زهير السراج

سردِبوا بس !!


* يعتقد البشير وعصابته الفاسدة أنهم أذكياء يستطيعون خداع المجتمع الدولى بدعوتهم لقوى المعارضة للحوار، وإظهار أنفسهم أمام العالم بأنهم حريصون على الحوار ونبذ الحرب وسفك الدماء، بينما يسفكون دماء المتظاهرين السلميين الأبرياء في الشوارع ويطلقون عليهم الرصاص الحى، ويصوبون القنابل المسيلة للدموع على رؤوسهم واجسامهم فتصبح اشد فتكا عليهم من الرصاص .. وكم من متظاهر بُترت يده أو فقد حياته بسبب قنابل الغاز، ثم يطلبون (بخسة الضبع) من القوى المعارضة الجلوس للحوار، وكأنهم لم يكونوا السبب في فشل كل منابر الحوار السابقة بمراوغاتهم وألاعيبهم المستمرة !!

* إستغلت العصابة ورئيسها الرفض الذى أبدته قوى المعارضة مؤخرا للحوار مع (الحكومة)، وتأييدها للثورة الشعبية المتنامية في البلاد السائرة بخطى حثيثة نحو تحقيق هدفها في إسقاط النظام الفاسد، وتخيلت أنها تستطيع ممارسة الخداع بارتداء عباءة الراهب والدعوة الى التسامح ومطالبة المعارضين بالجلوس الى الحوار، بينما الكل يسخر منها ويضحك عليها حتى الدول التى تركع العصابة تحت اقدامها وتدين لها بالسمع والطاعة كالسعودية وقطر ومصر، فالأخيرة تفتح أمام شركات العالم الباب واسعا للتنقيب في الأراضى السودانية التى تحتلها، غير آبهة بدموع عصابة الذل والجوع والفساد وتوسلاتها بالتفاوض حول الحقوق في (حلايب وشلاتين)، والأولى والثانية تمارسان ضغطا متواصلا عبر أجهزتهما الإعلامية (العربية، الحدث، الجزيرة مباشر، الحوار) بإذاعة بعض أخبار الثورة الشعبية في السودان، لارغام العصابة الحاكمة على تقديم المزيد من فروض الولاء والطاعة، والركوع تحت أقدام كل منهما والتخلى عن الأخرى !!

* نشرت صحيفتنا أمس (الإثنين 25 مارس، 2019 ) تصريحا لمسؤول سلام دارفور برئاسة الجمهورية، يدعو فيه المعارضة للحوار، ويؤكد إستعداد الوفد الحكومى للتفاوض، مشيدا بالدعوات التى وجهها رئيس الجمهورية ونائبه في الحزب للمعارضة للحوار، والجهود التى بذلوها من أجل تحقيق السلام في دارفور .. تخيلوا هذا الكذب والنفاق .. أى جهود بذلوها لتحقيق السلام في دارفور وهما على أعلى قائمة المطلوبين للعدالة الدولية بسبب الجرائم الفظيعة التى ارتكبوها في دارفور؟!

* إن عصابة قتلت ثلاثمائة الف وشردت ثلاثة ملايين من قراهم في دارفور، لن تتورع عن قتل كل الشعب لتبقى في السلطة، وتواصل مسيرة النهب والسرقة والتدمير والهروب من مواجهة تهم الابادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، بالاضافة الى الجرائم الاخرى بدءا بالانقلاب على النظام الديمقراطى الشرعى والاستيلاء على السلطة بالقوة، وجرائم التعذيب والقتل في بيوت الاشباح، وإغتيال مجدى محجوب وجرجس واركانجلو، وقتل شهداء رمضان بدم بارد وعدم الافصاح عن مكان دفنهم، وقتل تلاميذ الخدمة الإلزامية في معسكر العيلفون، وشهداء بورتسودان وامرى والمناصير، وشهداء سبتمبر 2013، وشهداء ديسمبر 2018 ، وينايروفبراير 2019 وكل شهور العام، فضلا عن جرائم السرقة والنهب والثراء الحرام وتجارة المخدرات وغسيل الاموال ..إلخ. .. كل هذه جرائم ابسط عقوبة لأقلها فداحة هى الاعدام و السجن المؤبد .. وهى لن تتردد في ممارسة القتل الجماعى وكل أنوع الجرائم الأخرى من اجل البقاء على السلطة، فأى حوار يجوز مع هؤلاء؟!

* هؤلاء قوم جُبلوا على القتل والسرقة وسوء الاخلاق والكذب والخبث وحب الشهوات، لا يصلح معهم الحوار واللين، ولقد عهدناهم ثلاثين عاما وعرفنا معدنهم النتن وفسادهم ووضاعتهم، فلا حوار ولا تحاور ولا تفاوض معهم .. وبيننا وبينهم الشارع ولو الى يوم الدين !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة