الخرطوم تتحول لقرية هادئة سكانها قوات الشرطة بالتزامن مع يوم تظاهرة تجمع المهنيين

إنتشرت صباح يوم الإثنين تشكيلات مختلفة من قوات الأمن الخاصة والشرطة وسط العاصمة السودانية الخرطوم، حيث طوقت ما يعرف بصينية القندول وميدان أبو جنزير، وبحسب جولة لمحرر كوش نيوز في المنطقة المركزية للخرطوم شاهد أعداد كبير من الشرطة في معظم الشوارع التي تؤدي الى مركز المدينة وبصورة كثيفة جداً حول القصر الرئاسي.

ويأتي الإنتشار الكثيف للشرطة بعد دعوات إنتشرت عبر وسائط التواصل الإجتماعي تدعو لحشد جماهيري يوم الإثنين عند الواحدة ظهراً وسط الخرطوم ،دعا اليه تجمع “المهنيين السودانيين” وهو تجمع جديد وغير معروف القيادة

وتأتي دعوة “تجمع المهنيين السودانيين، إلى التظاهر عشية احتفال البلاد “بذكرى استقلالها الـ 63 وإحتفال المواطنين برأس السنة الميلادية الجديدة، وذلك للمطالبة برحيل النظام”، وتنحي الرئيس عمر البشير الذي يحكم السودان منذ العام 1989م.

وتعتبر هذه الدعوة هي الثانية، بعد الأولى التي نظمها التجمع في 25 ديسمبر 2018 بالعاصمة الخرطوم وعدد من الولايات السودانية، وقد وصف نشطاء أن مشاركة الجماهير لم تكن بالقدر المطلوب بالإضافة لتعامل الشرطة السريع بقمع التظاهرات وتفريغها بالغاز المسيل للدموع.

وقال بيان تجمع المهنيبن أن النظام وبعد دخول الثورة أسبوعها الثاني “بات يترنح أمام الضربات المتتالية التي يتلقاها من قوى الشعب السوداني الحية”.

وأوضح البيان أن الجميع اقترب خطوات من الهدف القاضي “بإسقاط النظام والترتيب لتحول ديمقراطي يكفل الحرية والحقوق”.

ورفعت القوات الأمنية في السودان منذ نحو أكثر من 10 أيام درجة الإستعداد والتأهب لمواجهة أثار الغضب الشعبي والتظاهرت التي إندلعت في العديد من المدن السودانية بسبب الأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد من غلاء في الأسعار وشح في الخبز والمحروقات، وكانت أعنفها في مدينة عطبرة شمالي السودان فيما شملت مدن اخرى مثل مدني، وبورتسودان، دنقلا، والقضارف، فيما عاد الهدوء لمعظم مدن السودان وإنحسرت موجة الإحتجاجات في الأيام الماضية عدا التي سينظمها تجمع المهنيين اليوم الإثنين.

وعند الساعة التاسعة من صباح الإثنين بحسب توقيت السودان يقول مراسل “كوش نيوز “وسط الخرطوم يبدو شبه خالياً من حركة المواطنين المعتادة ،مع وجود غير مسبوق لقوى الأمن المختلفة تنشر وهي مدججة بالأسلحة المتنوعة”، ويضيف “الخرطوم هادئة جداً كأنها قرية، وسكانها جنود الأمن”.

وفي إستطلاع لعدد من المواطنين وسط الخرطوم أجراه مراسل كوش نيوز عن توقعاتهم للمسيرة، إمتعض البعض من تصرف الحكومة التي بات من الواضح أنها تجهز لقمع المتظاهرين وقال أحد المواطنين لكوش نيوز “كان يجب على السلطات أن تسمح لنا بالإحتجاج وأن الدستور السوداني يسمح بالتظاهر، لماذا يمنعونا من حقنا”، وفي لقاء مع مواطن أخر يعمل بالتجارة يقول “بسبب المظاهرات لقد تعطلت مصالحنا وتوقفت أعمالنا ولا نعرف ماذا يخبئ المستقبل”.

ويعاني السودان من أزمات في الخبز وشح في المحروقات التي تحظى بدعم حكومي كبير وكذلك صعوبة في الحصول على النقد من المصارف، مما شكل معاناة كبيرة للمواطنين، ودفع سكان العديد من المدن السودانية في تظاهرات وإحتجاجات ضد الغلاء في الأيام الماضية وتحولت بعض شعارات الإحتجاجات للمطالبة بتنحي الرئيس وحكومته.

الخرطوم (كوش نيوز)

Exit mobile version