انفراج ملحوظ لأزمة السيولة في اليوم الأول من ضخ النقود بالصرافات
مواطنون يطالبون برفع السحب اليومي إلى (4) آلاف جنيه
بدأ صباح الأمس غير اعتيادي بالنسبة لعملاء البنوك وهم ينتظرون بزوغ الشمس للتوجه إلى الصرافات الآلية للسحب، بعد إعلان رئيس مجلس الوزراء “معتز موسى” وزير المالية، (الأربعاء) الماضي عن انتهاء أزمة شح السيولة بالصرافات الآلية ،اعتباراً من أمس (السبت)، فيما سلّم بنك السودان المركزي ظهر أمس الأول المصارف التجارية احتياجها من الأوراق النقدية ، بغرض تغذية الصرافات الآلية .
منذ وقت مبكر توجه إلى الصرافات الآلية عدد مقدر من المواطنين ووجدوا أن رئيس الوزراء أوفى بما وعد، وعبر عدد من المواطنين عن سعادتهم بتوفير البنوك للعملات بالصرافات لتنهي معاناتهم التي امتدت لأكثر من سبعة أشهر ، وبالرغم من توفير النقود واستئناف العمل بعدد من الصرافات برئاسة المصارف وفروعها ، شهد بعضها اكتظاظا محدوداً، خاصة صرافات وسط الخرطوم ومنطقة بحري، بينما لم تغذ بعض الصرافات بالأحياء ربما بسبب وجود أعطال فنية بها لجهة توقفها عن العمل لفترة طويلة ،وفي منطقة سعد قشرة ببحري تزاحم المواطنون بالصرافات الآلية ببنك فيصل الإسلامي وبنك تنمية الصادرات والبنك السوداني المصري وخلت الصرافات الآلية بالمحطة الوسطى بحري من السيولة.
ويبدو أن بنك السودان المركزي استعان بكافة الجهات ذات الصلة لحل أزمة توفر السيولة خاصة اتحاد المصارف الذي أوكلت إليه مهمة تحديد سعر الصرف يومياً بما يعرف بآلية صناع السوق ،وأعلن اتحاد المصارف أمس أن طائرات حلقت نحو فروع بنك السودان المركزي بالولايات حاملة الأوراق النقدية وتم توزيعها على الصرافات الآلية منذ صباح السبت الباكر .
وعبر المواطنين عن الرضا التام من خطوة التي وصفها كثير منهم بالمهمة والمفرحة لتحقيق الطمأنينة والاستقرار النفسي والمادي لهم بعد أن كان الحصول على المال من الصرافات يأخذ جل وقتهم ، متمنين أن تستمر عملية تغذية الصرافات بصورة منتظمة، مطالبين مجلس الوزراء بالمتابعة وبنك السودان بمراقبة البنوك التجارية ومدى التزامها.
وطالب المواطنون برفع سقف السحب إلى (4) آلاف جنيه في الأيام المقبلة نسبة لزيادة حجم المصروفات اليومية وتوفيراً لوقت المواطنين وأكدوا أن توفير مبلغ ألفي جنيه خطوة كبيرة وينبغي أن تتبعها البنوك بزيادة السحب تلبية لطموح العملاء.
وفي ود مدني بولاية الجزيرة طالب العملاء برفع السحب اليومي من ألفين إلى 4 آلاف جنيه لمجابهة الارتفاع المطرد للأسعار، وقطع “حسن محمد علي” ـ أعمال حرة ـ بأن أزمة السيولة بود مدني انتهت مناشداً بزيادة السحب اليومي إلى 4 آلاف لمقابلة المتطلبات الضرورية كالدواء ومواد البناء.
وقال دكتور “طه الطيب” من اتحاد المصارف لـ(المجهر) “منذ يوم أمس (الجمعة) بالتعاون مع البنك المركزي واتحاد المصارف بدأنا في توزيع الأوراق المالية على الصرافات لتعمل الصرافات على مدار 24 ساعة وذلك لتوفير العملة النقدية للجمهور. وأكد (طه) أن بنك السودان المركزي بدوره نفذ شحن كميات من الأوراق النقدية بالطائرات والسيارات المخصصة لنقل العملة إلى جميع فروعه بالولايات وذلك خدمة للبنوك.
وكشف أنهم في اتحاد المصارف كونوا وحدات للمتابعة في البنوك العاملة لمتابعة الصرافات على مدار اليوم لتعبئة الصرافات والتبليغ عن الصرافات التي بها عطل فني ليتم إصلاح العطل ويتم تعبئتها لخدمة الجمهور ، وأضاف ” نأمل أن يكون ذلك بداية لحل مشكلة توفير العملة النقدية للجمهور”.
وخلال جولة لـ(المجهر) بالصرافات الآلية بالخرطوم رصدت توفر النقود بصرافة رئاسة بنك النيل ووجدت صفاً قصيراً وفي بنك الادخار فرع العربي الصراف خارج الخدمة وبنك الثروة الحيوانية شارع المطار بدون نقود وعدد من المواطنين ينتظرون دورهم للسحب في المصرف العربي شارع المطار أما في بنك الخرطوم الرئاسة النقود متوفرة ولكن الصف طويل.
وعبر مواطنون أمام إحدى الصرافات الآلية بالعاصمة الخرطوم عن سعادتهم الكبيرة بعودة الأموال لماكينات الصرافات الآلية التي تم تغذيتها بالأموال لأول مرة منذ فترة طويلة ، وعبر هؤلاء المواطنون عن سعادتهم البالغة بصرفهم للأموال الجديدة فئة “50”جنيهاً من أمام الصراف الآلي لبنك العمال الوطني بالخرطوم
وكان محافظ البنك المركزي د. “محمد خير الزبير” أعلن جاهزية الخزينة المركزية ببنك السودان المركزي لمدّ المصارف التجارية بالعملة المحلية لشراء النقد الأجنبي الذي يرد إليهم، وكشف محافظ البنك المركزي في اجتماعه، بمديري عموم المصارف عن زيادة كبيرة للمعروض من العملات الأجنبية لدى المصارف التجارية، وأوضح أن الإحصاءات والتقارير عكست رضا الجمهور بسعر الصرف الذي تحدده الآلية لجهة إقبالهم على بيع ما لديهم من عملات للمصارف التجارية، مشيراً إلى أنه تم توظيف بعضها لمقابلة عمليات الاستيراد، مؤكداً وجود زيادة كبيرة في عائدات الصادر لدى البنوك التجارية.
ورغم أن خطوة ضخ النقود بالصرافات حققت رضا وسط المواطنين إلا أن بنك السودان لم يكشف عن حجم السيولة التي غذى بها الصرافات، لكن أكد أنها مبالغ مقدرة مما أدت إلى إتاحة الصرف للمواطنين بمبلغ ألفي جنيه ، أما في مناطق الحصاد فأكد المزارعون أن السحب متاح بأكبر مبلغ من البنوك وتراوحت كميات السحب في القضارف ما بين (100) إلى (300) ألف جنيه بحسب احتياجات المزارعين في عمليات حصاد السمسم .
وأكد “عبد الله جمال الدين”، مدير بنك السودان فرع القضارف، أن الصرافات بالولاية تمت تغذيتها بالنقد تماماً مما أدى إلى تدافع العملاء نحو الصرافات ،وقال إن الصرافات بالولاية تمت تغذيتها بعد مد البنوك التجارية بالسيولة التي تمكنها من إدارة التغذية خلال الفترة القادمة دون انقطاع.
الخرطوم ـ سيف جامع
صحيفة المجهر.