مع بداية امتحانات الشهادة السودانية والأساس إعلان حالة الطوارئ داخل المنازل.. وموجات من الهلع تصيب أولياء الأمور
( تشاهد غداً) و ( الدعم السريع) أوراق تقدم للطلاب في الساعات الأخيرة من الليل وعقب صلاة الفجر
معسكرات التركيز أسعارها تفوق 8 آلاف جنيه للمادة الواحدة و45 ألف جنيه لكل المواد
خبير تربوي : على الطلاب تغطية المقرر كاملاً ثم التوجه إلى المعسكرات
تحقيق : آيات مبارك
موجة من التوتر تجتاح الكثير من الأسر هذه الأيام نسبة لاقتراب موسم إمتحانات المرحلتين الثانوية والأساس ، الشئ الذي يجعلها تدخل في معادلات قد تكون ( صفرية) وربما إيجابية وذلك عبر معسكرات التركيز صاحبة الفاتورة الأعلى وجواز المرور الساري لأغلب طلاب المرحلتين بل وفرس الرهان الذي يرغب أن يراهن عليه كل الطلاب ، من أجل الفوز بدرجات عالية نظير مبالغ مالية مهولة تصل إلى الآف الجنيهات مقابل أيام قليلة تثقل كاهل أولياء الأمور وتدخل الطلاب في جو نفسي مشحون بمشاعر متناقضة وإرهاق بدني .. مجهول النتائج ..
*عام دراسي مختلف
ومازاد الأمر تفاقماً الظروف التي بدرت هذا العام مابين إجازات متقطعة وعدم اكتمال المقررات في الكثير من المدارس والضغط الشديد في بعض المدارس من أجل اللحاق بإكمال ما تبقى من مقررات .
وفي هذا العام تحديداً لجأ الكثير من أولياء الأمور إلى معسكرات التركيز بصورة أكبر خشية من رسوب أبنائهم نسبة لعدم اكتمال تدريس المقررات،. فيما اتجه البعض للاستعانة بمعلمين خصوصيين لمراجعة الدروس ، بالإضافة للتكلفة المادية الكبيرة لمثل هذه الحصص. ومازاد الأمر صعوبة الآن هو أن هنالك الكثير من المعلمين لازالوا منشغلين بإكمال المقررات إضافة إلى أن تقديم موعد امتحان الشهادة السودانية على ما كان عليه في الأعوام الماضية من شأنه التأثير على الطلاب الممتحين لعدم اكتمال المقررات.
هذه الأسباب مجتمعة دفعت بـ(الصيحة) لتتجول بين المعلمين والطلاب من أجل الحصول على إجابة على العديد من التساؤلات أولها من هو الطالب الذي يستفيد من حصص التركيز ؟ وماهي الساعات المطلوبة التي يجب أن يجلس فيها من أجل المراجعة ؟ وماهي النتائج التي يحصل عليها هؤلاء الطلاب والطالبات بعد هذا المجهود المضني ؟ وهل هذه الحصص تستحق كل هذه المبالغ مع حالة التقشف التي فرضت نفسها على واقع كثير من الأسر ؟ أم أنها محض إعلانات وتسويق لبعض المعلمين والمدارس ؟ وهل يستطيع هؤلاء المعلمون الحد من حالات التوتر التي تصيب الوالدين هذه الأيام .. باعتبارها حالة نفسية سرعان ماستزول؟ أم كل هذه التحسبات تستلزم هذا الوضع بل وتفاقم منه ؟ وماهي الحلول الإسعافية التي لجأ إليها المعلمون لمجابهة تعثر برنامج أكمال المقررات خلال العام الدراسي الحالي ؟
*أسعار على صفيح ساخن
أن أكثر ما أثار دهشتنا هو الأسعار الفلكية التي اطلعنا عليها داخل تلك المراكز والمعاهد بل والشقق التي تقام بداخلها دروس لمجموعات حتى ساعات متأخرة من الليل مقابل مبالغ مهولة تبدأ من 6 آلاف جنيه للطالب وحتى 8 آلاف جنيه للمادة الواحدة ـ و35 ألف جنيه وحتى 45 ألف هي الأسعار الغالبة التي كشفت عنها جولة ( الصيحة) خلال طوافها مقابل إكمال المقرر في شهرين أو شهر واحد ويتم دفع هذه المبالغ لمعلمين سطعت أسماؤهم بين مجموعات التلاميذ مؤكدين القول إن طلاب أحد هولاء المعلمين لايمكن بأي حالٍ من الأحوال من أن يحرز درجات أقل من 90% . هذا أيضاً ما أكدته معلمة، امتنتعت عن ذكر اسمها، وهي تؤكد أن هنالك حالة من (الهستيريا) تعتري الكثير من الأمهات اللائي يشعرن بقلق بالغ تجاه إبنائهن لذلك يقمن بصرف أموال طائلة حتى لايشعرن بالتقصير تجاه الأبناء. وتحدثت واصفة أن حصص التركيز هذه تختلف من منطقة إلى أخرى حسب الوضع المادي والاجتماعي لساكنيها فهناك مناطق قد تصل أسعار الحصة الواحدة إلى 20 جنيهاً فقط بل 15 جنيهاً ولكن الفرق بعوض هنا بعددية الطلاب والاكتظاظ داخل الفصول للدرجة التي يلجأ فيها بعض المعلمين في المدارس لنصب خيام حتى تستوعب كل العدد لذى قد يفوق 150 طالباً ويتم الشرح عبر المايكرفون للدرجة التي لايرى فيها الطالب الأستاذ أو حتى يتسنى له مشاهدة السبورة بل يسمع فقط مقابل 20 جنيها !! أما الغالبية العظمى من حصص التركيز فأغلبها تتراوح مابين 70 إلى 100 جنيه مقابل الحصة والتي يتراوح الزمن فيها مابين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة زائداً الملخصات المطبوعة. وأضافت قائلة بل هنالك حصص تركيز تسمى (تشاهد غداً) وأخرى ( الدعم السريع) والتي تعني أن ماسيجده الطالب في حصة التركيز بلاشك سيكون حاضراً داخل ورقة الامتحان مما يعد محفزاً كبيراً للطالب بأن يكون على استعداد لدفع أي مبلغ نظير أن يجد مايتلقاه في دروس التقوية وارداً في ورقة الأسئلة أو على الأقل معظمه .وأضافت معلمة أخرى بأن هنالك حصص تركيز للطلاب عقب صلاة الفجر مباشرة أي قبل الإمتحان بساعة أو ساعتين مما يعضد لهم فكرة أن هذه الأسئلة قد تكون لديها علاقة مباشرة بالامتحان معيبة على بعض المعلمين العزف على العامل النفسي الذي يعيشه الطلاب في ذلك الوقت واستنزافهم. لافتة إلى أن هنالك حصصاً تكون على حسب الأبواب في المادة المعينة فأسعار شرح الأبواب الكبيرة تتراوح مابين 2 ألفي – 3 آلاف جنيه خلال الشهر الواحد . وفي العام الماضي لجأ الكثير من المعلمين إلى عقد معسكرات لمدة شهر قبل الامتحان يتم خلالها إكمال المقرر مقابل 45 مليون لكل طالب نظير المبيت والوجبة بالرغم من أن هذا المبلغ قليل مقارنة بتلك الأموال التي يتم صرفها في حصة أو حصتين الإ أن الأمر قد وجد استنكاراً من المعلمين الأمر الذى أدى إلى انحسار هذه الظاهرة هذا العام في ما عدا حالات قليلة. وأضاف ( للصيحة) محمد عبد الرحمن – معلم بالمرحلة الثانوية – “لايزال هنالك بعض من المعسكرات التي تعمل بهذا النهج ولكن أولياء الأمور يشترطون تسلم أبنائهم قبل الساعة 12 مساءً”
*قبل الساعات الأخيرة
ولمعرفة الفائدة التي يجنيها الطلاب من المعسكرات أجرت ( الصيحة) طوافاً ببعض المدارس حيث التقت بعض الطلاب والمعلمين . الطالبة ريان سيف الدين والتي تدرس، بالصف الثالث علمي أحياء ، ذكرت أن الإضافة التي تشكلها المعسكرات غالباً مايستفيد منها الطالب الذي كان متابعاً منذ بداية العام الدراسي ولكن ليس بإمكان المعلمين أثناء المعسكرات تلقين الطالب كل مافاته وفي وقتٍ قصير كهذا خصوصاً أنهم يقضون أغلب الوقت داخل المراكز وقد لاتتيح لهم فترة الشرح مراجعة الدروس التي تم شرحها وقد يصعب عليهم الاستيعاب بسبب الجلوس لساعات طويلة ، لذلك ومن خلال تجربتي توصلت إلى أن أكثر المستفيدين من المعسكرات هم الطلاب الذين لديهم معرفة ودراية بالدروس منذ بداية العام الدراسي. وخالفتها في الرأي مودة حسنين- التي تدرس بالمساق العلمي أيضاً- حيث قالت :إن المعسكرات المغلقة تتيح للطالبات جواً أكاديمياً خالصاً لاسيما أن روح المنافسة تشتعل بين الطالبات الشئ يجعلهن يذاكرن الدروس بكل جدية بخلاف المنزل ، ربما يكسل الطالب وقد يكون جو المنزل غير ملائم للاستذكار. أما الطالب، أواب نصر الدين، فقد قال إن أهم ما في برامج المعسكرات أنها تتيح للطلاب فهم الدروس التي فات عليهم استيعابها أثناء العام ومن فوائدها أيضاً أن الجداول اليومية غالباً ماتكون حسب الأبواب بواقع باب لكل ساعتين أو يوم . و شاركت في الحديث والدة الطالبة مودة ذاكرة أن أهم ما يميز المعسكر هو أن مودة أصبحت غير قادرة على الاستذكار داخل المنزل بل أصبحت متوترة جداً مع اقتراب موعد الإمتحانات لذلك من الأفضل لها ولنا أن تقضي ساعاتها داخل المركز وسط زميلاتها ، وأن تأتي للمنزل للنوم والراحة فقط . اختلفت عن تلك الآراء جميعها الطالبة وئام الشريف التي قالت : بأنها ضد المعسكرات التي تبدد الوقت وتجعلني لا أستطيع استيعاب الدروس أو حتى المذاكرة فالمعلم يشرح بسرعة شديدة بسبب رغبته في الانتهاء من الدروس في نفس اليوم وربما معلم آخر يود أن يلحق بحصص في مركز آخر خصوصاً في الأيام الأخيرة لذلك لا أنصح طلاب العام المقبل بالاعتماد على المعسكرات والتعويل عليها، فقد يصعب عليهم الفهم خصوصاً في الأيام الأخيرة نسبةً لفقدان التركيز بسبب الإرهاق المتواصل والتشويش الذهني.
*التعليم بالتلقين
ومن ناحية أخرى أعاب الأستاذ و . م على المعلمين الطريقة التي يتم التدريس بها في المعسكرات وهي الطريقة عبر التلقين والتي قد تكون مضرة للكثير من التلاميذ خصوصاً في الأيام الأخيرة التي يصعب الحفظ فيها بينما ترسخ الكثير من المعلومات التي تدخل إلى ذهن الطالب عن طريق الشرح ، وأضاف إن المعسكرات بحد ذاتها فكرة ناجحة، ولكن الأرق والإجهاد اللذين قد يصيبان الطالب قد يصيبانه بالإعياء والتوتر و قد يقلل أيضاً من قوة التركيز لديهم،خصوصاً المعسكرات التي تطول ساعاتها وتقل فترة الراحة فيها وبذلك لايجد الطالب الوقت الكافي للراحة في منزله و يصبح متوتراً ويتملكه إحساس أنه لايملك أي معلومة و خالي الذهن وهي المشكلة التي تواجه أغلب التلاميذ في الفترة الأخيرة أو في اليوم السابق للامتحان.
أما بدرية حسنين فقالت : إن المعسكرات تفيد البنات كثيراً لأنها تبعدهن عن أجواء الالتزامات الأسرية وأعباء المنزل وتجعلهن في حالة تفرغ كامل لاستذكار دروسهن. بينما حكت فاطمة السر عن تجربتها بعد أن تركت المعسكر قبل شهر من الإمتحان وقالت إن هذه المعسكرات عبارة عن فوضى وإزعاج وإهدار للوقت وهنالك بعض الطلاب غير مهمومين بالتحصيل الأكاديمي والأمر بالنسبة لهم عبارة عن استعراض أزياء (وونسات) ولعب.
*خارج التغطية
بكلمات مؤثرة ابتدرت الأستاذة مناهل عبد الوهاب طه ،وهي معلمة وأم لطالبة، حيث أوضحت أن ابنتها تتمنى في كل لحظة أن يتم تأجيل الإمتحان نسبة لإحساسها بأنها لم تتلق القدر المطلوب من المعلومات ربما يعود ذلك للضغط الذي تعرضن له من قبل المعلمين بغية إكمال المقرر وربما أيضاً يعود لقصر العام الدراسي. وأكدت مناهل أن هذا العام يعد مختلفاً تماماً عن الأعوام الماضية داعية إلى لهؤلاء الصغار أن ترعاهم إرادة المولى نسبة للظروف التي تعرضوا لها .
فيما لم يخف المعلم بمرحلة الأساس، محمد ربيع أحمد، خوفه على طلاب مرحلة الأساس الذين هم لا زالوا في مراحل مبكرة تجعلهم لايعون حجم التجربة القادمة ، وأضاف أن عدم استقرار العام الدراسي أدى إلى غياب الكثير من المعلومات والدروس الهامة من الطلاب وأن العطلات الكثيرة ابتداءً من شهر رمضان والدورة المدرسية و10 أيام أخرى كانت فاصلاً بين امتحانات التجربة والنتيجة ثم الإجازة الصيفية وبعض من أيام فترة الخريف ثم غياب الطلاب أيام الاحتجاجات كلها مجتمعة جعلت هؤلاء الطلاب ليس لديهم الاستعداد الكافي لاستيعاب الكثير من الدروس، فيما أضافت وداد حسنين – معلمة أساس – بأن طلاب الصف الثامن هذا العام (خارج نطاق التغطية تماماً ).
أما الأستاذ الرشيد عبد الكريم – المعلم بمعهد الرازي- والذي أكد على جدوى معسكرات وحصص التركيز وفائدتها العالية مشدداً على مراعاة الحجم المعقول من الطلاب داخل الفصل أو المجموعة. وأضاف الرشيد ناصحاً أولياء الأمور بإلحاق الطلاب باكراً أي مع بداية العام الدراسي والاستقرار على مركز أو معهد واحد حتى لايحدث للطالب تشتيت ذهني والذي يحدث نتيجة للقرارات المتأخرة من قبل الأسرة والتي تأتي والعام الدراسي في نهاياته بأن يتم إلحاق الابن عبر حصص التركيز ومتابعة ذلك عبر الأبواب، مؤكداً الوعي الذي يلاحظه من قبل طالب المرحلة الثانوية وهو يقتطع من مصروف أسرته ومن وقته باحثاً عن الأبواب التي يشعر بأنه يعاني من ضعف فيها من أجل إحراز درجات عالية تكلل مجهود الأسر بنجاح باهر.
*سلاح ذو حدين
فيما وصف لنا معلم مادة الفيزياء الشهير مجدي سيتا هذه الحصص بأنها عبارة عن سلاح ذي حدين الحد الإيجابي للطالب المتابع للمادة خلال العام ومستوعب وهاضم المادة تماماً فتعتبر هذه الحصص مزيداً من التوضيح وتثبيت للجزئيات المهضومة تماماً وفيها أيضاً لفت نظر لكيفية التعامل مع الامتحان لأنها- أي هذه الحصص- عبارة عن فنيات الامتحان أكثر منها مادة عملية لأن المادة العملية لاتدرس في حصة واحدة أما الطالب الذي غيب نفسه طوال العام فهذه الحصص بالنسبة له مزيد من الضياع وتشتيت لما عنده.
فيما نصحت المعلمة بالمرحلة الثانوية، الأستاذة عفراء محمد، الطلاب بأن يقوموا بالمراجعة من كافة الأوراق التي بحوزتهم من حصص التركيز السابقة وحتى الورقة التي يتسلمونها قبل الإمتحان وحذرت من الاعتماد على حصة المراجعة الأخيرة فقط ، والتي ربما تؤدي إلى فشل الطلاب التام ورسوبهم في المادة.و أشارت عفراء إلى اختلاف أساليب المعلمين في وضع ورقة المراجعة الأخيرة فالبعض منهم يلجأ إلى استخدام أسلوب تفريغ التعاريف من الأبواب بينما يعمل الآخر بالتركيز على الأسئلة المتكررة خلال السنوات بفعل التجربة والخبرة أو ربما الأسئلة التي قد تحدث لها قراءات من زوايا أخرى مما يضع احتمال ورودها للامتحان بصورة أكبر وقد يجد الطالب تلك الأسئلة من باب الصدفة المحضة ، لذلك تختلف الأسباب التي تجعل حصص التركيز الأخيرة متوقعة في الامتحان مشيرة في حديثها إلى تمكن بعض المعلمين من الولوج إلى نفسيات الطالب والتعامل معه بصورة إيجابية تجعله يرتاح نفسياً لتلك الحصص وبالتالي يحرز الطالب درجات مشرفة ربما تكون فوق المتوقع .
*قانون الطوارئ
وإبدت (عفراء) دهشتها من (قانون الطوارئ) الذي يفرض داخل الأسر التي لديها طالب ممتحن سواء في مرحلة الأساس أو المرحلة الثانوية بأنه قد يأتي بآثار سالبة ويخلق حالة من
التوتر ربما تكون ذات نتائج سلبية وربما إيجابية لذلك يجب النظر للأمور بعين التعقل نسبة لما يلحق بالطالب من أضرار من خوف وتوجس وإحساس بعدم كمال الاستعداد للامتحان مشيرة إلى أن الطالب يشعر بأنه في حالة حصار تام من قبل جميع أفراد الأسرة وجدوله مزدحم بعدد من حصص التركيز التي قد تتباعد مناطقها كثيراً عن بعضها البعض، على سبيل المثال فهناك طالب يقضي جل ليله موزعاً بين حصص التركيز التي قد تكون واحدة في الثورة والأخرى في الفتيحاب والدافع الوحيد لذلك هو التسويق الذي يتم من قبل طلاب نفسهم ، لذلك يحرص كل طالب على الاستماع لأغلب الأساتذة الذين يرجح أن ترشيحاتهم موجودة غداً على ورقة الإمتحان .ومايزيد الوضع تأزماً أن هذا الطالب لديه إعتقاد جازم بأن هذه المطبوعة التي بين يديه هي عبارة عن الإمتحان وأي معلومة خلاف ذلك قد لايتقبلها عقله في ذلك الوقت الحرج فيقوم بترك كل المراجعة السابقة ويعتمد عليها اعتماداً أساسياً وفي صبيحة الامتحان قد لا تأتي تلك الأسئلة فيصاب الطالب بحالة من الإحباط التام. معيبة على بعض أولياء الأمور إحساسهم بأن (تعليم المدرسة بقى ماكفاية) وتضيع قناعاته بين المعلمين والكورسات ، للدرجة أن هذا الإحساس قد يتسرب للكثير من المعلمين الذين يؤسخ في قرارة أنفسهم أن الطالب أصبح لا يعتمد عليه الاعتماد الحقيقي. وأشارت (عفراء) إلى أن مقررات الشهادتين- الأساس والثانوية- تعتمد في أغلبها على التحفيظ وهو أمر يتطلب المراقبة التامة من أولياء الأمور والعمل من قبل الأمهات عبر التلقين. وأبدت ملاحظة مفادها أن الأمهات يقمن بتحفيظ الأبناء في مرحلة الأساس ولكن عندما تأتي المرحلة الثانوية يتركن أغلب المهام للمدارس والطالب نفسه للدرجة أن هنالك أولياء أمور يطلبون معلمين يتركون لهم مهمة التحفيظ وبالمقابل هنالك تلاميذ يلجأون لحصص التركيز هروباً من الضغط الذي يتعرضون له في المنزل والبعض منهم يأتي قسراً مما يجعله يعاني من حالة تشويش دائم.وقالت إن هنالك بعض أولياء الأمور ينتظرون حتى يصل العام الدراسي مابعد المنتصف بقليل ليبدأ برنامج التركيز والحصص الضاغطة لذلك فإن على الآباء أن يعملوا على تقييم الموقف ومعرفة مدى الحاجة بدلاً من حشد ذهن الطالب بكمية كبيرة من المعلومات.
وقال الخبير التربوي ،عبد الرحمن حاج سعيد، بأن أغلب هذه المعسكرات تقام لأغراض استثمارية إلا القليل منها فالجانب المادي هام جداً في تلك الحالات عدا حالات نادرة من المعلمين الذين يراعون ظروف الطلاب. ولاينفي أن هنالك بعضاً من طلاب الجامعات والمعلمين يقومون بعمل حصص تركيز مجانية أو عبر قيمة زهيدة مضيفاً بأن المعسكرات منها الناجح ومنها ما دون ذلك وقال : يجب على الطالب تغطية كل المقرر ومن ثم التفكير في التوجه نحو المعسكرات التي ستفيده كثيراً في هذه الحالة.
صحيفة الصيحة.