مسؤولية من!!
وأنا أشحذ قلمي، وأشحن مفرداتي، وأعبيء صدري بهواء نقي اردت أن أبثه من خلال هذه الزاوية لأكتب بفخر واعزاز عن ذاك السوداني الذي ما أفقدته صحراء نجد بوحشتها وقسوتها مبادئه وقيمه.. ولا جردته الغربة بكل تفاصيلها المزعجة من نقائه ومبادئه.. ولا شرخت الحاجة فيه وهو يبحث عن ريالات قليلة لقاء عمله راعياً في المملكة العربية السعودية.. ما شرخت فيه عزة نفسه وكبرياءه ولا خوفه من المولى عز وجل.. وانا اتأهب للكتابة عنه لأقول إن هذا هو السوداني الأصل الذي ما لوثته مستجدات اقتصادية أصابتنا في مقتل.. وما غيرته الظروف التي نجعلها دائماً أو غالباً شماعة نحمل عليها اخطاءنا وتراجعنا على كل المستويات.
وأنا اتأهب لكتابة هذا المقال الرائع صدمني خبر ذلك «التافه» الذي اعتدى على براءة الطفل« عز الدين» واعتدى على حياته واعتدى على طمأنينة اسرته، بل اعتدى على طمأنينة كل أسرة وكل أم وكل أب فقد بهذه الفعلة الشنيعة الثقة في أقرب المقربين إليه صداقة أو جيرة!! ودعوني دون الخوض في هذه الفعلة القبيحة أطرح تساؤلاً لابد منه ان ماذا حدث للنسيج المجتمعي في السنوات الأخيرة؟؟ ما الذي يجعل شخصاً يعيش في أسرة سوية غير سوي؟؟ هل وصلت بنا الغيبوبة الحد الذي لا يستطيع أو لا تستطيع أم أن تراقب تصرفات ابنائها وميولهم بل واخلاقياتهم لينشأ شاب كقاتل عز الدين دون أن يلاحظ أحد أنه يحمل ميولاً شاذة أو ميولاً إجرامية؟؟ هل إلى هذه الدرجة ابتعد الكثيرون عن خشية الله لدرجة أن أحدهم يقتل طفلاً بريئاً ويدفنه بكل قوة قلب داخل حوش اسرته، ويذهب إلى بيته، ويأكل ويشرب وينام!! هل دا المجتمع السوداني الذي صدر للعالم مقولات «المامون على بنوت فريقه» و «مقنع الكاشفات» والراجل وليّ الكل!! هل هو المجتمع الذي إخترع انبل صلة تجعل الجار هو الأخ الشقيق والصديق القريب و «النفاج» يفتح القلوب على بعضها قبل الحِيشان فكانت صينية الغداء واحدة وكباية الشاي والقهوة لا تحلو الا باللَّمة!! الآن نحن نحصد غرساً لسنوات فشل على كل الأصعدة.. فشل مسؤولة عنه الحكومة.. وفشل مسؤولة عنه المعارضة.. وفشل مسؤول عنه من سرقوا ونهبوا وافسدوا وحطموا آمال الشباب!… وفشل مسؤول عنه رجال الدين الذين تحول بعضهم إلى «هامانات» يسبحون بحمد السلطان ولا يأمرون بالمعروف أو ينهون عن المنكر!! الفشل مسؤول عنه بعض رجال الدين الذين (حصروا) الدعوة لدين الله الحق في مبطلات الصلاة وحرمة التدخين!! الفشل مسؤول عنه الاعلام الذي فشل ورفع الراية البيضاء في وجه هجمة اعلامية تستهدف قيمنا وتاريخنا!! والفشل مسؤولة عنه الاسرة التي تركت مسؤولياتها في الرقابة والمتابعة للمدارس والشارع!! والفشل مسؤولة عنه المدارس والمناهج التي اصبحت ساحة للحشو دون أن تغرس المفيد الذي يبقى ويذهب غيره زبد بحر!!
نحن بالجد في كارثة وورطة حقيقية وتهتك لنسيج اجتماعي سيبدأ من التشكك في الآخر، ولن يلومني بعد الآن احد أو يلوم غيري ان منعت ابنتي عن زيارة الجيران!! أو( صريت لاحد وشي لو ربت على كتف إبني) لأن باب الشكوك، وفقدان الثقة اصبح مفتوحاً على مصراعيه!! وطالما أن هناك كارثة..! فلابد من أن هناك حلولاً كيف ومتين.. وهذه مسؤولية المجتمع كله وأولهم من حملناه هذا السقوط المريع!!!
٭ كلمة عزيزة
طبعاً ثقتنا بلا حدود في ديوان المراجع العام الذي في ذمته وحده مراجعة ومتابعة أموال الشعب السوداني وثقتنا بلا حدود في انجاز وتقديم تقارير مفصلة عن مؤسسات وشركات ظلت عصية عن المراجعة لكن اخشى ما أخشى أن يطول انتظارنا في الوصول لنتائج و أقول ليكم كيف احدهم يخبرني أن المراجعة في شركة كنانة بدأت بشؤون العاملين يعني حيقعدوا كم زمن يراجعوا في داك فصلو وذاك عينو يا سادة المراجعة يجب أن تبدأ في المشتريات والمبيعات محل «الشغل» الحقيقي أما الباقي ملحوق!!!
٭ كلمة أعز
ما هي حكاية المطبعة التي يمتلكها المدير العام وشغالة لحساب الشركة التي يديرها بطريقة من دقنو وافتلو!!؟؟
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]