أسفل الجبل !!
أصيل يوم توجهنا نحو الجبل لتسلقه..
> هو جبل صغير خلف مزارع مصنع كريمة الروسي لتعليب الخضر والفاكهة..
> ولا تسلني عن المصنع العظيم هذا الآن..
> فقط ضاع من جملة الكثير الذي ضاع…يا ولدي..
> وكان معنا – إلى جانب صبية الحي – الروسية الصغيرة لينا..
> ثم نفرٌ من أولاد ضاحية العقدة المجاورة…الذين يحملون ألقاب طيور وحيوانات..
> وقد أشرت مرة إلى شغف أبنائها بالأسماء غير البشرية..
> فهناك الضب…والبومة…والجرادة…والجقر…والكُرجي…والدجاجي الحاضني..
> وفي موقعهم الإلكتروني قرأت يوماً تعقيباً على كلمتنا تلك..
> كان فيه المزيد مما فاتنا من مسميات (تلصق) بأصحابها مدى العمر..
> فقد نسيت الجنية…والفِرَّة…والعتود…والقعونجة..
> وعندما بلغنا منتصف الجبل – تقريباً – توقفنا لتواصل لينا الصعود لوحدها..
> توقفنا بـ(ضبنا…وبومتنا…وجرادتنا…ودجاجتنا الحاضنة)..
> والآن حين أسترجع ذكرى ذلكم الأصيل أنتبه لشيء على قدر من الأهمية..
> فما حال بيننا وبين مواصلة الصعود الافتقار إلى الفضول..
> والفضول هذا هو الذي قاد لينا إلى القمة لتقف مزهوةً هناك..
> وأينشتاين لديه مقولة مشهورة هي (من حسن الحظ أن الفضول لا يُعلَّم في المدارس)..
> ومعروف عنه أنه كره المدرسة بسبب رتابة مقيدة للفضول هذا..
> فما كل التلاميذ يعجبهم أن يكون هنالك سقف معرفي لما يدرسون من علوم..
> أو هكذا يُشعرهم بعض الذين يتكفلون بمهمة تدريسهم..
> وبدلاً من أن يدرك أساتذته سبب ملله وصفوه بأنه (بليد)..
> ثم نصحوا بتحويله إلى مدرسة مخصصة لذوي القدرات الاستيعابية البطيئة
> ولا أدري شعور أساتذته هؤلاء حين اكتشف البليد النسبية..
> وحكايتنا الخاصة بالجبل هذه توضح الفرق في الفضول بيننا والدول المتحضرة..
> ولا أعني السودانيين وحسب…وإنما أغلب شعوب عالمنا الثالث..
> فهم مبتكرون – بدافع من الفضول – ونحن مقلدون..
> وشباب زماننا هذا يفلحون جداً في تقليد أغاني الراب الغربية..
> حتى الغناء نكتفي فيه بالتقليد الأعمى…رغم إنه غريب على ذائقتنا الموسيقية..
> ويبدو أن جين الفضول ليس من بين الجينات المتوارثة فينا..
> وفي الحال هذه فنحن مطالبون بأن نجعله فضيلة مكتسبة..
> وكذلك جينات النزوع نحو الحرية، عوضاً عن الخنوع للكبت…والقهر… والطغيان..
> وقد سمى علماء نفس معاصرون هذا الخنوع (رهاب الحرية)..
> وقالوا إنه صار قاصراً – في زماننا هذا – على الشعوب التي تتهيب الديمقراطية..
> وترضى – من ثم – بأن تكون قطيعاً بشرياً يقوده القاهرون..
> ووصفوا أفراد هذه الشعوب بأنهم (عبيد العصر)…وهذه هي العبودية الحقة..
> وربما لينا هي الآن عالمة فضاء ببلادها..
> ونحن ما زلنا أسفل الجبل !!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الإنتباهة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة