عاد إلى البلاد عصر أمس الصادق المهدي بالخرطوم.. التفاصيل الكاملة
الرابعة عصر أمس الأربعاء كانت طائرة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي تحط بمطار الخرطوم عائدة من أديس أبابا التي تعتبر آخر محطات المهدي في غيابه الذي دام أكثر من عشرة أشهر كاملة، طاف خلالها على عدد من البلدان أبرزها مصر وبريطانيا وهولندا وإسبانيا والأردن والمالديف، ثم أديس أبابا.
قف ممنوع المرور
الطريق إلى المطار كان مليئاً بالمتعرجات وتقاطع المرور حيث لم تسمح السلطات لأي مجموعة سواء كانت إعلامية أو سياسية بالحضور للمطار، وكانت ثمة لائحة بها أسماء المسموح لهم بالحضور إلى المطار لاستقبال الإمام المهدي، لم يستغرق الرجل وقتاً طويلاً بالمطار ثم غادر ركبه صوب مسجد الخليفة على وجه السرعة.
استقبال حكومي
حرصت قيادات مقدرة من داخل المؤتمر الوطني على استقبال المهدي بالمطار أبرزهم رئيس القطاع السياسي د. عبد الرحمن الخضر والأمين السياسي بالحزب د. عمر باسان ومساعد رئيس الجمهورية اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي.
الطريق للمسجد
المئات من أنصار حزب الأمة هرعوا من العاصمة والولايات لاستقبال الصادق المهدي حيث اكتظ مسجد الخليفة بعشرات البصات القادمة من الولايات وهي تحمل أنصار حزب الأمة القومي، الصادق المهدي وصل الى مسجد الخليفة لحظة رفع آذان المغرب بعد أن قام المهدي بإمامة الحضور في صلاة المغرب اختلط الرجال بالنساء داخل المسجد وهو يؤذن لصلاة المغرب خلف زعيمهم الصادق المهدي.
احتشاد كبير
كل قيادات حزب الأمة القومي من لدن الأمين العام سارة نقد الله، ونوابه اللواء (م) فضل الله برمة ناصر ومريم الصادق المهدي وإبراهيم الأمين شكلواً حضوراً كبيراً في باحة مسجد الخليفة.
ماذا قال الإمام لأنصاره
وجد الإمام المهدي صعوبة بالغة في الوصول للمنصة التي نصبت له لمخاطبة الجماهير حيث اعتلى المهدي المصنة وسط هتافات دواية وهي تردد (الله أكبر ولله الحمد)، ثم بدأ كلمته قائلاً أريد أن أوضح لكم جرد حساب لفترتي بالخارج، حيث شاركت في ست محاضرات للتوضيح للرأي العام العالمي قضايا السودان الداخلية، مبيناً أن هذه المحاضرات عقدت في الأردن وجزر المالديف ونادي مدريد للوسطية.
هجوم هادئ
بعدها هاجم المهدي سياسات النظام، وقال إنها أوصلت البلاد لأوضاع بالغة التعقيد، مستشهداً بمطالبة أحد مناصري النظام بضرورة حدوث انقلاب عسكري، وقال إن النظام الحالي بلغ قمة الفشل، ويجب تغييره وأن السودان يعاني اقتصادياً والنظام المصرفي يتهاوى مذكراً بارتفاع أسعار الدولار والسلع. وقال المهدي إن الفساد صار متحكماً في مفاصل الدولة، وقال إن قيادات من النظام بدأت تقر بتأزم الأوضاع.
هجوم على أمبيكي
ثم أطلق المهدي نيراناً حارقة صوب صدر الوسيط الأفريقي ثامبيو أمبيكي واتهامه بإفشال جولة المشاورات الأخيرة، وقال إن الآلية الأفريقية قدمت الدعوة لكل مكونات نداء السودان بالداخل، ولكن رفضت مقابلتهم بحجة أنهم لم يوقعوا على خارطة الطريق، ووصف المهدي أمبيكي بالمتخبط الذي أغرق الجميع في (شبر موية)، وكشف المهدي عن لقائه مع وفد الحكومة بأديس أبابا تناقش معهم وقف العدائيات الدائم، وكفالة الإغاثات وإيصالها لمناطق الحرب، وأبدى استعداده لمناقشة ما يخص الانتخابات والأمور التي تجعلها حرة ونزيهة.
مذكرة للرئيس
في أثناء كلمته اقترح المهدي على أنصاره كتابة صيغة عقد اجتماعي تحت مسمى صيغة الخلاص الوطني تتداعى إليها كل القوى السياسية ومكونات المجمتع المدني وزعماء القبائل، وتحتوي الصياغة على عدد من النقاط أهمها تكوين حكومة قومية برئاسة وفاقية عطفاً على وقف الحرب وإيصال الإغاثات والإفراج عن الأسرى والمعتقلين وإتاحة الحريات وعقد مؤتمر دستوري جامع ومن ثم قيام انتخابات حرة ونزيهة بعد المؤتمر الدستوري.
إحباط للجماهير
أثناء خطبته قال المهدي إنه يملك روشتة للتغيير، ثم صمت طويلاً بعدها بدأت الجماهير بالهتاف، وتعالت أصوات الأنصار وهي تنشد التغيير وتطالب بإسقاط النظام وهي تردد حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب، بعدها قال المهدي إن حماس الشباب يجعلهم ينشدون التغيير ولكن روشتته، تنص على كتابة عقد اجتماعي كما فصلت أعلاه.
ماذا قال الدقير
رئيس أحزاب نداء السودان بالداخل ورئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير تحدث في منبر استقبال المهدي بقوة واحتوت كلمته على أهمية توحيد المعارضة بكل أطيافها وأن الزمن لا يسمح بأي تفرقة أو شرذمة، وقال: رغم اتهامنا بالكذب والهجوم علينا بسبب جولة أديس أبابا إلا أنني أقول إن مشاورات أديس أبابا كانت ناجحة، لأننا رفضنا تجزئة القضية السودانية، وعدم الدخول مع الحكومة في أي شراكة، بيد أنه عاد وقال إنهم يشجعون جلوس الحركات المسلحة مع الحكومة بغرض إيقاف الحرب والمساهمة في تحقيق السلام وإنهم يفضلون التعاطي السياسي مع النظام، وعدم ترك الساحة الدولية له، وقال الدقير إن الأوضاع الاقتصادية أصبحت مزرية وتتطلب التغيير الفوري.
مريم الصادق تتحدى
نائب رئيس حزب الأمة القومي، د. مريم الصادق قالت (للصيحة) إن الوطن أصبح مهدداً بالتفكك وإن تماسك الشعب صار عسيرًا لذلك عودة الصادق المهدي هدفها إيجاد مخرج وطني يجنب البلاد كل الويلات.
وحول عودة والدها دون مساءلته من السلطات التي دونت ضده بلاغات قالت مريم الصادق لا يوجد أي اتفاق مع الحكومة أو تسوية، مضيفة نحن نراهن على الشعب ووطنيته، وقالت نعم هنالك بلاغات مفتوحة ضد المهدي منذ نوفمبر وأبدى استعداده لمجابهة هذه البلاغات لأن كل تحركاتهم كانت من أجل الوطن وسلامته وإيجاد مخرج آمن، وحول استقبال قيادات الوطني للمهدي قالت مريم لا نستغرب أي خير يأتي من أي جهة، ولكن استقبالهم لا يعني أي شيء إلا إذا كان بيانًا لعمل يتسم بالوطنية، وأضافت هنالك شخصيات تم استقبالهم وأخذوا معهم الصور التذكارية وتعلمون وضعهم الآن.
إبراهيم الأمين فرحاً
د. إبراهيم الأمين القيادي بحزب الأمة القومي، قال (للصيحة) إن الإمام المهدي مهموم جداً بقضايا السودان ويسعى لإيجاد حلول سلمية لكل قضايا البلد ومن ثم إحداث تحول ديمقراطي حقيقي ووقف الحرب وإحلال السلام، وأبدى الأمين سعادة بالغة بعودة المهدي للوطن.
مشاهدات
عدد من السفراء العرب والغربيين شاركوا في استقبال الصادق المهدي، رئيس حركة التحرير والعدالة القومي التجاني سيسي كان حضوراً وظل واقفًا طوال فترة خطبة الإمام المهدي، الفنان سيف الجامعة حضر ولكنه لم يتغنّ وفقاً للبرنامج المصاحب الذي ألغي بسبب وفاة شقيق الإمام المهدي.
الخرطوم… عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.