صلاح الدين عووضة

اللذيذ !!


ومن يكون سوى مولانا إسحاق..
> نجادله بمنطق (المنطق يقول)…ويجادلنا بمنطق (الغزالة تقول)..
> أو بمنطق (خدوهم بالزعيق ليغلبوكم)..
> ونحن – ونشهد الله – لا نريد أن نغلب أحداً انتصاراً للذات… ولكن إحقاقاً للحق..
> فقد كبرنا على ذلك… و(كبرت أحزانا)، على قول المغني..
> ثم لا ندعي أن الحق إلى جانبنا…وإنما ننشده حيثما وجدناه، ولو كان لدى إسحاق..
> وإن كنا غمزناه كما يشتكي – فما ذاك إلا لأسباب..
> وأولها – وأهمها – إننا لا نغمز من طرف، بمنطق جرير…والفرزدق… والأخطل..
> فقد كانوا يُعرضون عن كثير ممن يهجونهم..
> لا عن عجز… ولا عي…. ولا رهبة من مثل (أسد) إسحاق الذي يخوفنا به..
> وإنما ترفعاً عن الالتفات إلى الوراء..
> ورغم ذلك يظل أسده (الهرم) هذا من بين الأفضل في غابة إعلام الموالاة..
> وبمثلما لا يتواضع هو فنحن في حل من أن نتواضع..
> ويظن إسحاق أنه أفحمنا حين يشير إلى فشلنا في النفاذ من ثغرات للإسلاميين..
> ونحمد الله أنه لم يقل : ثغرات للإسلام..
> إذن لكنا أضمرنا له (دعوى) عند الوقوف بين يدي الله، علام الغيوب… والضمائر..
> وهذا ما لا نريده، فهو – ورغم كل شيء – يبقى أخاً (لذيذاً)..
> ومن دلائل (لذاذته) جزمه بفشلنا في إيجاد الثغرات هذه… طوال عشرين عاماً..
> ويجرنا بهذا غصباً إلى الحديث عما لا نود الخوض فيه الآن..
> إنه شيء مثل النهي عن سب الآباء كيلا يرتد السب..
> وما ذاك إلا لأنه دلق (كوزاً) على نار غضبنا بدعوته أن (هلم إلى أن نبني)..
> ولكن كي نبني فلابد من سد الثغرات أولاً..
> هذه الثغرات التي يزعم اللذيذ أننا نبحث عنها منذ عقدين من الزمان… فلا نجد..
> وكلها – للأسف – ثغرات تقدح في شعارات (الإسلاميين)..
> فهل نبدأ بثغرة الفساد يا إسحاق؟…أم بثغرة التحلل؟…أم بثغرة ما هو (أفظع)..
> ولا تسلني عن كنه هذا الأفظع في أيام التظاهرات هذه..
> أم بثغرات فشل في كل شيء…مما أوصل بلادنا – وأناسها – لما نحن فيه الآن؟..
> ثم يقر اللذيذ بأن ثورات الربيع وقودها الإسلاميون..
> يقر بعظمة لسان قلمه…ما يعني أنه لا يرى حرمةً في الخروج على حاكم ظالم..
> ولا نعني حاكماً بعينه…وإنما الكلام على إطلاقه..
> ويقر أيضاً – في تناقض لذيذ مع مبادئه – بجمال الديمقراطية…إذ أتت بالإسلاميين..
> وقد كان يقول فيها قبلاً (ديمقراطية؟…اللهم لا)..
> ثم يقول إن الثورات هذه بعد نجاحها أكلها الغرب ثم (أفرزها)…فهذه لغته اللذيذة..
> ولا يقر – طبعاً – بأن الشعوب هي التي (أفرزتها)..
> وذلك خوفاً من مثل مصير يرونه في (الجوار)، فالبدايات تكاد تكون هي…هي..
> فنظريات المؤامرة الكونية تتنزل عليه (آخر الليل)..
> وتمنحه أوهاماً تبريرية لذيذة…..يغطي بها الثغرات بمعاونة (غنم إبليس)..
> ورغم كل شيء يظل هو (ألذ زول) !!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الإنتباهة