تحقيقات وتقارير

بعد جنوب السودان.. أصابع الخرطوم تغزل سلام أفريقيا الوسطى


وجد موقف السودان الداعم لتحقيق السلام في جنوب السودان والتوقيع علي إتفاقية السلام زخماً دولياً وإقليمياً.

وإستكمالاً لتلك الجهود قادت الخرطوم خطوات عملية لتحقيق السلام ودعم الوحدة الوطنية في جمهورية أفريقيا الوسطي مما عزز من وضع السودان في الحفاظ علي السلم والأمن في القارة الأفريقية وحدا بكثير من الدول أن تتخذه شريكاً معتمداً في عملية صناعة الإستقرار والتنمية بالإقليم خاصة بعد أن أعلن الإتحاد الأفريقي تبنيه لمبادرة الخرطوم لتحقيق السلام في أفريقيا الوسطي.

وإستكمالاً لتلك الجهود أكدت الحكومة مواصلتها عبر تفعيل الدبلوماسية في إطار شعارها المرفوع ” دبلوماسية إقتصادية فاعلة ” لفتح مجالات للتعاون الإقتصادي المثمر مع الدول الشقيقة وذات الثقل الصناعي مع فتح أسواق جديدة للمنتجات السودانية.

وبدورها كشفت الخارجية عن مجهودات عديدة لتحقيق الإستقرار بجمهورية أفريقيا الوسطي منها تكوين لجنة وزارية مشتركة بين البلدين، بجانب وجود قوات ثلاثية مشتركة لحراسة الحدود، فضلاً عن جمع قادة خمسة من الحركات المسلحة بالخرطوم وتوقيعهم علي مذكرة إلتزموا من خلالها العمل مع الجانب الحكومي في تحقيق السلام وقبولهم للوساطة السودانية في هذا الصدد.

وقال السفير عوض الكريم الريح مدير إدارة دول الجوار بالخارجية أن مبادرة الخرطوم لتحقيق السلام بأفريقيا الوسطي تعتبر رافداً وجزءاً لا يتجزأ من المبادرة الأفريقية.

ويري خبراء ومتابعون للملف أن السودان يقوم بأدوار مهمة وواضحة تجاه دول الإقليم من خلال العمل علي تحقيق السلام والإستقرار، وقال الفريق حنفي عبد الله الخبير الأمني إن الجوار الآمن واحد من متطلبات الآمن السياسي ويُمثل جوار آمن لكل الأطراف، وأشار إلي أن إهتمام السودان بالأمن الإقليمي ليس وليد اللحظة بل تاريخ ممتد ومهتم بالقضايا سواء كانت في المحيط الأفريقي أو العربي.

وأضاف حنفي أن المجتمع الدولي ظلّ يولي إهتمام كبير بدور السودان الإقليمي وجهوده في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية فضلاً عن دوره في تحقيق السلام بدولة جنوب السودان، وأكد أن السودان سيظل سنداً حقيقياً لأفريقيا الوسطي وسيواصل جهوده دون أجندة شخصية.

وعلي ضوء ذلك يتضح لنا دور السودان المهم في دعم السلام والإستقرار داخلياً وإقليمياً مما جعله شريكاً يُعتمد عليه في صناعة الإستقرار والتنمية بالإقليم.

وفي الآونة الأخيرة ظلّت الولايات المتحدة تعترف بدور السودان في الحفاظ علي السلم والأمن في القارة الأفريقية وأبدت رغبتها في بناء علاقات إستراتيجية مع السودان من واقع جهوده في تحقيق السلم والأمن، وسبق أن أوضح وزير الدفاع الأمريكي للسياسات وشؤون أفريقيا آلن باترسون رغبة بلاده في بناء علاقات إستراتيجية مع السودان.

وثمّن باترسون الجهود التي يبذلها السودان في مكافحة الجرائم العابرة والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلي العمل علي دعم وتحقيق السلام والإستقرار بدول الإقليم، وجدّد دعم بلاده لهذه الجهود حتي تتكامل.

تقرير : محمد زين العابدين (smc)