تحقيقات وتقارير

وصاحت الأم: ( وا شقاوتنا المدارس أجزت)!!

لم يكن ذلك هو الحجر الوحيد الذي سقط على شجرة داخل منزل السيدة حياة. وكانت حياة تجلس في صالة تطل على شجرة (المنقة) تلك التي اخترقها الحجر.
ويبدو ان هذا الحجر الصغير قد بشر ببداية اجازة تعيسة ستعيشها الحارة لمدة ثلاثة اشهر وقد تزيد وتسمى العطلة الصيفية للمدارس.
فشجرة (المنقة) التي بدأت ثمارها الصغيرة لم تنضج بعد، وتتخذ بعض الطيور والقماري اعشاشها ومتكأ فيها، أغرت هي ومثيلاتها في البيوت وخارجها (نبال) الصبية في إجازتهم الصيفية.
ولعل الالعاب الشعبية الاخرى مثل (البلي) و(فلفلت) و(الليدو) وكرة القدم ستتصدر اولمبياد الاجازة الصيفية مفتوحة على الشوارع والازقة والطرقات وبعض الميادين إن وجدت.
– لكن هل ستبقى الرياضة هي المتسع والخيار المفضل في العطلة الصيفية للصبية؟ وهل ستخلد الحارة بشوارعها وأزقتها من (اللمة) والجلوس تحت ظلال اشجار الشارع؟ وهل تضمن الاسر لصبيانها من ان تقودهم (الفاقة) والوقت المتاح بحرية من التفكير في البحر والعوم ام الرحلات بعيداً عن رقابة اولياء الامور؟
بعض الاسر تفضل ان يلتحق ابناؤها بالخلاوى وآخرون يلتحقون بكبارهم في الاسواق لمساعدتهم.
وفي الأرياف قد يجد الصبية مجالاً لمساعدة ذويهم في الزراعة وغيرها.
إن العطلة المدرسية بكل المقاييس لابد لها من برنامج يستثمرها لمصلحة النشء ويجنبهم خطورة الانزلاق بعيداً عن رقابة اولياء الامور، لان المدارس كانت تقوم مقام الاشراف على ذلك وتعلّم وتربي وتعظم الوقت.
في زمن مضى كان للموظفين والعاملين في الحكومة متسع لدى اماكن عملهم لاستيعاب الابناء في اعمال بسيطة بمقابل يساعد العاملين والابناء معاً.
ويظل السؤال التقليدي الذي يجد التلاميذ على الدوام في مواضيع الانشاء والامتحانات: كيف واين تقضي اجازتك السنوية او المدرسية؟
هو السؤال الذي يجيب عليه التلاميذ بامنياتهم وخيالهم فقط.
أما على ارض الواقع، فان الحجر الصغير الذي اخترق شجرة المنقة داخل منزل السيدة حياة مستهدفاً طائراً اوثمرة فانه اصدق اجابة.
لذا كان الرد عليه من السيدة حياة: (وا شقاوتنا المدارس اجزت)!!
وقد يفرح بعض الآباء لان الاجازة (خففت) عنهم بعض بنود الصرف. لكنها قد اثقلت على الامهات في البيوت.
وخير للآباء ان يصطحبوا معهم ابناءهم حتى لا يخطئ الحجر طائراً و(يفلق) السيدة حياة!!
اما الاب فيقول عكس ما تقوله الام في الاجازة حينما تفتح المدارس سيقول: (وا شقاوتنا المدارس فتحت!!)

صحيفة الإنتباهة