مكي المغربي

عن الترابي … وعن كرتي والخارجية!

[JUSTIFY]
عن الترابي … وعن كرتي والخارجية!

كتبت في مدونتي ونقلتها الزميلة الحرة … “الترابي ليس شيخي ولا أرتضي مواقفه السياسية ولا فتاويه ولكنني أقدره وأحترمه جدا وتملكني سعادة غامرة عندما أراه بخير”. بعضهم انتقدني وتوهم أن الترابي ملكه وأن حب الترابي أو الحفاوة به يجب أن تكون حكرا على من يعتنق مذهبه الفكري ويبصم على صحة فتاويه ويرى صحة الخيارات السياسية التي يتبناها. باختصار يجب أن يكون حركة إسلامية كارب. ومؤتمر شعبي قاطع. ووفق هذا التعريف لا يعتبر كمال عمر جديرا بالترابي لأنه ليس من “الكاربين”. وأضيف على ما قلته أن الترابي رجل شجاع ولا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلا. ورجل زاهد في الدنيا وفي المال. وصاحب أخطر عقلية فكرية وسياسية ولكن كل هذا لا يجعله معصوما من الخطأ. وحسب تقديري أن الترابي كان مخطئا في موقفه وموقف السودان إبان احتلال الكويت وحرب الخليج. وتقديراته كلها بنيت على رمال متحركة وحسابات خاطئة لموازين القوى. وهذا الخطأ يدفع السودان ثمنه حتى الآن ولا عبرة بالحديث عن أن موقف السودان الرسمي “المعلن” كان صحيحا. كل الناس يعلمون أن المظاهرات التي خرجت وهتفت في ذلك الزمان لا تخرج إلا بحشد وتخطيط رسمي وكل ما يكتب في الصحف في تلك الأيام يمثل الحكومة حرفا حرفا. فالدولة أخطأت وعقلها المدبر وهو الترابي أخطأ. بل إن من مصادر قوة الإنقاذ التي أطاحت بالترابي أنها راجعت دربها وغيرت طريقها واتخذت قرارا بحل “المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي”. هذا نموذج للتأكيد على أن الترابي بشر مثل سائر البشر يخطىء ويصيب وللجماهير السودانية مطلق الحق في انتقاده وتفنيد مواقفه وأن يصاحب هذا حب وتقدير حقيقي وألا يتم احتكار الترابي لصالح أتباع مذهبه او حزبه. أو الأستاذ كمال عمر. تاني كمال عمر. نعم تاني وتالت ورابع. لأنني أيضا أحترمه وأقدره ولكنني لا أرتضي هوانه ولهثه وراء العلمانيين بغرض إرضائهم وحيازة صك رضى ديموقراطي منهم. يا استاذ كمال طالما أنك إسلامي مافي شيوعي أوعلماني بعترف بديموقراطيتك. اقنع منها.
* همس في أذني صديقي في مؤسسة سيادية كبرى. هل تنتقد صاحبك وشيخك علي كرتي معلقا على حديثي للسوداني بالأمس في نقد الخارجية وأعمدتي عن “القطب الجمهوري سوني لي”. قلت له علي كرتي “بمرق الحد فوق الطندبة” واسأل عنها الشيخ الزبير محمد الحسن. أنا لم أنتقد علي كرتي ولكنني رجعت لمدير مكتبه بغرض معالجة الموقف وليس بغرض الحصول على تصريحات لأنني لست “مخبر” أنا إعلامي وصاحب ركوز في هذا المشروع وصاحب اسم وقلم في الصحافة الإقليمية قبل المحلية وقد كان غرضي المعالجة الوقائية والمبكرة. وقد قصدت خيرا فلم أجد التجاوب الكافي، ولا أعتقد أن منهج “نفض العقرب” مفيد، لأن الغرض منه البحث عن كبش فداء لإلصاق الخطأ فيه والخروج بالسلامة. لم أبحث عن سبق كتابي وقد ضحيت بتأجيل تعليقي وعمودي من السبت إلى ما بعد ذلك لأن الغرض ليس تسجيل اكتشاف حول خطأ الدولة. الغرض هو المساهمة في المعالجة ما استطعت إلى ذلك سبيلا وحتى بعد أن “وقعت الفاس في الراس”. أحتفظ حاليا ببعض ما أعرف تفاديا لتوسيع الفتق.
* للغرابة كنت قد افتخرت قبل أيام بأن الخارجية أقوى وزارة على مستوى القيادة وعزوت ذلك لشخصية الوزير كرتي ووزير الدولة كمال الدين والوكيل الجديد الأزرق. وعمودي موجود ولكن يبدو أن هذه القيادة عليها أن تراجع المستويات الأدنى منها.

[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني