تحقيقات وتقارير

الخطوة وجدت رفضاً الخدمات الصحية… حين (يغشى) التسييس ملائكة الرحمة


تعد المهن الطبية والصحية من أكثر المهن التي تأثرت بالأحداث الأخيرة التي اندلعت بعدد من الولايات، ذلك أن قطاع الأطباء أبدى حراكاً غير عادي بعد دخول قوات أمنية مستشفى أمدرمان وإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل المستشفى، وأدان الأطباء من أعلى هرم طبي هو وزارة الصحة بولاية الخرطوم وعرابها بروفسير مامون حميدة ما حدث، بل انسحب على ذلك تكوين لجنة للتحقيق من قبل والي ولاية الخرطوم هاشم عثمان الحسين، وطالبت مستشفى أمدرمان عبر بيان لها بالتحقيق في القضية .

إضراب جزئي

بالرغم من اهتمام الجهات الرسمية بالموضوع.. إلا أن هناك كيانات تعتبرها الحكومة غير شرعية عبرت عن موقفها بخطوات وجدت إدانة من الكثيرين مثل اللجنة المركزية لأطباء السودان التي أعلنت عن إضراب الأطباء عن العمل، وكانت لجنة الصيادلة المركزية، قد وجهت كوادرها بتنفيذ إضراب جزئي عن العمل ليومي السبت والأحد الماضيين وذلك من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً.. كما أعلنت أن ” 400″ صيدلية بمدينتي “الخرطوم والقضارف”، أغلقت أبوابها استجابة لدعوات اللجنة بالإضراب الذي جاء انحيازاً للاحتجاجات الشعبية الدائرة بالبلاد. كل هذا الحراك دفع الاتحاد المهني للمختبرات الطبية والصحية باتخاذ خطوة مغايرة.

تهديدات استباقية

يبدو أن الاتحاد المهني التخصصي للمختبرات الطبية اتخذ خطوة استباقية تحوطاً من توقف منسوبيه عن العمل، وهدد الاتحاد باتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد أي أجسام غير شرعية تمارس أي عمل أو تتحدث باسم باسم اختصاصي المختبرات الطبية، ودعا البيان كل من يريد التعبير عن الضائقة التي تمر بها البلاد باتخاذ صور الاحتجاجات الحضارية التي تعبر عن رقي هذه الأمة وبالوسائل السلمية وفقاً للدستور والقانون داعياً الابتعاد عن الأجندات السياسية الضيقة ومحاولة استغلال البعض للأزمة لحرق وتدمير ممتلكات الشعب ومؤسساته الاستراتيجية.

رفض طبي

اتحاد الصيادلة كانت له بصمته الخاصة في الموضوع حين طالب بالنأي بالخدمات الصحية عن الاستقطاب السياسي، وأعلن رفضه كل محاولات فرض الوصاية والتخوين والتهديد والابتزاز، ووصفها بالأسلوب العاجز الذي لا يخدم قضية بل يزيد الشقة بين زملاء المهنة، وأكد أن للكل الحرية فيما يراه مناسباً مع موقفه ولا حجر على أحد، وثمن الدور الهام الذي يقوم به الصيادلة في توفير الدواء وتقديمه لكل من يحتاجه في كافة ربوع الوطن، وأكد الاتحاد في بيان سابق تحصلت ” الصيحة ” على نسخة منه، وقوفه إلى جانب جماهير الشعب في الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، واستنكر تعدي القوات الأمنية على المرافق الصحية، وأضاف أن الخدمات الصحية بما فيها توفير الدواء عند الحاجة للمرضى يجب النأي بها عن الاستقطاب السياسي باعتبار أنها خدمة المريض وأولوية فوق كل شيء باعتبار أن ذلك أدى عليه العاملون قسماً في القطاع، وأكد البيان عمل الاتحاد مع الجهات ذات الصلة لحل كل المعوقات التي تحول دون انسياب وتوفير الدواء.

دروع

عمل إنساني

في السياق، يقول رئيس النقابة العامة للمهن الطبية والصحية د. ياسر إبراهيم في تصريح لـ(الصيحة) إن العمل الطبي عمل إنساني يجب أن لا تستخدم أي جهة كانت المرضى والمستشفيات دروعاً بشرية وتحقيق مصالح بعينها، ووصف ما أصدره عدد من الكيانات من البيانات بالبيانات الورقية واعتبره حديثاً إعلامياً مطالباً بالنأي عن الخدمات الصحية لتحقيق أغراض أخرى، واعتبر دخول الأجهزة الأمنية المستشفيات غير مقبول، لكنه أكد على أنه لا يتعامل مع الخطأ بخطأ أكبر منه، منوهاً إلى أن كثيراً من المرضى داخل المستشفيات تشخص حالتهم بالخطرة ويجب مراعاة تلك الحالات.

تسييس مرفوض

وأرجع المدير الأسبق لإدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة بروفسير يوسف عبد الحميد السيسي في تصريح لـ(الصيحة) إضراب الأطباء ووقوفهم فى كيانات معارضة نتيحة عدم توفر المستلزمات الطبية وتوفير بيئة العمل وعدم وفرة الدواء، ويشير السيسي لوجود إطباء مسيسين وآخرين يسيرون خلفهم، مؤكداً أن هولاء هم الشباب لجهة وجود خلفيات سياسية مؤثرة انقادوا إليها منها الأحزاب المعارضة للحكومة فضلاً عن وجود نقابات شرعية معترف بها من قبل النظام الحاكم وأكد وجود تغيرات كبيرة بالقطاع الصحي مثل إعفاء عدد من الكوادر الطبية من المجلس السوداني للتخصصات الطبية .

إحباط أطباء

وأكد السيسي أن المرضى اتجهوا إلى العلاج بالمستشفيات الخاصة وهجروا المستشفيات الحكومية وقطع بعدم وجود أدوية بصندوق التأمين الصحي وأن الموجود منها اسعارها عالية مؤكداً وجود إحباط بين الأطباء والمواطنين من عدم وفرة الدواء، وقال إن وزارة الصحة ومجلس التخصصات الطبية ساهما فيما يحدث، وذلك بالإسراع في فتح هجرة الأطباء خارج السودان واعتبر أن السودان يدير الهجرة، فضلاً عن إخلاء المستشفيات الاتحادية داعياً إلى ضرورة وضع سياسات جديدة وقطع بأنه ما لم يتوفر الدواء فإن الوضع لن يتحسن، مستنكراً استيراد القطن والشاش بقيمة 30ـــ 40 مليون دولار، في وقت لا يتوفر فيه النقد الأجنبي بالبلاد.

صحيفة الصيحة.