تحقيقات وتقارير

فيما أبدت التاجرات عن حسرتهن وفجيعتهن .. حريق سوق الكريمات (يكوي) قلوب الفتيات!!

هلعٌ وذعرٌ يُسيطران على عَددٍ كَبيرٍ من النساء اللائي تحسّرن على ما أصاب سوق الكريمات بأمدرمان من حريقٍ كبيرٍ قَضَى على الأخضر واليابس بالسوق، الفجيعة التي أصابت النساء كبيرة فبعضهن كان السوق مصدر رزق لهن، إذ يعملن على الشراء من تُجّار الجملة وتَوزيعها بالأقساط على الأحياء والمكاتب، ومصيبة البعض الآخر تمثلت في استخدامهن لكريمات التفتيح التي لا شك سيتضاعف سعرها بالمحلات التّجارية التي سَيعمل أصحابها على استغلال الوضع.

(1)
أم كريم كَانت تقف عند مَتجر لم يَتبقَ منه سوى حسرة صاحبه ودُمُوع زبائنه، إذ احترق بالكامل، وكانت أم كريم تبكي بحرقة وتصف صاحبه بأجمل الصفات، اقتربت منها فحدّثتني قائلةً: (أنا أم لأربعة أطفال، توفي والدهم ضحية حادث سير لم يترك لنا شيئاً، فاتجهت للتجارة وكانت تجارة الكريمات الأسهل والأربح، أصبحت زبونة دائمة للعميد وهو الاسم الذي اشتهر به صاحب المتجر، أدفع نصف ثمن البضاعة من ثَمّ أعود لأكمل الباقي عند تَوزيعها، لكن وبعد ما حدث لا أدري ماذا سيكون مصير أطفالي، فَأنَا لا خبرة لي سوى تلك التجارة)، واصلت نواحها وغادرتها وفي القلب حسرةٌ والعقل ألف سؤال لا إجابة له.

(2)
ذات الأمر تمر به سعدية الوكيل، التي ظلّت تعمل في بيع العطور النسائية لأكثر من عشرة أعوام، سعدية حالها حال غيرها من النساء اللائي تركهن أزواجهن في مُنتصف الطريق إلى جهة غير معلومة تاركاً خلفه الزغب الصغار دُون حضن يأويهم فيصبح لا خيار أمام الأم إلا الاتجاه للعمل حتى تقف أمام الظروف، سعدية لها خبرة في صناعة العُطور النسائية فاتّجهت صوب السوق وأفلحت في خلق ثقة بينها وبين إسماعيل صاحب محلات الأميرة للكريمات والعُطُور، وأصبحت تأخذ منه احتياجاتها على أن يكون الحساب نهاية كل شهرٍ، سعدية أكّدَت أنّها لم تتأخّر يوماً وحتى إن حَدَثَ لا يسعى إسماعيل في الضغط عليها بضرورة التسديد، لذا جاءت والحسرة تكسو وجهها ودُمُوعها تَسبق خطواتها لما آل إليه حال الرجل، مُتمنيةً أن يخلف الله عليه بما هو أبرك من ما مضى.

(3)
أما حسرة كثير من الفتيات فتمثلت في الارتفاع الذي ستشهده أسواق الكريمات في الأيام المُقبلة بعد الضَرر الكَبير الذي لحق بسُوق الجُملة، قالت (ف. م): بلا شك سيلجأ أصحاب المَحلات التجارية التي تَعمل في البيع بالقطاعي إلى زيادة أسعار كريمات البشرة استغلالاً للوضع، لافتةً إلى أنّ بعضهم بدأ فعلياً في الزيادة منذ اليوم الأول للحريق، ومضت صفاء في ذات الاتجاه قائلةً: (كُنّا نحرص على اقتناء مُستلزماتنا من سُوق الجُملة هرباً من جشع تجار القطاعي، لكن الآن مُجبرون على التعامل معهم رغم إيماننا بأنّنا سنعمل على الشراء بأضعاف سعر الجُملة).

أمدرمان: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني