الطاهر ساتي

أمانة الرعاة

[JUSTIFY]
أمانة الرعاة

(1)
:: إعتذر – مع الأمل بأن تعتذر كل الصحف وقناة الشروق – للقارئ، وللأخ الطيب يوسف الزين الذي يعمل راعياً بالسعودية، والذي يشغل منذ الأسبوع الفائت إعلام الخليج والمواقع الإلكترونية ومجالس الجاليات السودانية بالخليج ب (أمانته)..نعم، الطيب يوسف الزين، من أبناء شرق ينار، وليس علي جاد الرب، من أبناء رفاعة، هو من وثق وعكس مقطع الفيديو (أمانته)..لقد وقع إعلامنا – المقروء والمسموع والمشاهد – في فخ بعض المواقع الإلكترونية، ونسب الحدث لغير صاحبه (الطيب)، وذلك إقتباساً من تلك المواقع التي إخترعت (جاد الرب)..وتلك الأمانة التي وثقها وعكسها الطيب الزين في ذاك المقطع الذي تجاوز حجم مشاهدته ( ثلاثين ملايين)، تلزمنا تلك الأمانة بالإعتذار له و للرأي العام..!!
(2)
:: صحيفة تبوك الحدث، إحدى الصحف السعودية، هي التي إجتهدت وتكبدت مشاق الرحلة عبر محررييها إلى (فيافي محافظة أملج)، حيث يتواجد الطيب الزين حالياً ويمارس مهنته، وأجرت معه الصحيفة حواراً مصوراً، وكذلك أهدته بعض الهدايا..وبهذا السبق المؤكد، ليس على قناة الشروق غير إعداد وتقديم مادة أخرى، في ذات المساحة والتوقيت، بحيث يكون ضيفها صاحب الحدث ( الطيب الزين)، وبهذا تكون قد أدت أمانتها المهنية كما يجب تجاه الطيب وكذلك مشاهدييها..نعم جلّ من لايخطئ، ولكن التمادي في الخطأ – بعدم التصويب أو بالتبرير- خطيئة، ونأمل ألا تحول قناة الشروق هذا (الخطأ المهني) إلى (خطيئة)..!!
(3)
:: أما الأخ علي جاد الرب – والذي حل محل الطيب الزين في تقرير قناة الشروق – أيضاً كان صادقاً وأميناً، إذ لم يؤكد الحدث ولم ينسبه لنفسه.. بل، أكد انه كان بالسعودية راعيا وغادرها قبل سبع سنوات وأقام ببطانة الخير، و انه خلال تواجده بالسعودية مر بمواقف كثير، ولكن (لا أذكر هذا الموقف إطلاقاً)، مشيراً إلى مشهد مقطع الفيديو، ثم لمح جاد الرب إلى إحتمال تعرض مقطع الفيديو إلى (تزوير أو دبلجة)، وذلك بإشارته إلى إختلاف صوته عن صوت من بالمقطع، حتى ولو تشابهت الصور، ثم رفض (الحوافز المعلنة).. في تقديري، تفاجأ جاد الرب باتصال أوضغوط حكومة ولايته وكذلك الفريق العامل بقناة الجزيرة، ولم يرد إحراجهم ب (النفي الصريح)، ولذلك لجأ – بحكمة أهل البطانة – إلى ( النفي تلميحاً)..!!
(4)
:: ومن لطائف حدث الطيب الزين، إتصال حكومة ولاية الجزيرة بعلي جاد الرب بغرض تبليغه برد الفعل الخليجي ولإستلام الحوافز..ولقد أحسن جاد الرب عملاً بنفي الحدث (تلميحاً) وبرفض إستلام الحوافز (تصريحاً)..لو لم ينف ويرفض، لحولت حكومة الجزيرة هذا ( السلوك الشخصي) إلى ( أحداث عامة)، لتشغل بها الناس عن قضاياها عاماً وآخر.. نعم، ربما أصدرت الحكومة هناك قراراً فجر اليوم بتشكيل ( اللجنة العليا للإحتفال بالمجاهد علي جاد الرب)..و يشتمل البرنامج، ليالي جهادية برفاعة، وأخرى سياسية بمدني، وإستنفار بالحصاحيصا، و ربما إفتتاح خلاوي الشيخ الأمين جاد الرب بالهلالية، ومعكسر المجاهد الأمين جاد الرب بتمبول، و..و..حتى لو أقسم جاد الرب بانه ليس الطيب الزين، لأقسمت حكومة الجزيرة : ( علي الطلاق لو طرت السماء إنت الطيب الزين)، وذلك لملئ الفراغ و تغطية رداءة الخدمات وعدمها..المهم، بسبب صحيفة تبوك الحدث، فقدت حكومة الجزيرة ( حدثاً ذهبياً)..!!
(5)
:: وما أجمل الناس في بلادي، فلنقرأ الرسالة التالية، بلا تعليق..( أستاذ ساتي، تحياتنا للأخ السفير الطيب الزين، وليته كان مسؤولاً بالبلد..أعرض على الأخ الطيب الزين، إن كان بالسودان أو بالسعودية، أعرض عليه نفس الراتب للعمل معي في السودان..في مزرعتي ( تربية مواشي وإنتاج ألبان الزرعة)، شمال أمدرمان.. سوف أدفع له راتب (ستة أشهر مقدماً)..وسكن وحوافز أخرى.. وللعلم، سوف يكون الراتب بالريال السعودي، والله على ما أقول شهيد..ولكم الشكر والتقدير، أخوك حيدر محمد علي، تلفون …)..لعلم القراء، فالأخ حيدر أيضاً – كما الأخ الطيب و بعض أبناء بلادنا – يُكافح في الغربة ..!!
(6)
:: وبما أن الحديث عن ( أمانة الرعاة) ..
:: قبل أشهر، تقترب إلى نصف عام، كتبت بالوثائق عن تجاوزات مالية وإدارية مسرحها (التلفزيون القومي).. وسارت القضية في مسارين، حيث فتحت إدارة التلفزيون – والشركات المشاركة في تلك التجاوزات – حزمة بلاغات في نيابة الصحافة، منها بلاغاً وصل إلى مرحلة التقاضي ب (سرعة البرق)..وحالياً، المرافعات حول حيثياته مستمرة، و هو البلاغ المسمى حسب وصف مدير التلفزيون ( إساءة شخصية)، وهذا ليس مهماً..!!
:: ولكن المهم للناس والبلد، هو مصير البلاغات الأخرى ذات الصلة بالمال العام.. لقد أمرت وزارة العدل بإخضاع وثائق هذه البلاغات إلى ( مراجع عام)، قبل شطبها أو تحويلها إلى المحكمة.. وللأسف، منذ صدور هذا الأمر، و إلى يومنا هذا، لم تحرك نيابة الصحافة ولا المراجع العام ولا إدارة التلفزيون ( ساكناً).. وتكاد تُحفظ، وهذا ليس عدلاً في قضية ذات صلة بالمال العام ..!!
:: ثم الأدهى والأمر..تزامن مع بلاغات التلفزيون – أي قبل أشهر تقترب إلى نصف عام أيضاً – بداية تحري نيابة الأموال العامة في تلك التجاوزات أيضاً، وتم إستدعائي للتحري والتحقيق.. ورغم أن قانون الصحافة الذي لايلزم الصحفي بأن يكون طرفاً في قضايا غيره، وحرصاً على فعل شئ قد ينفع الناس والبلد، تعاونت مع نيابة الأموال العامة وأدليت بأقوالي في دفترها ثم دعمت الأقول بوثائق حجمها يتجاوز (100 وثيقة).. !!
:: ومع ذلك، منذ ذاك الزمان، والي يومنا هذا، الله يعلم ما حدث لملف القضية ثم نيابة الأموال العامة أيضاً..ربما إيصال هذه القضية من مرحلة النيابة إلى مرحلة التقاضي بحاجة إلى (نصف عام آخر)، أو (نصف قرن مثلاً)..وعليه، أيها القارئ، هل عرفت لماذا نحتفي بأمانة (رعاة الغنم)..؟.. نعم، لأن تلك الأمانة مفقودة في دهاليز ( رعاة العدالة)..!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]