أم وضاح

ده ما وقت كلام ..!!


حتى الآن ورغم الاحتجاجات العاصفة التي شهدتها البلاد مؤخراً حتى الآن، لم تقدم الحكومة أي حلول حقيقية أو لنقل مقترحات لحلول آجلة وعاجلة تقلل بها من حالة الاحتقان وعدم التفاؤل الذي يسود الأجواء ويظلل عليها، والحكومة الآن تعلم أنه ما عادت هناك جدوى للسكوت أوغطغطة المشاكل والمد الشعبي جر الغطاء عنها حتى انكشفت عورتها في وضح النهار، وبالتالي المطلوب الآن أن تكون هناك حزمة من القرارات الاقتصادية التي تسهم في استقرار الوضع الاقتصادي، صحيح ليس منطقياً أن تتنزل الحلول إلى أرض الواقع، ونجد أنفسنا نتمرق في النعيم فجأة، لكن على الأقل الاجتهاد والسعي لإيجاد حلول يشعر المواطن بأن مطالبه واحتجاجاته لم تضع هباءً منثوراً، لذلك فإن الخطابات التي توجه هذه الأيام للمواطن يجب أن تكون عميقة، وفيها إشارات وإضاءات مبنية على أرقام وثوابت بأن هناك حلولاً قادمة في الطريق، لا سيما وأن من يعارضون الحكومة يمتلكون عبر الأسافير منصات إعلامية للترويج لفشل الحكومة ووقوفها عاجزة ومكتوفة الأيدي، وهو ما يزيد الطين بلة ويفقد الشارع السوداني الثقة في الصوت الرسمي وربما أنه يصل حداً يقفل فيه أذنيه عن سماعه، وعندها لن يستمع إلا لصوت واحد دون أن يستبين إن كان الصوت صادقاً أو كاذباً، حقيقياً أو أنه مجرد وهم، لذلك على الحزب الحاكم أن يعلم أنه يدير مرحلة صعبة من تاريخ بلادنا، هي مرحلة تتطلب المكاشفة والمصارحة والوقفة مع النفس والاعتراف بأخطاء تاريخية على مستوى الاقتصاد ومستوى السياسة، الشعب السوداني هو وحده من يدفع فاتورتها وهو وحده الذي خرج إلى الشارع وتقدم الصفوف بلا دعوة من حزب أو تنظيم لجهة، لكن طبعاً لن تستمر هذه الاحتجاجات بريئة وتلقائية، وسيحاول الانتهازيون النط فوق ظهرها لتصبح الوسيلة التي تحملهم إلى المقدمة فتتساقط الأسماء التي صنعت الثورة وتضيع في الزحمة وجوه الشهداء الذين دفعوا مهرها دماً، لذلك على الحزب الحاكم أن يعلم أن معظم تحالفاته السابقة كانت تحالفات رخوة لم تكسب البلاد قوة أو منعة، لأنها تحالفات مع أحزاب لا وجود لها إلا في دفاتر مسجل الهيئات هي مقطوعة عن الشارع وبعيدة عنه لتظهر الآن قوة ثورية شابة فاهمة وواعية هي الأجدر بسماعها والأخذ برأيها، لأنها كانت المحرك الأساسي والوقود الحقيقي للاحتجاجات الأخيرة.

الدايرة أقوله إننا لسنا على استعداد أن نجامل أي حزب أو شخص على حساب الشعب السوداني الذي ظل وعلى طول تاريخه يدفع الفواتير الباهظة إنابة عن عك الحكومات والأحزاب ليقدم شعب السودان كما العادة هذه المرة درساً جديداً لنموذج الاحتجاج الواعي والشباب الذين خرجوا للشوارع التقوا وتآلفوا من أجل مطالب مواطنيهم، ولم تجمعهم أي لافتة سوى ذلك، وهؤلاء الشباب لديهم المقدرة على تحليل خطاب الحكومة الذي توجهه إليهم وتفسير مضامينه، لذلك يجب أن يكون خطاباً يحترم هذه العقول النيرة، وخلونا من الهتافية والونسة الما بتودي لقدام.

}كلمة عزيزة
المؤتمر الوطني قلل من أهمية الأحزاب التي انسحبت من الحكومة، وقال إنها أحزاب بلا قيمة أو تأثير، طيب وكت هي بلا قيمة أو تأثير مقسمين ليها الحكومة كيمان لشنو؟.. وكل حزب يا عندو وزير دولة يا معتمد، مجاملنهم فوق كم؟

}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا وأجمع أهلها على كلمة سواء.

أم وضاح – عز الكلام
صحيفة المجهر السياسي