بث الروح في الصرافات من جديد!!
ظلت صرافات البنوك خالية لفترة طويلة من الزمن ربما تجاوزت الأربعة أو الخمسة أشهر بسبب انعدام السيولة
، واليوم تبث الروح فيها من جديد بعد القرارات التي اتخذتها الدولة بطبع كميات كبيرة من العملة بالخارج، ووصلت العملة البلاد، وأشرف السيد رئيس الوزراء إلى وقت متأخر من ليلة أمس الأول على ضخ كميات العملة التي يبدأ صرفها من الصرافات بكل مناطق البلاد، وبهذه الخطوة تكون الحكومة قد وعدت وأنجزت وعدها في وقت قياسي رغم أن السيد رئيس الوزراء منح بنك السودان فترة ثمانين يوماً لضخ العملة، ولكن الخبير الاقتصادي ووزير المالية ومحافظ بنك السودان الأسبق الدكتور “محمد خير الزبير” وعد فأنجز ، فنشد على يده ويد رئيس الوزراء الذي أصبح همه الأكبر أن يعود بالدولار إلى عهده السابق قبل وصوله إلى محطة الأربعين، فالسياسات الاقتصادية الأخيرة بدأت تأتي أُكلها ، وها هو الدولار يتراجع بعد أن وصل في السوق الموازي لأكثر من خمسين جنيهاً ثم تراجع إلى الأربعينات بفارق بسيط عن لجنة صناع السوق، إن ضخ كميات كبيرة اليوم من العملة إلى الصرافات والبنوك هذه الخطوة سوف تعيد الثقة إلى أصحاب الأموال التي حملوها إلى منازلهم أو إلى متاجرهم، ففي ظني أن السياسة بدأت تحقق ما هو مطلوب منها ومن ثم النظر إلى الأسواق التي اكتوى بنارها البسطاء من المواطنين ومحدودي الدخل.. فلا حجة للتجار في زيادة الأسعار بحجة ارتفاع الدولار، طالما الدولة منحتهم أكثر من حقهم، السوق هذه الأيام هادئ في انتظار ضخ العملة اليوم، فإن صدقت الدولة بما وعدت فكثير من أسعار السلع سوف تتراجع لأن المواطن الموجود في السوق هو أيضاً مكتوي بنيران الأسعار، فكل الذي يجمعه لا يساوي احتياجاته الضرورية من السكر والزيت والصابون وغيرها من ضرورياته. في جولة في السوق أمس شعرت بأن السوق مازال هادئاً والأسعار لم تتحرك كثيراً غير سلعة الطماطم التي ارتفعت من ثلاثين جنيهاً للكيلو قبل يومين إلى خمسين جنيهاً بالأمس، وكذلك ربع البصل الذي وصل إلى ثمانين جنيهاً بعد أن كان الربع بأربعين جنيهاً، أما بقية الخضروات لم تتحرك كثيراً، فالبامية في النازل والموز والقريب فروت والجوافة، وهذا يدل على أن التجار والمواطنين ينتظرون اليوم ، ولا أعتقد أن الأسعار بعد تلك السياسة سوف تتحرك كثيراً خاصة وأن الجميع كان يراهن على تصاعده ووصوله إلى الستين جنيهاً ، لذا نحن متفائلون بنجاح تلك السياسة رغم تحفظات الكثيرين أو المتشائمين ، فإذا عبرت السياسة إلى بر الأمان فيكون قد كتب الله على يد الأستاذ “معتز موسى” للسودان عهداً جديداً.
في ظني أن الإحباط الذي تملك المواطنين الفترة الماضية قد بدأ يزول رويداً رويداً إلى أن يتلاشى نهائياً، ولا أظن أن أحدا يريد أن تظل الحياة الاقتصادية في أزمة مستمرة ولا المواطن يرغب أن تتفاقم المشاكل وتتصاعد الأسعار يومياً، فكل ما يريده المواطن أن يستيقظ الصباح ويذهب إلى البقالة أو الدكان أو السوق ويجد الأسعار في متناول يده ،وحتى إن المغتربين المهمومين بأسرهم بالداخل يقل هذا التوتر عندهم وتقل الطلبات وشراء السلع من الخارج وإرسالها إليهم، اليوم سيكتبه التاريخ للأستاذ “معتز موسى” إذا ما تدفق النقد بالبنوك والصرافات، وأخذ كل مودع ماله من أي بنك حسب ما يرغب.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي