إذا سرق الضعفاء قوت يومهم (سجنًوهم) وإذا سرق السمان أموال البنوك (طلعًوهم)، بالتسويات واالجوديات !!
(طلعًوهم)
:: ومن أخبار من يسمونهم بالقطط السمان، لقد تم إطلاق سراح أحدهم، وقد يكون ( أسمنهم)، وهو أيضاً (آخرهم)، بحيث لم يعد في سجون المال العام غير القطط الضعاف و (الفارات)،
والأخيرة تعني – بلغة الشباب – الأغبياء الذين لا يتقنون فن نهب المال العام.. إذ قالت المصادر لقد تم إطلاق سراح رجل المال والأعمال، نائب رئيس مجلس إدارة بنك الخرطوم فضل محمد خير، بعد موافقته على دفع ما يسمونها بالتسويات، ومقدارها ٦٠ مليون دولار و 500 مليون جنيه، وعلى أن يبيع أسهمه في بنك الخرطوم والمقدر نسبتها ب (25%)..!!
:: وقالت ذات المصادر أن هناك رجل أعمال هو من قاد مركب الجودية.. (لاجديد)، أي لم تُخيًب السلطات ظن الناس ..والمؤسف، عندما أطلقت هذه السلطات حملة مكافحة الفساد ثم حبست ما أسمتهم بالقطط السمان، استبشرنا خيراُ وقلنا لبعضنا ربما عرفوا درب العدالة (أخيراُ)..وعلى هذا الأمل، كنا نهلل ونكبُر ونصفق على ملاحقة القط السمان، قطاً تلو الآخر، بمظان أن السلطات تعمل لصالح العدالة والإصلاح ..ولكن يبدو أن نهج السلطات – كالعهد به دائماً – يعمل ضد العدالة، بدليل عدم مرور القطط السمان بقاعات العدالة قبل عودتهم إلى دريارهم ..وقد نصبوا صيوان الفرح، وتلقوا التهانئ ..!!
:: وما لم يكن قد تم تعديل القوانين (سراً)، فإن المُعتدي على المال العام يُعاقَب بالسجن أو بالسجن والغرامة أو بالإعدام، وليس بالتسويات.. فالتسويات في قضايا المال العام بمثابة حافز للفاسد ليواصل فساده منتهى اللامبالاة.. وعليه، فإن المُسمَّاة بالتسويات مع القطط السمان خارج قاعات المحاكم وبلا علم وتدخل القضاة، تعني أن نهج الحكومة قد مضى في في هذه القضية على ذات خطى النهج المعروف و الراسخ من قديم الزمان و المسمى اعلامياُ بنهج (خلوها مستورة)..نعم، تبرئة القط السمين بالتسوية قبل أن يعرف المواطن تفاصيل ما حدث للمال العام نوع من وأد العدالة و دفن الحقائق..!!
:: وعليه، لم يعد هناك أي أمل في الاصلاح الشامل، لأن هناك نصوصاً عقابية كان يجب أن تُطبِّقها أجهزة الدولة النيابية والعدلية – بالعدل والمساواة وبلا محاباة أو محسوبية – على من اعتدوا على أموال المصارف وغيرها من الأموال العامة، قططاً سماناً كانوا أو تماسيحَ أو ثعالب، أي كما تطبقها على (الفارات)..ولم تشمل تلك النصوص عقاباً من شاكلة (التسوية) أو (الجودية) التي يقودها رجل أعمال، بحيث ينفذ عبرها أي قط سمين من دائرة العدالة بلا عقاب..وليس عدلاً ولا إصلاحاً إذا سرق الضعفاء قوت يومهم (سجنًوهم) وإذا سرق السمان أموال البنوك (طلعًوهم)، بالتسويات واالجوديات ..!!
:: كانت هناك عمليات مرابحات صورية تحصل عليها رجل الأعمال فضل محمد خير – الخارج بالتسوية – من بنك الخرطوم، لشراء طائرة وماكينات طائرات لشركتين تتبعان له).. وعدد المرابحات التي تحصل عليها نائب رئيس مجلس إدارة بنك الخرطوم بموافقة إدارة البنك – كما قالت المصادر – أربع مرابحات على التوالي.. (8) ملايين و(300) ألف دولار، (36) مليون درهم إماراتي، (373,500,000 جنيه)، (5) ملايين درهم إماراتي)..ويُعد نوعاً من ظلم الناس والبلد أن يتم الحكم على جريمة بحجم المرابحات الصورية بالتسويات والجوديات رغم أنف القوانين والمحاكم ..!!
الطاهر ساتي