صلاح الدين عووضة

وأيضاً العدة !!


كتب صديقي التاي عن العدة أمس..
> كتب من بعد غيبة… ونقول له حمداً لله على السلامة..
> وليس مهماً أين كان غائباً، هو وقلمه… فالمهم أنه عاد وخلاص..
> وإنما المهم أن (عدته) هذه ذكرتني بعدة سابقة لي..
> تذكرت والذكرى تهيج لذي الهوى … ومن حاجة المحزون أن يتذكرا..
> أو يمكننا أن نقول : تهيج لذي العدة… فيتسق المعنى..
> فقد كنت كتبت كلمة عن العدة ذاتها… تحت العنوان ذاته، العدة..
> ولا يختلف المضمون كثيراً عن مضمون عدة التاي..
> وأصل الحكاية أن زميلي العزيز هذا أثار عصفاً ذهنياً – عائلياً – أثناء غيابه..
> غيابه عن زاويته طبعاً….. لا البيت..
> وخلص ذلكم العصف إلى ضرورة البحث عن مصدر دخل آخر… أكثر أماناً..
> فإذا بابنته الصغيرة لا تجد أشد أماناً من العدة..
> أن يعمل بائعاً للأواني المنزلية… وحبذا – تحديداً – (دلالي عدة) للنسوة بالأحياء..
> ويقول أحمد يوسف التاي إن الفكرة استهوته جداً..
> وتوقع أن يجني من ورائها دخلاً أفضل من الذي يدره عليه عمله الصحفي..
> وفي كلمتي تلك قلت إن زميلاً مصرفياً (فعلها)..
> فقد كان مثلي – أيام عملنا بالبنك – يُطارد (حارة حارة… بيت بيت… زنقة زنقة)..
> وذلك في بدايات عهد الإنقاذ… وعز هوجة الصالح العام..
> فقد كانت عملية تمكين (القوي الأمين) تجري على قدم… وساق… و (نقالة)..
> ومفردة نقالة هنا نعنيها تماماً… بمعناها الحقيقي..
> فمنهم من أصابته جلطة… ومنهم من أصابته ذبحة… ومنهم من أصابته مصيبة الموت..
> أما أنا وزميلي فلم يصبنا – والحمد لله – سوى الأسى..
> أسى على أنفسنا أولاً… ثم على المصارف – والخدمة المدنية عموماً – من بعد..
> وذلك بعد أن رأينا ماذا فعل (الأقوياء الأمناء)..
> وتفرغت أنا للمجال الذي كنت أمارسه كهواية… وأحبه، وهو الصحافة..
> وتفرغ زميلي اليساري لمهنة التعليم… أستاذاً للتاريخ..
> ولكنه لم يهنأ بها – وفيها – إلا بمقدار ما هنأت أنا بين أزقة الصحافة… وحاراتها..
> فقد كان يُطارد أيضاً، حارة حارة… وبيت بيت..
> أو فعلياً، مدرسة مدرسة… إلى أن ترك التدريس… وكرس جهده لمهنة جديدة..
> وصار بمقتضاها هو الذي يطارد (بيت بيت… وحارة حارة)..
> يطارد النساء بعدته، كمشة كمشة… وملعقة ملعقة… وطنجرة طنجرة..
> وشعر بالأمان حيال نفسه… وعدته..
> أو – اقتباساً من عادل إمام في إحدى مسرحياته – ما عاد (يخاف على العدة)..
> ولا من تصاريف الأيام… والليالي… و(المحليات)..
> وهذا ما موعودٌ به زميلي – وصديقي – التاي… إن هو عمل بنصيحة صغيرته..
> و(امتلك) عدةً عوضاً عن القلم..
> ثم ردد عبارته النبوية الشهيرة التي يختم بها زاويته المقروءة دوماً :
> اللهم هذا قسمي فيما (أملك) !!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الإنتباهة