تحقيقات وتقارير

مطلب يبعث من جديد قطاع الشمال… النيل الأزرق تلّوح بـ(فرز العيشة)

تصاعُد الخلافات داخل الحركة الشعبية جناح الحلو، ينذر بسيناريوهات انشقاق جديد ..

باعتزام قيادات بارزة بولاية النيل الأزرق تسليم رئيس الآلية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي مذكرة تُطالب فيها بفصل قضيتهم عن جنوب كردفان خلال مفاوضات السلام، والاتجاه لتشكيل جسم منفصل من أجل فك الارتباط مع مجموعة عبد العزيز الحلو.

وقال القيادي بالشعبية جناح الحلو المك جوزيف ميسا للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن أبناء النيل الأزرق بالحركة الشعبية يعتزمون إجراء اتصالات بين قيادات وأبناء الولاية بشأن إكمال الترتيبات لفصل قضية النيل الأزرق في عملية التفاوض.

تهميش

كانت مجموعة قيادات النيل الأزرق بالحركة الشعبية قطاع الشمال، قد وجهت لرئيس الحركة عبد العزيز الحلو اتهامات بتهميشها بتخفيض تمثيل منسوبي النيل الأزرق في المؤسسات التنفيذية والتشريعية التي انتخبها مؤتمر كاودا 62 عضواً مقابل 122 لجنوب كردفان. وطالبت ذات القيادات في يونيو الماضي الحلو في مذكرة برفع التهميش عن أبناء النيل الأزرق بزيادة نسب تمثيلهم في مؤسسات الحركة ومراجعة مواقف الحركة من القضايا السياسية والأمنية لولايتهم بطرح معالجات جديدة لقضاياها بترتيبات سياسية وأمنية لا ترتبط بقضايا جنوب كردفان.

وأبدت قيادات النيل الأزرق تحفظها على إسناد رئاسة وفد التفاوض مع الحكومة إلى الأمين العام للحركة عمار أموم، وهو المنصب الذي يرى أبناء النيل الأزرق أحقيتهم به، خاصة وأن أبناء جنوب كردفان يسيطرون على مناصب الرئيس ونائب الرئيس ورئيس هيئة الأركان، لكن من الواضح أن مطالبها لم تجد الاستجابة من قبل الحركة، ما افضى لتعميق الخلافات بينهما وهو ما دفع أبناء النيل الأزرق لمخاطبة رئيس الآلية الأفريقية أمبيكي ومطالبته بفصل قضيتهم عن جنوب كردفان خلال التفاوض .

فصل القضية

القيادي بالنيل الأرزق، عضو الوفد الحكومي لمفاوضات المنطقتين عبد الرحمن أبومدين قال إن الترتيب لفصل قضية النيل الأزرق عن جنوب كردفان خلال التفاوض ليس بجديد، بل تم الترتيب منذ وقت مبكر عقب الانقلاب الذي قاده عبد العزيز الحلو. وقال أبو مدين لـ(الصيحة) إن هناك ملتقى حول ذلك في المجلس الوطني بدعوة من رئيسه البروفسير إبراهيم أحمد عمر جمع عدداً من قيادات النيل الأزرق من كل الأطياف السياسية بحضور د. فيصل حسن إبراهيم رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات، وتم الاتفاق في هذا الملتقى على فصل قضية النيل الأزرق عن قضية جنوب كردفان خلال التفاوض، مضيفاً أن هذه المذكرة التي تعتزم هذه القيادات في الحركة الشعبية الدفع بها لأمبيكي في جولته الأخيرة هي مجرد داعم لما تم الاتفاق عليه في الملتقى الذي تم في الخرطوم واللقاءات التي سبقته في أديس أبابا بين ممثلي النيل الأزرق في الوفد الحكومي، وحاملي السلاح من أبناء النيل الأزرق في وفد الحركة بقيادة عبد العزيز الحلو، بفصل القضيتين لاختلافهما جذرياً عن بعهضما في الأجندة والمطالب، لجهة أن قيادات الحركة في جنوب كردفان لديها مطالب بأجندة تختلف عن مطالب أبناء النيل الأزرق المحصورة في التنمية والخدمات لمناطقهم التي تم طرحها ومناقشتها في اتفاق نيفاشا، إضافة لصغر حجم المنطقة التي بيد التمرد التي لا تساوي (4%) من مساحة ولاية النيل الأزرق.

مطالب واضحة

وأشار أبو مدين إلى أن موقف ورؤية حاملي السلاح من أبناء النيل الأزرق أن قضيتهم واضحة في المطالبة بالتنمية والخدمات والترتيبات الأمنية ويرون أن الاقتتال الذي يحدث بين قيادات الحركة بجنوب كردفان لا علاقة لهم به، وأدى لتأخير الوصول لاتفاق سلام ينهي الحرب. وأكد أبومدين أنهم الآن في انتظار تكوين وفد مفاوض خاص بأبناء النيل الأزرق ويسلمون قائمته للوسيط أمبيكي، على أن يتم التفاوض بينه وبين الوفد الحكومي بقيادة د. فيصل حسن إبراهيم، وهذا سيعجّل بحل قضية الحرب في النيل الأزرق، ولن يكون هناك قتال في النيل الأزرق بحلول عام (2019).

وأشار أبو مدين إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التفاوض بفصل القضيتين، وسبق في نيفاشا أن تم التفاوض بثلاثة وفود منفصلة، أبيي والنيل الأزرق وجنوب كردفان وتم توقيع اتفاق نيفاشا.

مطلب غير موفق

في السياق، قال رئيس القطاع السياسي للحركة الشعبية ـ النيل الأزرق، وعضو المجلس الوطني عبد الرحمن محمد الطيب (جوني)، إن الفصل بين القضيتين مطلب غير موفق، ولن يحقق الوصول لسلام دائم ومن شأنه أن يؤزم الموقف، ويعيد القضية للمربع الأول، باعتبار أن القضيتين مرتبطتان لحد كبير خاصة في جانب الترتيبات الأمنية واقتسام السلطة، لذلك نص قرار الاتحاد الأفريقي (2046) بحل النزاع في المنطقتين وتم التواصل فيهما لاتفاق بنسبة تكاد تصل لـ(80%) والمتبقي (20%) الترتيبات الأمنية واقتسام السلطة.

عدم رضا

عبد الرحمن أضاف في حديثه لـ(اليصحة): (لكن واضح من هذا المطلب أن هناك عدم رضا من أبناء النيل الأزرق داخل الحركة لما تم من توزيع للمناصب في الهيكلة الأخيرة للحركة في مؤتمر كاودا الذي انعقد عقب الإطاحة بمالك عقار، حيث استحوذ ابناء جنوب كردفان على رئاسة الحركة ومنصب الأمين العام وقيادة الجيش). وأكد عبد الرحمن تمسكهم بعدم الفصل بين القضيتين في التفاوض والالتزام بقرار الاتحاد الأفريقي (2046) بحل القضيتين في إطار واحد، ونرفض المطالبة بجسم جديد خاص بأبناء النيل الأزرق للتفاوض وخاصة أن الوضع والأجواء مساعدة لإيجاد حل للقضيتين في ظل إعلان وقف إطلاق النار من قبل رئاسة الجمهورية .

الخرطوم: الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة.