تحقيقات وتقارير

(جيبو فيهو عقرب) .. البخيل .. صَاحب مال كثير ويد مغلولة


ظَلّ على الدوام يمنع أبناءه من أن يَستمتعوا بأبسط تفاصيل الحياة من مأكلٍ وملبسٍ ورفاهيةٍ في الحَد المعقول، بالرّغم من اكتنازه أموالاً لا تُحصى ولا تُعد، وهو بمثابة الشّخص الثري الذي تتحدّث بثرائه كُلّ الأُسرة، ويتحسّرون في ذات الوقت على عدم استمتاع أبنائه بتلك الثروة الضخمة، وهو يرفض بأن يرتدون الملابس الجديدة في مُناسبات الأعياد ويصر عليهم بارتداء القديم، فيما يرفض منح المال لزوجته كي تذهب إلى الأسواق لشراء مُستلزمات المنزل من أثاثٍ وغيره وكان رده على الدوام (ما عندي)! في الوقت الذي كان يرفض فيه طلبات أطفاله الصغار كشراء اللُّعب البسيطة مثل أقرانهم في الحي ليضطروا مُشاركتهم لعبهم وفي النفس حسرةٌ.

ظلّ الرجل البخيل حديث الأسرة ببخله الشديد وعدم بسطة يده والاستمتاع بنعمة المال مع أبنائه، الأمر الذي استدعى تدخل الأسرة لحسم أمره، وذلك بعد أن مرضت زوجته مرضاً شديداً، فقرّر الأطباء إجراء عمليّة جراحيّة، إلا أنّه رَفَضَ إجراء العَمليّة وتعلّل بأنّ تكاليفها عَالية والأفضل أن تتلقّى علاجات بلدية غير مُكلّفَة، فباءت كُل مُحاولات الأهل بالفشل ليضطر أشقاؤه لجمع المبلغ المطلوب لإجراء العمليّة الجراحيّة لشقيقتهم التي تعافت من بعدها، إلا أنها أصرّت على طلب الطلاق من زوجها البخيل.!

(1)
دائماً ما نجد في المُجتمع شخصيات من البخلاء أصحاب المال الذين يستخسرونه حتى على أنفسهم ولا يتذوّقون له طَعماً، فيبدو للجميع كأنّهم لا يَملكون شيئاً.
عددٌ من الأشخاص أكّدوا أنّهم عانوا من بخلاء أقرباء لهم وآخرين من المُجتمع الذي يُحيط بهم، إلا أنّهم ومع التجارب المُختلفة معهم وضعوا خُطُوطاً حَمراء لا رجعة فيها حتى لا يتعاملون معهم.
تحدث عَدَدٌ من الأشخاص لـ(كوكتيل)، عن تجارب شخصية مرّوا بها مع البُخل.. لنتابعها:-

(2)
ابتدر الحديث التاجر صلاح الدين عرجاوي قائلاً: (كَانَ رَجلٌ فاحش الثراء يسكن بجوارنا في الحي، يمتلك السّيّارات والعقارات والشركات، إلا أنّه كان يستخسر على نفسه وأبنائه وجود تلفزيون ومُكيّفات، باعتبار أنّها غالية الثمن وتصرف كهرباء ليكتفوا بمراوح السَّقف فقط!! فيما يشاهد أطفاله التلفاز عند الجيران)، مُضيفاً (إلا أنّ السنوات مرّت وتوفي جارنا البخيل، فتغيّرت حياة أُسرته تَغييراً كَبيراً جداً بعد أن استمتعوا بكل ما حُرموا منه من مال ووسائل راحة في حياة والدهم).

(3)
(ف. م) ربة المنزل التي فَضّلت حجب اسمها قالت: (عَانيت كثيراً مع زوجي البخيل الذي كَانَ يَمتلك عَدَداً من المَتَاجِر، فقد كان يقوم بتعبئة الزيت والسُّكّر واللبن والعدس والأرز بكوب صغير لوجبات اليوم التي لا تكفينا وأبنائي، خَاصّةً إذا أتونا ضيوفٌ وصادفوا تناول إحدى الوجبات، وقتها لا تَشفع معه تَوسّلاتي بأن يزيد لنا الكمية المُعتادة، الأمر الذي يدخلني في حَرجٍ مع الأهل والجيران الذين لم يَعتادوا على (شَحدتي) حتى وإن كان (ملحاً)! مُضيفةً: (عندما ضاقت بي الحياة لم أتحمّل وطَلبت منه الطلاق، فكان أن وافق بشرط ألا أترك أيِّ ابن معه باعتبارهم مسؤولية لا يقدر عليها).!

(4)
الشقيقتان (س و م) أكّدتا أنّهما غادرتا إلى منزل جدتهما بسبب بخل والدهما بالرغم من المَال الذي يملكه قائلتين: (ظل والدنا على الدوام يرفض تلبية طلباتنا البسيطة في الجامعة من رسوم دراسية ودفاتر ومُذكِّرات ونادراً ما يقوم بدفعها، ولكن بعد شدٍ وجذبٍ شديدٍ من أمي وأعمامي وفوق كل ذلك كنا مَحرومين من أن نُساهر في التلفاز أو نستخدم مكواة الكهرباء لكي الملابس أو استخدام الغسّالة لغسل الملابس، فقد كان يقول لنا (ده إسراف) فنضطر للغسيل بـ(الطشت)، وأبانتا: (عانينا كثيراً وأخيراً اضطررنا بأن ننتقل للعيش مع جدتي أم والدتي في منزلها، فهي لم تبخل علينا بشئٍ لكرمها الفيّاض وبسطة يدها فارتاحت نفسياتنا أخيراً من بخل والدي لكن ما زالت أمي تعيش ذات المُعاناة)..!

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني