منوعات

وجوده ضرورة في الأفراح والأتراح العنقريب.. قيمة لا زالت راسخة عند الكثيرين


يعتبر العنقريب واحد من أهم أثاثات البيت السوداني لارتباطه بمناسبات الأفراح والأتراح عند السودانيين ،حيث تمارس عليه طقوس الحناء للعريس وتوضع فوقه لحاف ملاءة غالباً ما تكون مشغولة باللون الأحمر وتوضع عليها الفرشة والتي تكون مكملة لديكور ليلة الحناء، أما العروس فلم يعد يشترط في العروس جلوسها على العنقريب ليلة حنتها الأولى، فهناك كوشة تصمم للجلوس عليها، بينما يبقى العنقريب وأمامه صينية الحناء بما فيها صحن الحنة والبخور والضريرة وغيرها من أدوات الحناء طقساً مميزاً لاحتفائية حنة العروسين. ومثلما وجد العنقريب نفسه محشوراً ضمن تفاصيل الزواج السوداني، فقد وجد الفرصة سانحة ليكون الأثاث الوحيد من أثاثات المنزل الذي يرافق صاحبه حتى القبر، حيث يحمل عليه السودانيون موتاهم ويحملون عنقريب المتوفى من أرجله الأربع ويوضع فوقه برش أبيض ومن فوقه يسجى المتوفى.

أصل العنقريب

والعنقريب هو في الأصل سرير خشبي يصنع غالباً من سيقان أشجار السنط ويجلّد بحبال البلاستيك الملونة أو بالدبارة، ويعتبره البعض من جملة الأثاث الموروث من الملوك القدماء وكانوا يزينونه بالذهب ويزخرفونه بالأبنوس والتك، كما وجد العنقريب ضمن مقتنيات حضارة كرمة وخاصة في المدافن الجماعية، وقد انتشر استخدام العناقريب في كل الممالك، فوجد في مملكة نبتة ومروي وكرمة، ووجد العنقريب مدفوناً في المدافن الملكية القديمة، ولكنه كان يختلف بعض الشيء من العناقريب الموجودة الآن كما كانت سيقانه من الذهب الخالص. واستمر تداول العناقريب من جيل لآخر ووجد في عدد من المتاحف منها عنقريب الخليفة عبد الله الموجود ببيت الخليفة.

أنواع العناقريب

العناقريب المستعملة في السودان كثيرة منها العنقريب الذي ينسج بواسطة حبال البلاستيك وهو النوع السائد بالمدن، وهناك العنقريب الهبابي وهو لا يشترط أن يكون نسيجه مضموماً ويكون أحياناً كثيرة من الدبارة ولا يشترط أن يوضع لحاف فوقه، كما يوجد عنقريب العنتيبة وهو ينسج من السعف وتسمى صناعته الضفيرة وغالباً ما يوجد في القرى، وغالبا ما تصبغ حباله بواسطة الصبغة الملونة. كما يوجد عنقريب الجرتق وهو يختلف قليلاً من العنقريب العادي فقد استخدمت فيه عملية الجبس حتى تكون سيقانه أضخم حجماً ويصاحب شكلها خطوط سوداء ويكون مشابهًا لصينية الجرتق كما تكون قوائمه مرتفعة قليلاً ويستعمل في مناسبات الحناء للعرسان كما في مناسبات الختان.

مكان العنقريب

انحسر تواجد العناقريب في غرف النوم بينما لا يزال موجوداً في الرواكيب والمظلات المفتوحة، بينما لا زال متمسكاً به في الأرياف والقرى البعيدة وإن انكمش وجوده وتضاءل داخل القصور والعمارات السامقة.

أسعار باهظة

في سوق العناقريب بالخرطوم بحري قال العم محمد أن سعر العنقريب بلغ 3000 جنيه وعزا غلاء سعره لارتفاع أسعار الأخشاب والتي تأتي من ولاية النيل الأزرق لذلك تفرض عليها رسوم باهظة خاصة وأن المنطقة أضحت من مناطق نزاعات، وأضاف قائلاً: حتى أسعار الحبال أضحت غالية والبوهيات ولكن المجتمع يطالب بائعي العناقريب بأن تكون أسعارها كما في الماضي رغم ارتفاع كل شيء، مشيراً إلى أن كل زبائنه من النساء خاصة كبيرات السن اللائي يحتجن إليه لحنة أبنائهن والبعض منهن يأتيننا معلنات أنهن يحتجن لعنقريب الموت.

رغم أن الكثير من الشباب لم يعد العنقريب ضمن اهتمامات أثاثهم المستقبلي في غرف تأثيث البيت الا أن كثيراً من البيوت الكبيرة والأسر الممتدة لا زالت تتمسك بضرورة وجوده ضمن أهم مقتنيات الأثاث المنزلي لأنه ملاذ الأفراح والأتراح.

صحيفة الصيحة.