الطيب مصطفى

لحمة الكبش والفريسة بين وراق وعرمان !


قبل أن أترككم قرائي الكرام مع مقال اليوم، أرجو أن أترحم على المعلم الشهيد أحمد الخير الذي لم أقتنع البتة بتقرير الشرطة حول مصرعه الأليم، بعد أن اطلعت على بعض الإفادات الأخرى الدامغة ولا خير فينا إن لم نقلها، وسنقول أكثر إن شاء الله حول عربات الثاتشر التي لا تحمل لوحات والتي رأيتها بعيني رأسي تجوب شوارع الخرطوم وغير ذلك كثير .
> رغم ذلك الإحباط، أقول إن رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول د.كمال عبد المعروف أدلى بكلام من ذهب مصفى نزل علينا برداً وسلاماً قال فيه إنهم لن يسمحوا بسقوط الدولة السودانية او انزلاقها في المجهول.

> سقوط الدولة السودانية بكل ما يعنيه من انفراط عقد الأمن وتحول البلاد الى فوضى ضاربة الأطناب يسودها الجوع والخوف الذي يسجن الناس داخل بيوتهم هو ما ظللنا ندندن حوله طوال الفترة الماضية منذ اندلاع التظاهرات التي سطت عليها قبيلة اليسار لتحيلها الى خنجر مسموم يفتك بالدولة ويمزقها إرباً.
> نعم.. كان ذلك هو الهم الأكبر الذي جثم على صدورنا وقلوبنا منذ أن قفز الحزب الشيوعي من خلال واجهاته المعروفة على التظاهرات العفوية التي سيرها شبابنا غير المسيس في عدد من ولايات السودان احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ضربت السودان.

> لم نكن والله العظيم مهمومين بما يصيب شخوص النظام الحاكم الذي تسبب في هذه الأزمة، بقدرما كنا نخشى من انهيار الدولة السودانية بعد أن رأينا ما حدث في دول أخرى كانت أكثر تماسكاً وقوة وأمناً من بلادنا التي تعاني من هشاشة البنية الاجتماعية ومن الحروب القبلية وانتشار السلاح وتمرد الحركات المسلحة التي أذاقت السودان صنوفاً من العذاب الذي رأينا بأم أعيننا جزءاً منه في أوقات سابقات، أذكر منها فقط أحداث الاثنين الأسود في الخرطوم بعد مصرع قرنق وما أصاب دارفور الكبرى وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من موت ودمار ونزوح وتشرد.
> كل أولئك المتآمرين وغيرهم كثير ينتظرون ساعة الصفر للانقضاض على بلدنا ويومها، وعندما يفقد الغافلون حتى دورهم التي تأويهم سيعلمون، بعد فوات الأوان، قيمة ما فرطوا فيه ولات حين مندم.

> ذلك كان أكثر ما شغلنا خلال الفترة الماضية ولا يزال، والذي ينبغي ألا يغيب لحظة واحدة عن نظر وتفكير مواطنينا.
> لا تنسوا أيها الأحبة إن شياطين الإنس والجن في الداخل والخارج لن يهدأ لهم بال حتى يحيلوا بلادنا الى حطام ويمزقوها شر ممزق. فقد ظللنا على الدوام تحت سمعهم وبصرهم ولكم حملت إلينا الأنباء ما تشيب لهوله الولدان من تآمر يستهدف هذه البلاد المحسودة في مواردها الهائلة وموقعها الإستراتيجي.

> لكي نعرف أن بعض قوانا السياسية لا تعبأ كثيراً بالمآلات حتى لو أدت الى تدمير بلادها بقدر ما يهمها (لحمة) السلطة التي يعشقونها حتى لو جاءتهم عبر الدبابة الأمريكية على غرار (كرزاي) أفغانستان و(جلبي) العراق. هاكم بعض ما هرفت به ألسنتهم من فاحش القول وقبيحه. فقد قال الرويبضة عرمان موصياً رفاقه الذين امتطوا حراك الشباب ونصبوا أنفسهم ناطقين باسمه دون تفويض وأخذوا يتكالبون ويتصارعون على سلطة ظنوا أنها باتت وشيكة بعد أن استيقنوا من حتمية سقوط النظام ..قال عرمان : (لم تسقط الفريسة بعد فلماذا الصراع على اللحمة)؟!
> أما الرفيق الحاج وراق فقد سمى (فريسة عرمان) كبشاً حين قال إن الرفاق استعجلوا توزيع (كيمان اللحمة قبل ذبح الكبش)!
> لن أنسى والله مقولة قديمة تنضح لؤماً وخيانة لوراق أيام الفترة الانتقالية التي أعقبت توقيع اتفاقية نيفاشا فقد وصف قواتنا المسلحة بأنها (تتعلم الرماية على بطون الحوامل من الجنوبيات)!
> كتبنا عن ذلك في حينه بعد أن استفزنا أن الرجل كان يساند المتمردين ويدافع عنهم بينما يخون جيش بلاده. فأية خسة وأية نزالة ينطوي عليها أولئك الرفاق؟!

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة