تحقيقات وتقارير

بعد أن تمّ نقلها لـ(العام) بغرض الفتنة: (الواتساب) .. للدردشة تفاصيل أخرى!!


نشأت بينهما علاقة صداقة مُتميِّزة، لكنهما أرادا أن تكون أعمق وأجمل، فقرّرا ان ينشآ قروباً في (الواتساب) يضم معهما عدداً من أصدقاء الدراسة القدامى، بالفعل تواصلوا عبره وهم يتناولون آخر الأخبار الخاصة بهم ومُناسبات الأهل، لكن شيئاً فشيئا بدأت بعض الخلافات تدب في القروب! فأصبحت هناك لغة أخرى غير جميلة تُستخدم في الحوار بين البعض منهم، دون أن يكون هناك تلميحٌ واضحٌ للموضوع، الأمر الذي جعل البعض منهم يلجأ إلى الدردشة في (الخاص) عبر صديق آخر للتنفيس عن غضبه وهو يكيل الشتائم والألفاظ البذيئة للطرف الآخر، إلا أنّ الشخص الذي أؤتمن على تلك الدردشة الخاصة لم يحفظ السر ليقوم بنقلها (كوبي بست) للشخص المقصود لتشتعل نيران الفتنة وتصل ألسنة لهيبها لكل من بداخل القروب بعد أن انتقل العراك من العام إلى الخاص ثم نقله إلى العام مرّةً أخرى، الأمر الذي جعل الأغلبية تُغادر في صمتٍ تفادياً للمشاكل وخوفاً من الفتنة بأن تُفشى أسرارهم في العام.

(1)
كتمان الأسرار يدل على جواهر الرجال، فلا خير في إنسان لا يكتم سراً.. تلك القصة أعلاها نموذجٌ لعددٍ من القصص التي أصبحنا نسمع بها ونعايشها يومياً في عددٍ من قروبات الواتساب التي أصبحت مصدر قلق وخلافات بين الناس بالنميمة ونقل الكلام بين الناس بغرض الإفساد بينهم، عكس ما يهدف إليه الشخص عند دخوله في تلك القروبات بغرض تبادل المعلومات والأخبار وخلق علاقة طيبة بين أعضاء القروب.

(2)
(كوكتيل) استطلعت عدداً من الأشخاص حول علاقاتهم بالواتساب ورأيهم في الدردشة التي تتم في الخاص ويقوم البعض بنقلها للعام بهدف الوقيعة والفتنة.
حول الموضوع ابتدر الحديث شاعر غنائي معروف قائلاً: (لقد حاربت قروبات الواتساب منذ فترة طويلة بعد المشاكل التي تعرّضت لها وأسرتي بسبب نميمة الأهل والأصدقاء، التي كادت أن تخرب بيتي بسبب دردشة في الخاص تمّت بين زوجتي وإحدى قريباتها، التي بدورها قامت بنقلها لأحد قُروبات العائلة ونشرتها في العام، مُضيفاً: (الآن قَاطعت الواتساب نهائياً حتى مع الأصدقاء في الوسط الفني واكتفيت بالاتصال عبر الهاتف للاطمئنان عليهم ومعرفة آخر الأخبار).

(3)
ذات المأساة تكرّرت مع فنان شاب معروف رفض ذكر اسمه، كان قد غادر أحد القروبات دُون رجعةٍ ولم تنفع معه كل الوساطات لإرجاعه والسبب في ذلك كما أوضح لـ(كوكتيل) قائلاً: (لقد تمّت إضافتي للقروب الذي جمع عدداً من الفنانين والإعلاميين والشعراء، وكان التواصل بيننا جميلاً واستفدنا من بعضنا البعض، إلا أنّه في أحد الأيام حَدَثَ نقاشٌ طويلٌ بيننا في القروب في إحدى القضايا الفنية، فأبديت وقتها رأيي بصراحة وشفافية حول الموضوع، لكنني تفاجأت بنقل ما كتبت بحذافيره في أحد القروبات وفي العام وكان الغرض من ذلك الإفساد والفتنة، الأمر الذي جعلني أن لا أثق على أحد مهما كان، فغادرت القروب فوراً بالرغم من طلب بعض أعضاء القروب للعودة، إلا أنّني رفضت الأمر جملةً وتفصيلاً)، (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).

(4)
فيما يرى رجال الدين أن النميمة بنقل السيئ من الكلام بغرض إثارة الفتنة وإشعال نار الخلافات أمر لا يرضاه الدين الإسلامي وهو ما أكده الشيخ عز الدين آدم يحيى قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى توعّد أمثال هؤلاء في قوله تعالى (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) وكما نعلم أن ويل وادٍ في جهنم, لذلك يجب علينا أن نتفادى ما يسيئ لنا ولأخلاقنا، وأن لا نوقع بين الناس بالفتنة والظلم بألسنتنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث: (وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم).

الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني