اقتصاد وأعمال

صناعة الدواء.. محاولة لتقليل فاتورة الاستيراد


تواجه الصناعات الدوائية المحلية بـ 18 مشكلة تعوقها ما أقعدها من انتشارها والمساهمة في تقليل فاتورة الاستيراد، وظلت هذه المعيقات عقبة كؤوداً ما جعل الأدوية المصنعة محلياً تغطي ما بين 25-30 % من الاستهلاك الكلي للدواء، وهي نسبة ضعيفة جداً مقارنة بالدول التي نهضت بصناعة الأدوية متجاوزة نسبة تغطيتها الـ60%.

وتواجه صناعة الدواء في السودان تحديات كبيرة في الحصول على العملات الأجنبية لاستيراد مدخلات الإنتاج التي تقدر بمائة مليون دولار سنوياً، وتعاني أيضاً من مشكلات طال أمدها وحالت دون توفير احتياجات البلاد الدوائية، ومن أبرز تلك المشكلات قدرة المصانع على مواكبة تطورات الصناعة الدوائية، بالإضافة إلى سياسات التسعير، وفرض الرسوم الجمركية على المواد الأولية اللازمة لإنتاج الدواء.

أوقات التصنيع

ويؤكد الدكتور الصيدلاني محمد صالح عشميق لـ(الصيحة) أن أهم معوقات التصنيع الدوائي في البلاد تتمثل في الضرائب والرسوم الحكومية وشبه الحكومية المتعددة في المركز والولايات، وقال إن صناعة الدواء في البلاد يجب أن تشجع بالإعفاءات باعتبارها صناعة إستراتيجية تستفيد منها البلاد في تغطية حاجتها من الأدوية وتصديرها خارجياً خاصة وأن السوق الأوربي متاح للسودان في مجال تصدير الأدوية، لافتاً الى ضرورة الإعفاءات الجمركية لمدخلات إنتاج الأدوية فضلاً عن القوانين الموجودة خاصة الاستثمار والإجراءات الإدارية الكثيرة المفروضة على صناعة الأدوية تحتاج إلى تبسيط وتسهيل، وطالب القطاع المصرفي بمنح الصيادلة ومن يعمل في مجال التصنيع الدوائي تمويلاً ميسراً يخصص للصناعة الدوائية.

وقطع عشميق بأن الكوادر السودانية مؤهلة في صناعة الأدوية إضافة الي أنها تمتلك إمكانيات عملية وخبرات كبيرة لكنها هاجرت للعمل في مصانع عالمية، وطالب المجلس القومي للأدوية والسموم بالتصديق لمصانع جديدة وتبسيط الإجراءات وتقليل الرسوم المادية مع زيادة الرقابة، ونادى بتقليل أو إلغاء الرسوم السنوية التي تدفع للتسجيل.

مصانع طبية

وبحسب وزارة الصناعة التي أقرت بوجود مصنع للأدوية البشرية وآخر للأدوية البيطرية، و4 مصانع للمحاليل الوريدية و2 لمطلوبات غسيل كلى و3 للمستلزمات الطبية، بجانب 9 مصانع تحت الإنشاء، وتنتج المصانع 750 صنفاً دوائياً مثل الكبسولات والأقراص والشرابات والمطهرات والمراهم الجلدية منها 128 صنفاً تغطي الاحتياج المحلي بنسبة 100 %، 289 صنفاً بنسبة 80%، وأشار إلى أن البلاد مكتفية من حيث الكمية بنسبة 60% ومن حيث القيمة بنسبة 40%.

غياب رؤية

ويرى الخبير الاقتصادي دكتور الفاتح إبراهيم لـ(الصيحة) أن صناعة الدواء تعاني في الأساس من غياب رؤية واضحة من الدولة لتوطين صناعتها وفق أسس علمية تعود بالفائدة على الدولة، ورهن تحقيق فائدة على الدولة بأن تحقق هذه الصناعة الجودة المعقولة وفق المواصفات العالمية والإقليمية والتكلفة المعقولة بما لا يزيد عن 10% عن الدواء المستورد، إضافة إلى أن تسهم في توطين تقنية تصنيع الدواء بنسب ترتفع تدريجياً لتصل إلى دواء أغلبه مكون محلي، وأن تسهم في تشغيل عدد كبير من العمالة الوطنية، بجانب تدريب أكبر عدد ممكن من الطلاب والخريجين، وقال إن أسعار الدواء في السودان على أرض الواقع أعلى بكثير من جمهورية مصر على سبيل المثال البندول المصري يساوي 1/5 ثمن البندول السوداني، أما أدوية السكري والضغط في السودان المستوردة أو المنتجة محلياً أسعارها تقارب ضعف.

الخرطوم: مروة كمال
صحيفة الصيحة.