خطوة في طريق السلام..
العفو الرئاسي عن بعض المحكومين من منسوبي حركة العدل والمساواة، وإطلاق سراح عشرة منهم، والنظر في إجراءات اثني عشر آخرين، هي خطوة مهمة في طريق السلام الشامل بالسودان، خاصة إذا ما ربطنا ذلك باللغة المتفائلة، والتفاعل الإيجابي مع الدعوة للسلام من قبل «مني أركو مناوي» و «جبريل ابراهيم» للانخراط في مباحثات جادة للسلام، وإذا ما ربطنا ذلك كله بالحراك السياسي الذي تشهده بلادنا، وإذا ما استخدمنا ذات اللغة الرئاسية التي وردت في خطاب السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، يمكننا أن نقول إن ما حدث من عفو رئاسي، ثم ما جاء من تجاوب وتفاعل مع الدعوة للسلام، ليست «خطوة» في طريق السلام بل «وثبة» حقيقية لتجاوز مهاوي الانزلاق، سعياً وراء السلام الذي نخسر بدونه كل شيء، نخسر أنفسنا وأشقاءنا وجوارنا وأهلنا، وربما نخسر الوطن كله.
الحراك السياسي الأخير، أفرز دون شك ما يمكن أن نسميه باللحمة أو الرباط الداخلي، وهو ما يسميه البعض بتوحيد الجبهة الداخلية، فقد ظهر على الأقل اتجاه لدى بعض القيادات الإسلامية لإنشاء تحالف يضم أحزاب الأمة، وحزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الشيخ الدكتور حسن الترابي، وحزب الإصلاح الآن الذي يتزعمه الدكتور غازي صلاح الدين.
وعلى ذات الطريق أعلن حزب المؤتمر الشعبي على لسان الأمين السياسي للحزب، الأستاذ كمال عمر عبد السلام، عن قبوله مبدأ الحوار رسمياً مع حزب المؤتمر الوطني، بعد سنوات من الخصومة التي سقتها المرارات والغبن، حتى لم يعد هناك من يأمل في مصالحة بين الحزبين الذين اعتمدا على مرجعية إسلامية وسياسية واحدة، قبيل أن تحدث المفاصلة ليذهب كل زعيم بفصيله وجماعته، يواجه الآخر.
ساعات قليلة وتنطلق المفاوضات بين وفد الحكومة، ووفد الحركة الشعبية قطاع الشمال، سعياً وراء السلام، وحل «المعضلات» وتفكيكها لصالح مواطني السودان كله، ثم مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان.
ترى هل نستطيع أن نحلم بذات ما يحلم به شاعر الشعب الأستاذ محجوب شريف، عندما قال :
بنحلم بيهو يوماتي..
وطن شامخ.. وطن عاتي
وطن حدادي مدادي
وطن يمتد لي غادي
وطن فكرة.. وطن بذرة
وطن لي أطفالنا شان بكرة
ترى هل يمكننا أن نحلم بهذا؟.. نعم.. فليس هناك ما يمنع، فإذا انفتحت كوة القبول في العقول، فإن ذلك يعني بكل تأكيد إغلاق بوابات الحرب.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]