دراسة حديثة تنسف ما كنا نعرفه عن البشر وإنسان “نياندرتال”
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود العديد من علاقات الحب والزواج بين البشر وإنسان نياندرتال على مدى أكثر من 35 ألف سنة.
جاء هذا الاكتشاف إثر اختبارات عديدة للحمض النووي، بحسب علماء، وهو ما يتناقض مع أبحاث ودراسات سابقة أشارت إلى أن الجنسين لم يختلطا إلا نادرا.
ووفقا للدراسة الحديثة، فإن اختبارات الحمض النووي “دي إن إيه” أجريت على رفات وبقايا بشرية قديمة للجنسين اللذين عاشا جنبا إلى جنب في سهول أوراسيا (آسيا وأوروبا).
وأوضح الباحثون أن التزاوج بين البشر وإنسان “نياندرتال” بدأ بعد وقت قصير على هجرة الإنسان الحديث من القارة الأفريقية إلى سهول آسيا وأوروبا قبل نحو 75 ألف سنة.
يذكر أن الدراسات السابقة أظهرت أن ما نسبته 2 في المئة من شفرتنا الوراثية (حمضنا النووي) تعود إلى جينات أصلها إنسان “نياندرتال”، وأنها انتقلت إلينا عبر التزاوج بين الجنسين، بينما أشارت الدراسة الحديثة إلى وجود ما نسبته 12 في المئة من جينات “نياندرتال” في سكان شرق أسيا.
وبينما كان بعض العلماء يعتقدون أن الحمض النووي المشترك جاء نتيجة حالة تزاوج واحدة بين البشر وإنسان “نياندرتال”، فإن البيانات المستخلصة من مشروع “1000 جينوم”، الذي يرتكز أساسا على تحليل ورسم الخريطة الجينية لألف شخص من مختلف أنحاء العالم، تشير إلى وجود علاقات زوجية أكثر بين الجنسين، وبالتالي هذه النسبة من الحمض النووي لدى البشر ليست حصيلة حالة تزاوج واحدة.
وقال الباحث المشارك الرئيسي في الدراسة، الأستاذ في جامعة تيمبل في فيلادلفيا، جوشوا شرايبر: “أعتقد أنه كان هناك أكثر من عملية تزاوج بين الجنسين”.
وأشار إلى أن بعض المظاهر الرائعة أو المدهشة “نجمت عن الافتقار إلى تعريف واضح ومحدد للأجناس” في هذه الحالة، موضحا أنه من الصعب دائما “معرفة ما إذا كانت مجموعة منقرضة قد شكلت نوعا أو جنسا جديدا قبل انقراضها”.
وأضاف، في الدراسة التي نشرت في دورية “البيئة الطبيعية والتطور” أنه يتوقع أنه في فترة ما من التاريخ، عاشت مجموعتان مختلفتان من البشر في المكان والزمان نفسهما لفترة من الوقت، و”لا بد أنهم تزاوجوا أو على الأقل حصل تواصل جنسي بينهم”.
من ناحيته قال أستاذ علم الجينات فابريزيو مافيسوني إن سيناريو وجود علاقات متعددة بين الإنسان الحديث وإنسان “نياندرتال” يتناسب تماما مع وجهة النظر القائلة بوجود علاقات متشابكة ومتكررة واختلاط بين عدة أجناس بشرية مختلفة.
فقد أظهرت دراسات حديثة، على سبيل المثال، وجود اختلاط جنسي بين عرق بشري منقرض هو إنسان “دينيسوفا”، مع كل من إنسان “نياندرتال” والبشر في مناسبات عدة.
وإنسان “دينيسوفا” هو عرق بشري منقرض كان يعيش في جنوب سيبيريا قبل أكثر من 41 ألف سنة بحسب اكتشافات تمت قبل عقد في كهف دينيسوفا في سيبيريا.
وفي تلك الفترة من الزمن، أي قبل نحو 40 ألف سنة، كانت تتعايش 3 مجموعات بشرية مختلفة معروفة جنبا إلى جنب، وحدثت بينها علاقات تزاوج، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميرور البريطانية.
وتظهر آثار وجود هذه الأجناس البشرية في خريطة الجينوم البشري، منها على الأقل 2 في المئة من إنسان “نياندرتال”، مع العلم أن دراسات أخرى للحمض النووي أظهرت أن سكان شرق آسيا ورثوا نحو خمس الحمض النووي لإنسان “نياندرتال” مقارنة بالأوروبيين.
وبحسب الدراسة العلمية الأخيرة، فإنه يبدو أن العلاقات المتشابكة كانت قائمة بين إنسان دينيسوفا وإنسان “نياندرتال” في سهول أوراسيا قبل أكثر من 50 ألف سنة، ثم تزايد تعقيد هذه العلاقات مع وصول الإنسان الحديث إلى المنطقة قبل 40 ألف سنة، وصارت العلاقات أكثر تشابكا.
سكاي نيوز