صلاح حبيب

خطاب الرئيس بقاعة الصداقة


خاطب رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” عدداً كبيراً من المهنيين والنقابات والمرأة بقاعة الصداقة، أمس تناول فيه الاستهداف الذي تعرضت له الحكومة خلال الفترة الماضية، ووصفها بالإرهاب والحصار الذي استمر لأكثر من عشرين عاماً، وتحدث عن الفقر، وقال نحن أبناء فقراء، والدي كان يعمل في مزرعة بكافوري، وأنا كنت أعمل عاملاً في البناء، مما تعرضت إلى الإصابة جراء سقوطي من السقالة التي كنت أصعد عليها وأحمل الخرسانة وفقدت أحد أسناني، “البشير” تحدث بصراحة إلى الجماهير المحتشدة من المهنيين وغيرهم ممن تداعوا إلى اللقاء الصباحي، ولكن الخطاب لم يتطرق إلى الحلول الجذرية للمشكلة الاقتصادية التي خرجت المظاهرات بسببها، ولكنه تحدث عن مشكلة المعاشيين الذين ينبغي أن تهتم بهم الدولة، لأنهم قدموا الكثير إلى هذا الوطن، بالإضافة إلى حديثه عن زيادات المرتبات، الإنقاذ تعرضت الأيام الماضية إلى امتحان عسير بسبب الضائقة المعيشية التي جعلت المواطنين يخرجون إلى الشارع في محاولة الضغط على الحكومة لإيجاد حل لها، ولكن يبدو أن الحل مستعصي في هذه الأيام القلائل.. ولكن هناك محاولات من قبل الحكومة خاصة في ما يتعلق بتوفير الخبز والوقود (البنزين) حتى تطمئن الشارع بإيجاد الحل ولو بقدر معقول ريثما تصل إلى الحل النهائي عبر الودائع التي يتوقع أن تدخل إلى خزينة الدولة الفترة القادمة، كما ذكرت الحكومة، وقالت إنها تأتي من بعض الدول الصديقة العربية خاصة، أن الودائع إذا فعلت التزمت تلك الدول بها فإن الأزمة التي كانت سببا في اشتعال الشارع تكون قد انتفت، إلا إذا كانت هناك مطالب سياسية أخرى، كما نادت بها بعض الأحزاب التي انسلخت من الحكومة كحزب الأمة التابع للسيد “مبارك الفاضل” أو حزب (الإصلاح الآن) التابع للدكتور “غازي صلاح الدين” وهؤلاء يطالبون الحكومة بالرحيل، إن الحكومة لابد أن تستبق تلك المطالب الحزبية برحيلها بتوفير المطلبات الأساسية للشعب وهي مطالب بسيطة إذا قارناها بالطموحات التي تنادي بها بعض شعوب العالم.

في إفادة أمس إلى قناة العربية، حول خطاب السيد الرئيس وهل ما ذكره كافياً لتهدئة الشارع، فقلت إن الخطاب كان ينبغي أن يكون أكثر وضوحاً في حل المشكلة الاقتصادية وتفعيل القوانين التي توقف تصاعد الأسعار من قبل التجار وتوفير الخبز والوقود والسيولة النقدية مع تحديد فترة زمنية للحل أقصاها أسبوع على الأقل.. وإلا فإن المحتجين لن تتوقف مسيراتهم ولن يهدأ الشارع خاصة أن المشكلة لم تكن اقتصادية، بل تحولت إلى مطالب سياسية، فإن لم يتم احتواؤها سريعاً سوف تتصاعد وتخرج تماماً من المطالب الاقتصادية، والسيد الرئيس ذكر أن هناك استهدافاً وإن هناك متربصين.. ففي ظل عدم حل الأزمة فالسياسة ستكون لها الغلبة، وحتى تفوت الحكومة الفرصة على المتربصين كما قال الرئيس لابد من استعجال الحل الاقتصادي والعمل على تنشيط المبادرة التي قام بها أصحاب العمل، لدفع المواطنين ورجال الأعمال والشركات بإعادة مبالغهم إلى البنوك من جديد، فإعادة النقود إلى البنوك وتوفرها سيمنح المواطنين الثقة من جديد في الحكومة وفي البنوك وربما يكون محاولة لامتصاص غضب الجماهير، فتهدئة المواطنين بتحقيق تلك المطالب تكون حجة خروج الجماهير إلى الشارع قد انتفت تماماً.. طالما الخروج كان بسبب السيولة والخبز والوقود.

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي