفكار “أسعد” الذي حدثني يومها أنه أصلاً ما كان ناوي يسلمه البوليس، لأنه مقتنع بأن مثل هذا الشاب الصغير هو ضحية لمجتمعه وضحية لسياسات متضاربة جعلت (أعزة القوم أذلة)، لذلك أفرز المجتمع مثل هذه الشرائح التي تعاني العطالة والفقر وليس من طريق أمامها أسهل من السرقة لتسد الأفواه الجائعة. وبالفعل عقد الأخ “أسعد” اتفاقاً مع الشاب أن يقوم يومياً بغسل عربته وعربة عدد من معارفه لقاء مبلغ محترم جعل الشاب الصغير يوفر احتياجات أسرته، بل يواصل تعليمه وهو لا زال متواصلاً معه ويحفظ لـ”أسعد” جميلاً ومعروفاً، لأنه غيّر حياته ورسم له خط سير مختلفاً تماماً عن إذا ما كان قد سلمه البوليس.
وهذا النموذج الفردي برأيي يحتاج أن نتأمله بكثير من الإنسانية وكثير من الوعي، وهذه الطاقات المعطلة عار على الحكومة أن تقف عاجزة أمام مشاكلها وقضاياها، بل عاجزة أن تصل إليها وتضع دراسة حقيقية واجبة النفاذ تقوم من خلالها بمسؤولياتها تجاه شريحة مهمة تزداد مساحتها عرضاً وطولاً كل صباح.
ولعلي إزاء هذا المشهد أقف في حيرة تجاه السكون الذي تمارسه وزارة الضمان الاجتماعي، الوزارة المعنية بهذه القضية المهمة والوزيرة الجديدة “وداد يعقوب” تدفعني دفعاً في اتجاه أن (أبلع) إشادتي بها وتفاؤلي بقدومها للوزارة المهمة التي تحمل على عاتقها مسؤولية إصلاح ما أفسدته السياسة وأفسده الاقتصاد، لكن للأسف الست الوزيرة التي كاد عهدها بالوزارة يلامس الشهر، لا زالت مستعصمة بمكتبها لا نعرف خارطة طريقها وفيما تفكر وما الذي تنوي أن تقوم به، والسيدة الوزيرة مؤكد تعلم أن الفقر لا يتوقف، والحرمان لا يقبل الانتظار، والبطون الجائعة لا تسكتها الشعارات والهتافات.
الدايرة أقوله إن معظم مصائبنا الاجتماعية من مستصغر شرر الفقر والضياع والظروف التعيسة التي أصبحت تعيشها معظم الأسر، لذلك لا تستغربوا إن سرق المحتاجون مرايات العربات جهاراً نهاراً أو حتى لطشوا الكحل من العين، وذنبهم يتحمله ولاة أمورهم الذين جعلوهم على الهامش والرف.
}كلمة عزيزة
حتى الآن ليس هناك أي حراك لوزراء حكومة الصدمة وما أشبه الليلة بالبارحة، وكدي حد يفهمني ماذا فعل الجدد ولم يفعله القدامى الحكومة تسير بذات خطاوى البيروقراطية الرتيبة ما في أي حركة حقيقية ولا حتى (حركة في شكل وردة) لم تحدث أي نفضة أو هزة في أي وزارة أو مؤسسة، وياهو “أحمد” البشبه حاج “أحمد”.
}كلمة أعز
احتفلت كل الفضائيات المصرية أمس، وبشكل مكثف ومدروس بذكرى أكتوبر، وتكاد تكون قد لقنت الحصة والدرس لكل الأجيال التي لم تكن في ذاك الزمان، متى تتعلم فضائياتنا أن تلعب دورها التاريخي والتوثيقي لمراحل مهمة في بلادنا لأجيال مغيبة وعايشة في الطراوة.
أم وضاح – عز الكلام
صحيفة المجهر السياسي