منوعات

ما سر ارتباط “الفشار” بمشاهدة الأفلام في السينما؟

يُعد الفشار أو الذرة المحمصة من أقدم المأكولات في العالم، وعرفت قبل 7000 عام في القارة الأمريكية، حيث وجدت آثارها في كهوف حول القارة ووصلت إلى أوربا في القرن الخامس عشر، وزادت شعبيتها في القرن التاسع عشر عندما اكتشف صانع الحلويات أمريكي ماكنية لصنع الفشار بآلة تحميص الفستق وبدأت الآلة في الانتشار في معارض والكرنفالات.

وبعد تقنين السكر في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، استبدلت الحلوى في صالات السينما بالفشار لسهولة صنعها ورخص ثمنها، وزاد الإقبال عليه، وكانت دور السينما تسمى المسارح و هدفها هو عرض المسرحيات ونشر الوعي و الطرق التعليمية و الثقافة لذلك كانت تبعد عنها المواد الغذائية خاصة في ساحاتها لأن تناول الفشار يسبب الإزعاج و تشتيت الانتباه و ترك بقايا الطعام من طرف المتابعين أثناء العرض، وفق ما نشره موقع “بي بي سي”.

ومع بداية سنة 1927 فقد أصبحت ساحات السينما بعيدة عن القراءة و الكتابة و طرح الأفكار التثقيفية و أصبحت طريقة لجذب الناس من أجل التسلية و المرح. فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت تعاني من الكساد الكبير مما زاد نسبة البطالة، فأصبح الشباب يبحثون عن التسلية الرخيصة لإضاعة الوقت لا أكثر، فاتجهوا إلى السينما و دور عرض الأفلام، وكان الفشار الوجبة الأفضل والأرخض للتسلية.

بالرغم من أن المسارح لم تكن مجهزة لاستقبال آلات الفشار، إلا أن البائعين المستقلين كانوا أول من باع حبات الذرة الذهبية للمستهلك، و كان حينها سعرها رخيصًا لا يتجاوز 10 سنتات، الشيء الذي جعلها في متناول الجميع، مع مرور الوقت بدأ بائعي الفشار ينتشرون أمام كل دور العرض و خارج المسارح وفي ساحات السينما لبيع الفشار لزوار السينما.

وعندما لاحظت شركات وإدارات دور السينما إقبال الناس على شراء الفشار كأمر روتيني لمتابعة الأفلام، منعت الباعة المتجولين من بيعها بأنفسهم و اشترت ماكنات لتحضير الفشار لبيعها للزبائن بسعر أقل كلفة حتى تجذب الناس إلى شراء تذاكر الأفلام و بالتالي تستطيع تحقيق الربح في فترة الكساد الاقتصادي.

مصراوي